«تحديات الأرض والثقافة والتفاهم في العالم العربي»، كان هو عنوانمؤتمر المنظمة العربية الأمريكية للتربية والثقافة والحوار «ARAMFO» المنعقد من 19-23 يونيو في جامعة الحسن الثاني في كازابلانكا،وباعتباري ضيف الشرف علي المؤتمر كان علي أن ألقي كلمة إفتتاحية مع رئيس المؤتمر «أمريكي» وسكرتير عام المؤتمر «مغربي»، والمفترض في مثل هذه الحالات أن تتمحور كلمات الإفتتاح حول برنامج وجلسات المؤتمر وندواته الدورية السابقة وماتوصلنا إليه وماننتوي التركيز عليه في الدورة الحالية، وترحيب بالمشاركين خصوصاً إذا كانوا كوكبة من الأساتذة والباحثين والأكادميين الشبان والطلاب والدبلوماسيين والإعلاميين من العديد من الجامعات الأمريكية والمغربية والتونسية وغيرها. كان هذا هو المفترض، لكن ماحدث في كلمتي الإفتتاحية جاء مختلفاً، ذلك أن ماتواكب من أحداث عالمية وإقليمية مع انعقاد المؤتمر كان يستوجب معالجة أخري وعلي أسس تستجيب لتحديات حالة وطارئة ربما سبقت في أولوية التحسب لها تحديات الندوة العامة للمؤتمر والمدرجة في عنوانه الأصلي «تحديات الأرض والثقافة...» في دورته الحالية. كيف؟ كان من المفترض أن تعقد هذه الدورةمن ذلك المؤتمر السنوي في القاهرة، لكن لأسباب لم يعلن عنها لكنها مفهومة رأي الأمريكيون أن تعقد في الدار البيضاء بالمغرب الشقيق. واشتمل المؤتمر تسعة محاور أساسية علي ثلاثة أيام، عنوانها العام: «تحديات الأرض والثقافة والتفاهم في العالم العربي»، ومن أبرز المشاركات: الديمقراطية والتنمية في العالم العربي، الحركة الجمعوية والديمقراطية التشاركية، الحيوية المستمرة للتراث: نموذج إسلامي كلاسيكي حول الطفل والأسرة، التبادل الثقافي بين المغرب العربي وصقلية في العصور الوسطي، العالم العربي في الخطاب الاسلامي الامريكي: الاتجاهات والاحتمالات، أزمة الواقع أم أزمة تمثلات، معضلة اللغة وتعدد الثقافات، الفن والثقافة واشكاليات المعني، دور وسائل الاعلام الغربية في خلق أجواء من الخوف، صورة الغرب في المجتمعات المسلمة: أميركا نموذجا، اللغة وتحديات العالم المعاصر، الاستشراق الجديد في ألعاب الفيديو، كيف يمكن لفهم الماضي أن يساهم في تغيير المستقبل، عندما يصبح التدخل الأجنبي إمبريالية جديدة، الضرر المتزايد علي المرأة الأمريكية المسلمة، السياسات التبادلية المؤسسية وتحولات المشهد السياسي، مساهمات المنظمات الثقافية للمجتمع المدني العربي في التحولات الاجتماعية والسياسات الدولية، إدماج الخبرات النسائية والشبابية في العمل العام والعلاقات الدولية، ثقافة التهميش وسياسات التعالي والتحكم، تأثيرات سوسيواقتصادية علي واقع الثقافة، اصلاح الخطاب الديني: الملامح والتجليات، تطور القانون ومبدأ الملائمة مع منظومة حقوق الإنسان، ثم عدداً من المحاور عن المغرب وخصوصيات التاريخ والمجتمع المغاربي، وربط كل هذه المحاور بعلاقات التعاون والتفاهم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وكيفية تناسق هذا للبحث عن مشتركات للفهم والتفاهم والتعاون، وهو ماتسعي إليه مؤسسة «آرامفو» خصوصاً بعدما طرحه الربيع العربي من تحديات جديدة تستوجب من الغرب إعادة النظر في رؤيته الكلاسيكية للعالم العربي وذلك ال STERIOTYPING «القولبة» الذي وضع بلادنا في إطاره وحاول إعادة رسم خرائط المنطقة في «سايكس بيكو» جديدة تحقق له مصالحه وحده وتعصف بمصالحنا جميعاً. لكن من حسن الطالع أن هناك في كل مكان رجال ونساء وشبان يتابعون ويتصدون، ولايعدم الغرب أيضاً منصفون وعادلون ومنهم أغلب الأساتذة والدارسين والشبان الأمريكيين الذي استقبلوا نقدي الصريح والواضح للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط بكل تفهم واستقبلوا كلمتي الإفتتاحية بعاصفة من التصفيق أزالت قلق رئيس وسكرتير عام المؤتمر في جلسة كان التمثيل الدبلوماسي الأمريكي فيها عالياً. ماذا قلت، وكيف صفق الأمريكيون لمصر وللسيسي؟ هذا موضوعنا القادم بإذن الله.