من المؤكد اننا نعيش حاليا مرحلة جديدة تماما تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ووفقا لما تم اعلانه فإن المؤسسات الاساسية لدولة مصر ما بعد ثورة 30 يونيو سينتهي استكمالها في نهاية هذا العام بإذن الله بانتخاب مجلس النواب الذي سيكون شريكا اساسيا في ادارة شئون هذا الوطن. اما في الجانب الاقتصادي فلا جدال ان قرار اقتحام مشكلة الدعم والذي بدأ بالعملية الجزئية لترشيد ما يتعلق منه بالمواد البترولية والذي يتجاوز ال 100 مليار جنيه فإنه من المتوقع ان تكون لهذا التحرك اثار غاية في الاهمية محليا ودوليا. ليس خافيا ان انعكاسات هذا القرار محليا من الناحية الاجتماعية سوف تتسم بالسلبية في البداية الا انه وبعد استقرار التطبيق سوف تكون له نتائج ايجابية في حياة المواطنين الاجتماعية. مسايرة هذه التطورات غاية في الاهمية وبالنسبة للمستقبل فان كل اجهزة الدولة مطالبة بتغيير مناهج عملها بما يتوافق ومتطلبات المرحلة الجديدة. لابد ان يكون مسئولوها اكثر بذلا وعطاء واستشعارا لمتاعب الناس. عليهم الانحياز للفكر الخلاق الذي يساهم في عبور مشاكل ما صدر من قرارات اقتصادية جريئة وتعظيم القدرة علي الانجاز الذي يجعل المواطن يشعر بأن هناك جديدا في حياته. *** ان ما تشهده الساحة من حراك في كل الاتجاهات اظهر للجميع الدور المهم الذي كانت تقوم به السياحة.. صناعة الامل في دعم ومساندة منظومة الاقتصاد القومي في السنوات العشر السابقة لثورة 25 يناير. لقد بلغ ما حققته من اضافة لهذا الاقتصاد عام 2010 ما يزيد علي 125 مليار دولار. هذا الرقم كان من المتوقع ان يرتفع الي 15 مليار دولار عام 2011 لو اننا لم نتعرض للتداعيات التي صاحبت هذه الثورة وتمثلت في الفوضي وغياب الامن والامان علاوة علي استهداف السياحة بشكل خاص من جانب جماعة الارهاب الاخواني واعوانها. كل الدراسات والابحاث التي استندت الي تعاظم نجاح الانطلاقة السياحية كانت تبشر بارتفاعات متواصلة في الدخل السياحي ليصل عام 2020 الي 30 مليار دولار. *** علي ضوء هذه الحقائق فإن المجال اصبح مفتوحا خلال هذه المرحلة للتعافي ومعاودة انطلاق صناعة الامل من جديد للقيام بالدور المنوط بها في عبور الازمة الاقتصادية التي تحاصرنا. تحقيق هذا الهدف يحتاج أن يلجأ وزير السياحة هشام زعزوع والاجهزة المساعدة وتنظيمات القطاع الخاص الي مواصلة ومضاعفة جهودهم. الاستعداد لهذه المرحلة فرض علي الوزير القيام بأكبر عملية لترتيب البيت السياحي من الداخل من اجل ان يكون اكثر فاعلية في القيام بما هو مطلوب منه. في نفس الوقت فإن اغلاق ملف تحذيرات السفر الي جنوبسيناء بما كان له من تأثيرات سلبية كبيرة علي حركة السياحة.. يبشر بحل جانب كبير من محنة صناعة السياحة. *** ان اقدام المانيا علي الغاء حظر سفر سياحها الي جنوبسيناء يعد انفراجة هائلة لصالح التنمية السياحية المصرية.. قبل صدور القرار الالماني بعدة ايام كان هشام زعزوع قد التقي بالسفير الالماني وبحث معه اهمية رفع المانيا للحظر المفروض علي سياحها.. فقد كان من المتوقع ان يكون للنجاح الذي حققته خريطة المستقبل لاقامة دولة المؤسسات المصرية دافعا الي تغيير هذا الموقف السياسي. لعل ما يبشر بمزيد من الخير قيام حكومة الدنمارك ايضا بإلغاء تحذيراتها لسائحيها كما التقي الوزير ايضا بالسفير الايطالي وتناول الحديث الغاء التحذير الصادر للسياح الايطاليين. وقد تم الغاء التحذير بالفعل. في نفس الوقت اعلنت وزارة الخارجية ان جهود سفارتيها في كل من العاصمة الالمانية برلين والعاصمة الايطالية روما قد نجحت في اقناع الحكومتين بإلغاء تحذيرات السفر. وتقول مصادر بالخارجية ان اقدام باقي الدول الاوربية علي اتخاذ نفس القرار سيتوالي في الايام القادمة. يمكن النظر الي هذا الانجاز باعتباره تتويجا للتعاون والتنسيق بين وزارتي السياحة والخارجية لخدمة الصالح الوطني العام. *** من ناحية اخري يعكف وزير السياحة حاليا علي وضع اللمسات الاخيرة في خطة عمل طموح لصالح النهوض بالسياحة. تشمل هذه الخطة فتح ابواب التعاون مع كل اجهزة الدولة من اجل تقديم كل ما يمكن من تسهيلات. شملت هذه الخطة التحرك لتنشيط السياحة العربية من خلال تنظيم العديد من الفعاليات وحملات الدعاية. كان من نتيجة ذلك ازدياد اعداد السياح العرب في الفترة السابقة لبداية شهر رمضان.. انه يتوقع عودة السياحة العربية لمعدلاتها مع نهاية شهر رمضان ومع اجازة العيد وخلال شهر اغسطس.