تدفق آلاف اللاجئين الفارين من هجوم يشنه الجيش الباكستاني علي مقاتلي حركة «طالبان» وعبروا الحدود الأفغانية التي تفتقر للرقابة إلي مخيمات متداعية علي التلال الوعرة في أفغانستان مما أثار مخاوف من اختباء مسلحي طالبان وسط النازحين. وتمثل حركة النازحين عبر الحدود التي لا يعترف بها كثيرون تحولا كبيرا. فللمرة الأولي خلال أكثر من 30 عاما بدأ السكان يهربون إلي أفغانستان لا منها في مفارقة لم تغب عن المسئولين المحليين أو وكالات اللاجئين. ورحبت السلطات في «خوست» ترحيبا حارا بالقادمين وقدمت لهم المأوي حسب إمكانياتها البسيطة. غير أن ضباط المخابرات والجيش يشعرون بعدم ارتياح لان بعض اللاجئين من اقليم «وزيرستان الشمالية» قد يكونون من النشطاء الاسلاميين في حركة طالبان الباكستانية التي يستهدفها الهجوم. وقال «بو شاك» أكبر مسئولي مفوضية الاممالمتحدة للاجئين «هذه المجتمعات هي التي تستفيد منذ عقود من دعم المجتمعات القبلية في اقليم وزيرستان الشمالية عندما كانت تضطر للفرار» في اتجاه باكستان.وأضاف أنها تريد الان رد الجميل لهذه الأسر الهاربة.وكان النازحون تدفقوا عبر الحدود في الاتجاه الآخر بعد أن غزت القوات السوفيتية أفغانستان عام 1979. ثم كانت هناك موجة ثانية بعد انسحاب موسكو بعد عشر سنوات وثالثة بعد استيلاء حركة طالبان علي السلطة في أفغانستان عام 1996.وقد عاد حوالي 3,8 مليون لاجيء أفغاني إلي بلادهم منذ أطاح تحالف عسكري قادته الولاياتالمتحدة عام 2001 بحكم طالبان. ومازال نحو 1,6 مليون لاجيء يعيشون في باكستان.لكن الظروف اختلفت الان.ففي الشهر الماضي هاجمت حركة طالبان الباكستانية أكبر مطارات باكستان خارج مدينة كراتشي. وطلب الجيش من السكان في وزيرستان معقل طالبان ترك المنطقة قبل أن يبدأ هجومه وذلك بعد أن نفد صبره علي المفاوضات.وبعد حملة قصف استمرت أسبوعين بدأ الهجوم البري. ويقول مسئولون باكستانيون إن جميع المدنيين رحلوا وأن كل من بقي هناك يصنف ضمن المتشددين. وتقول الاممالمتحدة إن عدد اللاجئين في خوست يبلغ 77 ألفا.