من الطبيعي ان يشعر اي صحفي بالارتياح عندما يجد هناك رد فعل من الجهات المسئولة لما يثيره من قضايا. مثل هذه الردود تأتي في اطار حق القاريء الاصيل في المعرفة بعيدا عن التعتيم واهمال دوره في المتابعة والمحاسبة . ان ما اعنيه ليس اي رد يكون هدفه تسديد خانة او عدم تبيان الحقيقة اوالتغطية علي خطأ ما في التخطيط والتنفيذ . ولكن المهم ان يتسم الرد بالمصداقية واحترام العقول وان يلبي ما يتطلع إليه المواطن من اطلاع وفهم الحقيقة من خلال ما يجري تداوله بالكلمة المكتوبة في الصحافة. ولقد شاءت الظروف ان اتناول بالكتابة منذ اسبوعين تقريبا في هذا المكان قضية مشروع الكوبري الذي اقيم علي طريق الاسماعيلية الصحراوي عند موقف ميكروباصات مدينة السلام . لقد اثار انتباهي اقامة هذا الكوبري علي أساس اتجاه واحد من ناحية الاسماعيلية الي القاهرة وهو ما وجدته لا يحل الازمة في هذا المحور المروري المهم. كنت اعتقد وأتمني ان تكون الحكومة قد لجأت الي اولوية التفكير السليم مستهدفة تحقيق الصالح العام بان يكون بديل هذا الكوبري نفقا لفض الاشتباك علي طريق الاسماعيلية الصحراوي خاصة بالنسبة للقادمين من الطريق الدائري مستهدفين التوجه الي الاسماعيلية وبورسعيد. هذه القضية كانت تشغل بالي بعد أن اقدم المسئولون في وزارة الاسكان والمرافق منذ عدة سنوات علي اقامة نفق لاستخدام كبار القوم القاطنين في القاهرةالجديدة بدلا من اقامته لخدمة مستخدمي طريق الاسماعيلية- بورسعيد الصحراوي. وفي الرد الذي تلقيته من الدكتور مصطفي كمال مدبولي رئيس مجلس ادارة هيئة التخطيط العمراني التابعة لوزارة الاسكان والمرافق قال لي ان مشروع هذا الكوبري »المفرد« ليس الا بداية لمشروع كبير يتشكل من عدة مراحل ويستهدف تطوير مداخل القاهرةالشرقية وربط وسائل المواصلات وشبكة الطرق بعضها ببعض وفقا للمخطط الذي يجري تنفيذه بالتنسيق بين وزارتي الاسكان والنقل ومحافظة القاهرة. وقال ان الكوبري الذي اقيم في اتجاه واحد عند موقف مدينة السلام سوف يتحول الي كوبري في اتجاهين. اضاف بأنه من المقرر ان ينتهي الاتجاه الثاني لخدمة الحركة المتجهة الي الاسماعيلية وبورسعيد والعاشر من رمضان في يونيو 1102. ويمضي رد الدكتور مصطفي مدبولي قائلا انه سيقام تحت الكوبري بعد استكماله في الاتجاهين دوران يسمح للحركة المرورية القادمة من الدائري بالتوجه يسارا للطريق الصحراوي في اتجاه الاسماعيلية وكذلك ايضا بالنسبة للحركة المرورية القادمة من الاسماعيلية وبورسعيد الي الطريق الدائري في اتجاه القاهرةالجديدة. ويضيف الرد ان الحركة المرورية القادمة من الاسماعيلية وبورسعيد والمتجهة اليها وكذلك الحركة المتجهة من وإلي مدينة العاشر من رمضان والقاهرةالجديدة سواء كانت خطوط مترو او اتوبيسات او سيارات ستلتقي جميعها عند المحطة المركزية للنقل والمواصلات لشرق القاهرة والتي سيتم انشاؤها توافقا مع المخطط المعد من جانب وزارة النقل بالتعاون مع وزارة الاسكان لخدمة النقل الجماعي بين مناطق عديدة. كل هذه الاحلام والاماني مُقدر ان يتم تنفيذها خلال خمس سنوات وهو ما يعني ان حالة الارتباك والفوضي علي محور الطريق الدائري مع طريق القاهرة- الاسماعيلية الصحراوي سوف تستمر ويمكن ان تمتد الي ما بعد هذه السنوات الخمس كما تعودنا دائما عند تنفيذ مثل هذه المشروعات . بناء علي ذلك فان معاناة مئات الالاف من المواطنين سوف تتواصل طوال هذه السنوات. هنا يقودنا الحديث الي حالة الافتقار للتفكير في الاوليات التي تخدم الصالح العام وتحقق المنفعة لجموع المواطنين. لقد كان من الواجب ان يركز هذا المشروع علي اولوية حل مشكلة الربط بين الحركة المرورية القادمة من الطريق الدائري الذي يخدم مناطق حيوية عديدة وطريق الاسماعيلية الصحراوي وكذلك مدينة العاشر من رمضان ومدينة بورسعيد ومدن وحركة التجارة المتجهة الي موانيء مدن القناة. جميل جدا ان نفكر في مشروعات عملاقة مستقبلية باقامة محطة وصل مركزية لحركة المواصلات لتنظيم الحركة المرورية في منطقة شرق القاهرة. ولكن كان لابد ان نضع في اعتبارنا الاهم فالاقل اهمية عند ترتيب الاولويات. في هذه الحالة فإن الامر كان يتطلب التنسيق الهندسي بين هذه الاولويات وبما يتفق مع الحاجات الضرورية والماسة. ما كان يمكن ان يكون هذا التفكير عمليا دون ان تكون هناك دراسات وعمليات مسح لكل الظروف والملابسات بعيدا عن استخدام العمل الاكاديمي القائم علي النظريات والتخطيط علي الورق.. ان كل ما استطيع ان اقوله تعليقا.. يستند الي المعاناة الحقيقية للناس هو.. انزلوا يا سادة الي الشارع وفكروا باحاسيس واحتياجات هؤلاء الناس »التعبانة« قبل اي شيء آخر. وشكرا لرد الدكتور مصطفي مدبولي.