هل يكشف قصاصوالأثر بعض أسرار ما حدث في نقطة الفرافرة بجانب التحقيقات التي تجري لمعرفة كل التفاصيل. الواقع يقول من خلال المعاينات المبدئية ان المهاجمين استغلوا معرفتهم بالصحراء في احكام عملية الهجوم واستغلوا الطبيعة المحيطة بالنقطة في تنفيذ غرضهم الدنئ. تري كيف استخدم الجناة هذه الطبيعة من تلال ورمال ورياح في خطتهم هذا ما يجيب عنه قصاص الأثر سعيد حمزة وهو من أبناء مدينة الخارجة ومعروف باسم صائد الحيات لمهارته في تتبع أثر وتحركات الحيات وهي أكثر المخلوقات الزاحفة دهاء ورشاقة وحركة وفجائية وهي تجيد التحرك ليلا والاختباء بالحجور نهارا بسبب درجات الحرارة وهذا ما يفعله الإرهابيون تماما. يقول سعيد حمزة ان الارهاب مثل الحية ولا يموت الا بقطع رأسه وان الارهابي عندما يتحرك خاصة في الصحراء لا يتحرك نهارا لان درجات الحرارة في هذه الفترة من شهر يوليو تكون مرتفعة للغاية وان الرمال تهبط في حالة وجود تحركات بالسيارات عليها ولهذا نجح منفذو عملية الفرافرة في استغلال الطبيعة حول نقطة الكمين لتنفيذ اغراضهم واهمها استخدام رذاذ الجبل وهو العمل علي عدم وصول صوت السيارات التي كانت مختبئة في بطن الجبل الي افراد المراقبة علي الكمين واستخدام السيارات الدفع الرباعي والتي تعمل بالبنزين لضمان ان محركات البنزين صوتها ناعم وغير مرتفع وان موقع نقطة الكمين والموجودة في مستوي منخفض سهل لمنفذي العملية للوصول لاغراضهم ومهاجمة الكمين من الخلف موضحا بان وجود الكمين في هذا المستوي المنخفض علي الارض منع الرياح ان تحمل اصوات وتحركات الجناة المسبقة للاستعداد للهجوم علي النقطة وهي المعادلة الصعبة التي نفذ منها الارهابيون لمطلبهم . مما احدث مفاجأة لافراد الكمين بعدم اكتشاف الثلاث السيارات الاخري التي هاجمت الكمين من الخلف بالاضافة الي السيارة الرابعة التي كانت الطعم الكبير والاول الذي استخدمه الارهابيون من علي الطريق الرئيسي بعد نزول احدهم مترجلا علي قدميه والذي كان يرتدي الحزام الناسف وقام بتفجير نفسه امام الكمين لتحويل انتباه الافراد اليه في نفس الوقت الذي نزلت فيه السيارات من اعلي الجبال المحيطة بالمكان ومن خلفها لمهاجمة الكمين. وهنا يطالب قصاص الأثر سعيد حمزة بضرورة ان تكون نقاط كمائن القوات المسلحة بالصحراء مرتفعة عن الارض فالرياح هي العامل الاول لسماع تحركات اي افراد في بطن الجبل وان يتم تأمين هذه الكمائن بنظام خناصر البطيخ وهي عباره عن حواجز رملية مرتفعة مابين ثلاثة واربعة امتار تعوق الوصول الي الكمائن في حالة مهاجمتها بالسيارات وهو الامر المستخدم في جميع العمليات الارهابيةالسابقة في الوادي الجديد وسيناء تحديدا. موضحا ان احدي سيارات الارهابيين غرزت بالرمال ولم يستطع قائدها ان يسيطر عليها لانه اخطأ في حساباته في تقدير تقليل او زيادة سرعة السيارة بالقرب من الكمين وهو ماجعل الرمال تتحرك اسفل السيارة وتهبط بها الي مسافة متر علي الاقل وهي ارادة الله . وفي هذه الحالة قرر تركها والفرار مع باقي عصابته الي جحورهم مرة اخري بالصحراء سواء في اتجاه محافظة المنيا او في اتجاه الواحات البحرية وسيوة وهذا يؤكد علي ان افراد الكمين ظلوا يدافعون عن مكانهم الي آخر جندي ولهم كل الرحمة ولاهلهم الصبر. وان الرمال حاربت بجوار افراد الكمين لتكون معهم في مواجهة الارهابيين الذين لا انتماء لهم الا الانتماء للمال ومن سيدفع لهم اكثر.. كما يطالب قصاص الاثر سعيد حمزة بان يتم الاستعانة بالكلاب المدربة بنقاط الكمائن سواء في الشرطة اوالقوات المسلحة لان الكلاب لديها حاسة سمع عالية جدا وتشم الروائح ولديها نظر ثاقب خاصة باليل وهي صفات تشجع المسئولين عن نظم الحراسة باستخدام الكلاب للكشف عن العناصر الاجرامية ومهاجمتها ايضا في حالة وقوع اي هجوم فالكلاب تعرف جيدا عدوها من صديقها اكثر من الانسان.