يظن الإرهابيون أن ضرباتهم الغادرة ستشتت صفوفنا..وهم واهمون قد ينجحون في توجيه ضربة غدر هنا أو هناك ويسقط علي إثرها شهداء أبرار ومصابون دماؤهم الزكية تروي تراب الوطن.. طعنات الغدر تدمي قلب كل مصري مع كل عملية تفجير ونتنفس الصعداء مع إحباط كل محاولة فاشلة لزرع الرعب في نفوس المصريين واثقين في أن الله -عز وجل -هو الحارس لهذه الأرض الطاهرة التي احتضنت الأنبياء والرسل، ومشفقين علي رجال الشرطة والجيش الذي يستشهدون يوميا في ضربات غادرة من الارهاب الاسود، تتصاعد نجاحات الجيش في محاربة الارهاب لكن ثعابين كثيرة مختفية في الشقوق لتخرج خلسة وتلدغ كل من يطاله سمها الزعاف.. معركتنا مع الارهاب لن تستمر طويلا ما دمنا نجفف منابع تمويله ونراقب حدودنا بحرص ونستمر في الضربات الاستباقية حتي ينالهم الضعف ويفقدوا الأمل في عودة رئيسهم المعزول ويفيقوا ليروا كم من الدماء البريئة أهدروها دون ذنب ويعودوا الي الحديث الشريف ( كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه). صحيح أن الفجوة أصبحت كبيرة بين أعضاء الجماعة الارهابية وبين المجتمع الذي عاني من عنفهم وغدرهم ولكن تبقي مساحة- ولو ضئيلة - لمن يريدون أن يفيئوا الي الله تعالي ويعودوا الي الصواب أما هؤلاء الذين تلوثت أيديهم بدماء المصريين فالقانون هو الحكم لما اقترفته أيديهم..لقد زرعوا قلوبنا حزنا علي شبابنا الشهداء وكدروا حياتنا ولم يتركوا لنا فرصة لننعم بحياة هادئة ولكن (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)! مسلسل سجن النساء بكل ما فيه من واقعية وقسوة يمثل عملا كلاسيكيا واقعيا من الطراز الأول، لهذا نجح في جذب المشاهدين وسط طوفان المسلسلات التافهة، فالبطل في سجن النساء هو المجموعة التي عملت بروح الفريق بدءا من المسرحية العظيمة للكاتبة الراحلة فتحية العسال التي دخلت السجن كمعتقلة سياسية فعرفت خبايا هذا العالم السري ونهاية بالمخرجة اللامعة كاملة أبو ذكري ابنة الصحفي الراحل استاذنا وجيه ابو ذكري ولو استمرت علي خطي السينما الواقعية فستكون في مصاف مدرسة صلاح ابو سيف وعاطف الطيب وابراهيم خان وغيرهم من فطاحل السينما الواقعية ومرورا بسيناريو مريم ناعوم وبنجوم واثقين في مواهبهم حتي بدون إبهار الملابس والماكياج وعلي رأسهم نيللي كريم التي أصبحت تختار أدوارها بعناية منذ نجاحها في مسلسل (ذات). قد يعيب المسلسل بعض الألفاظ السوقية الفظة لكنها تناسبت مع طبيعة وجو مكان الاحداث وإن كان التخفيف منها أفضل بالطبع حتي لا تنتقل عدواها لآذان أطفالنا في البيوت..تحية واجبة لكل نساء( سجن النساء)