لم تكن مقابلة الرئيس السيسي للحاجة زينب التي تبرعت بقرطها لتحيا مصر بالغريبة ولا المفاجئة بالنسبة لي، فمنذ أن كتب عنها زميلي الأستاذ الكبير حازم نصر وأنا أعلم انها ستكون محل اهتمام الرئيس فلولا هؤلاء البسطاء وحبهم وإخلاصهم لمصر لما حمل الرئيس رأسه علي كفه ووقف أمام الاخوان وأنقذنا منهم ومن حكمهم ولولا هؤلاء البسطاء ما كانت مصر في أمان وسط بحر من الدماء في البلاد المجاورة سواء في ليبيا أو العراق أو غزة التي ألهبت المشاعر وجعلت عيدنا حزينا علي ارواح الشهداء والمصابين من أهلها، أتوقع أن مبادرة الحاجة زينب ستكون رسالة لكل البسطاء أنك تستطيع ان تساهم في بناء هذا الوطن وهو مبدأ وضعته الحاجة زينب التي رأت انها تستطيع ان تخدم مصر وتلبي نداء الرئيس بالتبرع بأعز ماتملك وأنها تستطيع أن تساهم وتساعد في بناء هذا الوطن ليس من أجلها هي فقد تخطت التسعين من عمرها ولم يتبق في العمر مثلما مضي لكن من اجل ابنائها واحفادها ومن اجل كل المصريين. مبدأ الحاجة زينب أن تقدم ما تقدر عليه حتي لو كان ربع رغيف فالتبرع ليس بالضرورة ان يكون شيئا عينيا او نقديا لكن من الممكن ان يكون التبرع وقف نزيف موارد الدولة في شئ يمكن الاستغناء عنها مجرد اغلاق صنبور الحنفية أو اطفاء النور أو تقليل استهلاك الخبز أو التعاون حتي مع جيرانك في تبادل استخدام سيارة واحدة بدلا من استهلاك سيارة لكل شخص وهي تجربة عشتها في ألمانيا حينما اردت الذهاب الي مدينة اخري فوجدت مواقع علي الانترنت لكل من يرغب في المشاركة في السفر بسيارة او تذكرة قطار جماعية بسعر اقل للمجموعات. شعرت أننا نحتاج مثل هذه التجربة في مصر ووجدت بعض الشباب يحاولون تنفيذها في مشروعات تخرج في الجامعة.. وأتمني من كل شبابنا ان يبحث لمصر عن طوق نجاة حتي لو بفكرة صغيرة توفر نزيف الموارد أو تحفظ حقوق الدولة، أتمني ان اري وجه مصر الجميلة بناسها فأري النظام في الشوارع والنظافة اسلوب حياة.. العطاء طبيعة مصرية.. وأتمني ان نعمل بجد ولا نتواكل.. وان نكون جميعا علي قدر ومستوي تفكير الحاجة زينب وان يكون مبدؤها قاعدة نلتزم بها جميعا مبدؤها الذي يتلخص في «الجودة بالموجود « فهل يصبح مبدأ الحاجة زينب سلاحا نوقف به سياسة الاهدار والنهب مع سبق الاصرار والترصد تحت شعار «اهبش واجري «؟