يبدو أن الحظ أو القدر قد بدأ يلعب دوره المؤثر في كشف هذه العصابة المسماة «بداعش» والتي فكرت في فكرة شيطانية اتخذت سبيلها لبسط نفوذها علي المسلمين في كل مكان، عندما جعلت من الخلافة المزعومة طريقاً للدخول إلي قلوب المسلمين الغلابة، ونحن نعرف وللأسف أن أغلبهم جهلاء في معظم دول العالم الإسلامي!! هذا الحظ العظيم يطل الآن من فوق أوراق عالم إسلامي جليل ومعروف بدوره في خدمة الإسلام ألا وهو الشيخ محمد الغزالي.. هذه الأوراق عثرت عليها مصادفة عندما قرأت عن صدور طبعة جديدة من كتابه «الفساد السياسي في المجتمعات العربية والإسلامية» والذي أصدرته مؤخراً دار نهضة مصر.. ومن قبل أن أسرد بعض ملامح ما قاله هذا الشيخ الجليل عن هذه الخلافة الإسلامية الحديثة والمزعومة أشير وفي السياق نفسه إلي أن الشيخ الغزالي كان من أقطاب جماعة الإخوان.. ويبدو أنه انشق عنها لأعمالها الإرهابية في أيامه الأخيرة والكتاب نفسه فيه حديث طويل عن أسباب انشقاقه عن هذه الجماعة الملعونة، وربما يكون السبب هو أيضاً تمسكها بهذا الوهم الأسود والمسمي بالخلافة. وحين نعود لما قاله الشيخ الجليل عما أعلنه تنظيم داعش مؤخراً عن الخلافة الإسلامية نتوقف كثيراً أمام هذه الكلمات والتي قال فيها بالحرف الواحد ص150 «إن المحنة التي أصابت الإسلام بفساد أو صناعة السياسة طويلة الذيول، مستطيرة الشرر. ولا يفكر مؤمن عاقل في إعادة الخلافة الإسلامية بصورتها المستقبحة والتي ظهرت بها». وأكثر من ذلك فقد أشار العالم الجليل الراحل إلي قضايا سياسية أخري مهمة وخطيرة والتي لا يزال يدور حولها جدلا عقيما مثل فكرة الانتخابات. وفكرة الدساتير المدنية. إن هناك كلاماً كثيراً ومهماً آخر قد أشار إليه هذا العالم الجليل ويستحق منا أن ندرسه جيداً.. فتعالوا نقرأ جميعاً هذا الكتاب..