وما لبث السيسي أن قدم درساً آخر عندما أكد أنه مستعد للتضحية بشعبيته الجارفة ما دام ذلك لمصلحة الوطن فكان موقفه ازاء المشكلة المزمنة المعقدة المتمثلة «في حكاية الدعم». منذ بدأت المعركة الانتخابية لرئاسة الجمهورية، ظهر جلياً أن «السيسي» له اسلوبه ومنهجه الخاص الذي ينبع من إيمانه العميق بوطنه وقضيته، وفهمه الدقيق لصحيح الدين، ولعل البعض - وكنت أنا منهم - قد اختلفو معه حينما وجه إليه أحدهم - أثناء اشتعال المعركة الدعائية - سؤالاً عن رأيه في قانون التظاهر ومن تم تطبيقه عليهم من الشباب، وبدلاً من أن يحرص علي فرصة اكتساب اصوات المعارضين للقانون - كما فعل منافسه في الانتخابات الذي وعد بأن يلغي القانون ويفرج عن المحبوسين بسببه قال السيسي إنه يحترم القضاء، وضرب أمثلة بالتزام المواطنين في الدول المتقدمة بقوانين التظاهر، ومن يخرج عليها يستحق العقاب! وطبعاً استغل المعارضون والمتربصون - باختلاف أجنداتهم - إجابته تلك في التوقيت الحساس جداً، وإن كانوا قد فشلوا في الانتقاص من شعبيته، وفاز باكتساح، لان الجماهير الواعية استوعبت الدرس وقدرت صدقه ونزاهته واختارته ليقود البلاد في مواجهة أشرس وأخطر التحديات والمؤامرات والمخططات. وما لبث السيسي أن قدم درساً آخر عندما أكد أنه مستعد للتضحية بشعبيته الجارفة ما دام ذلك لمصلحة الوطن فكان موقفه ازاء المشكلة المزمنة المعقدة المتمثلة «في حكاية الدعم» التي تجاهل حلها من سبقوه وآثروا ان يرهقوا الدولة ويخنقوا الأجيال القادمة بقروض وديون تنوء بحملها الجبال وتدفع الدولة الي مستنقع العجز والإفلاس!!- اتخذ السيسي قراره الجريء الذي يقف جنبا إلي جنب مع قراره التاريخي في «3 يوليو» بتبني ودعم مطلب الشعب بإسقاط النظام الإخواني الفاشي، والمعروف أن هناك من همس في أذنه محذراً من الاقتراب من موضوع الدعم، لكنه بصدقه وشفافيته لم يتراجع وإذا بشعبنا العظيم وطبقاته الكادحة يستوعبون الدرس ويرفضون الاستجابة لتحريض المتربصين!! وفي نفس الوقت كان الدرس البليغ عندما تبرع بنصف راتبه وممتلكاته لصندوق «تحيا مصر» موجها رسالة واضحة لرجال الاعمال والقادرين من أبناء الوطن لإنقاذه من أزمته الأقتصادية الفادحة. ثم كان الدرس الموجه إلي الخارج - وتحديداً الولاياتالمتحدةالأمريكية -عندما رفض قبول الدعوة لحضور القمة الأفريقية- الأمريكية في واشنطن وأوكلت المهمة للمهندس ابراهيم محلب ليرأس وفد مصر، ولعل «أوباما وإدارته» يستوعبون الدرس!! وها هو ذا «درس آخر» بالغ الدلالة عندما تجاوز الرئيس بروتوكولات الحكم وطقوس المقابلات الرسمية، فاستقبل في قصر الرئاسة السيدة الكفيفة الحاجة زينب مصطفي الملاح البالغة من العمر تسعين عاماً ليقدم لها التحية ومشاعر التقدير لتبرعها بكل ما تملك وهو «قرطها الذهبي» لصندوق تحيا مصر وكأنها تقول لقد فهمت درسك الغالي بتبرعك الكبير للصندوق!! ثم كانت اللفتة الذكية عندما قرر أن يوضع «قرط» الحاجة زينب في متحف رئاسة الجمهورية ليكون شاهداً علي ما تقدمه النماذج الوطنية الرائعة لبلدها، وبعد حوار إنساني دافيء قبل «السيسي» رأسها، وودعها بما يليق بها كنموذج مبهر للعطاء والا يثار. وهكذا تتوالي دروسه لمن يفهم