عندما يتسبب طبيب في وفاة مريض بخطأ فادح يكشف عن استهتار ببديهيات المهنة أو جهل بهذه البديهيات يكون العقاب الطبيعي أو هكذا يجب أن يكون هو الحرمان من مزاولة مهنة الطب. واعتقد أن هذا العقاب الرادع هو العقاب الطبيعي لكل من يرتكب اخطاء فادحة في أي مهنة. في الإعلام أري أن مثل هذه الأخطاء الفادحة تتجاوز نتائجها الكارثية مقتل شخص أو عدة أشخاص نتيجة لخطأ مهني لطبيب أو مهندس.. بعض الاخطاء الفادحة التي يرتكبها من اقتحم شاشة تليفزيون تحت مسمي «مذيع» أو مقدم برامج تصل نتائجها الكارتية إلي تدمير العلاقات بين الشعوب ولعل المثال الأكثر وضوحا في هذا المجال هو عمليات التعبئة المجنونة والعبثية ضد الشعب الجزائري الشقيق في واقعة مباراة كرة القدم الشهيرة بالعاصمة السودانية. يومها سكت الجميع الا القلة عن إدانة هذا الخطأ الفادح بكل المعايير المهنية والسياسية، بل إن ابطال هذه الكارثة تلقوا الكثير من عبارات الثناء والتشجيع باعتبار ما فعلوه يعبر عن «غيرة وطنية»؟! وبذلت مصر الدولة جهودا خارقة لترميم آثار هذه الكارثة التي اثارت البغضاء والصراع بين شعبين شقيقين. ولأن هذا الخطأ الكارثي مر مرور الكرام بل واعتبر البعض من ارتكبه «بطلار وطنيا» فقد تكرر نفس الخطأ البشع تجاه شعب المغرب الشقيق. وتحاول اجهزة الدولة المصرية احتواء آثار هذا الخطأ البشع الذي يكلف مصر خسائر مادية وسياسية وأخلاقية باهظة. هذه المرة يجب أن يتخذ المسئولون عن القناة التي تسببت في هذه النتائج الكارثية، يجب ان تستبعد تماما من نسبت نفسها إلي مهنة «المذيعة» فهذه المهنة براء من أمثال هذه الشخصيات التي تجهل بديهيات المهنة بغير هذا الحسم لا أستبعد تكرار هذه الأخطاء الكارثية.