«.. إن الأصوات الاجماعية التي أخذها المشير السيسي هي عهد بينه وبين الشعب، كل منهما أمين عليه» الاثنين: ربما كانت تهنئتي للمشير عبدالفتاح السيسي لا تعنيه، بقدر ما يعنيه التفكير في المسئوليات الضخمة التي ألقيت علي عاتقه، وإنا لنشعر بثقل هذه المسئوليات، ولكننا نعرف أنه قدير علي حملها، فقد أثبت مع الصلابة مرونة، ومع التصميم حسن ادراك للظروف، واستطاع في جو عاصف، مليء بالاحتمالات والأخطار، أن ينقذ وطنه من حكم الإرهاب، ومن المؤامرات التي كانت تدبر ضده لتغيير هويته وتقسيمه، مضحيا بحياته في سبيل هذا الوطن. وقد قال إننا مازلنا في أول الطريق، وهذا صحيح، فإن مهمة البناء أضخم وأعظم، وأشد حاجة إلي الجهد والعمل والتصميم، وإذا كانت الدولة قد استكملت بناء نظامها بصدور الدستور واختيار رئيس الجمهورية، فإنها في الواقع قد استكملت الأدوات التي تؤهلها لبدء العمل. وآمال الشعب في العهد الجديد لا حد لها، فطالما قاسي الظلم والقهر والإهمال، وأحس بمرارة الذل والضغط علي الحريات، وأحس في أحيان كثيرة كأن أنفاسه تختنق، فهو اليوم يريد أن يستنشق نسيم الحرية، ويرفع عن كاهله أوزار أجيال وأجيال.. ان الأصوات التي تكاد تكون اجماعية، والتي أعطاها الشعب للمشير السيسي تعني الأمل في المستقبل، والرجاء أن تسود الحرية، والطمأنينة والعزة والكرامة أبناء الوطن جميعا.. فما من أحد في الشعب يريد شيئا سوي أن يكون حرا، يجد العدل الذي لا تفرقه فيه، ويحس بالأمن الذي لا ترويع فيه، ويجد مستوي من الحياة كريما له ولأولاده ولذويه. لقد قال المشير السيسي إنه سيظل أمينا لهذا الشعب ولأهداف ثورته، لا يميل مع الهوي ولا يفرق بين أحد، ولا يرضي أن يفقد مواطن حريته وعزة نفسه وكرامة شعوره، قال إنه لم يكن هناك رزق بدون عمل وجهد، ولا حرية بغير كرامة، ولا فرصة بغير كفاية. ان الأصوات الاجماعية التي أخذها المشير السيسي هي تدشين لهذه القواعد، وهي أيضا عهد بينه وبين الشعب، سيظل كل منهما ملتزما به، أمينا عليه. هكذا تمنيت أن أعيش الثلاثاء: ما تمنيت شيئا قدر أن أعيش بين الحقول والمزارع والربي والرياض، استنشق مع عبير الحياة نسائم الطبيعة الحلوة.. ما كانت أجملها من ساعات، تلك التي قضيتها في الريف، وأنا أري أعواد القمح تتمايل بسنابلها، وقد أخذ الذهب يجري فيها. كان الفضاء منفسحا إلي غير نهاية، والأفق منطبقا علي غيوم متناثرة نسجت في صفحة السماء ما يشبه الرسوم والألوان.. كأن يد الله تبارك ما صنعت يد الإنسان، ورأيت الفلاحين الطيبين بوجوههم وأذرعهم المفتولة وصدورهم المفتوحة يحنون علي الزرع كأنه الولد العزيز، وعلي الأرض كأنها التراب المقدس، منها عاشوا، وعليها يتحركون، وفي ثراها العزيز تثوي عظامهم، فقد كانوا نبعا من صفائها، وسيرتدون وديعة من ودائع أسرارها. ورأيت صبيا صغير يجري في مرح يسوق حماراً يحمل ترابا.. كان يغني ويضحك ويبتسم وكأنه يريد الدنيا فرحا متصلا، الحقول من حوله منسوجة في خضرة باهرة، والنسائم تداعبه كالزهرة، وهو يداعبها بخياله وكأنه يجري علي هواها في أجواء فضاء لا نهاية له. ماذا يكون مصير، هذا الصغير اللاهي بأحلامه؟ انه حفيد هؤلاء الأشداء الذين حفروا بفؤوسهم الأرض، واحتملوا الظلم بعين فيها الإيمان، وصدر فيه الرجاء، وقلب يفعمه حب الوطن، كانت منهم الجيوش التي حاربت، والضحايا التي ماتت تحت ضربة الشمس ولسع الكرباج في صحراء القناة، كان منهم وقود كل ثورة دفعت هذا الوطن إلي الأمام. ماذا يكون مصيره، هذا الصغير، اللاهي بأحلامه؟ لكم أرجو له حياة أفضل من حياة آبائه وأجداده.. لقد نظرت إليه، وكأني ارتد إلي طفولتي وصباي، وكان ممكنا أن أكون مثله لولا أن أتيحت لي فرصة التعليم. ولست أزعم أن التعليم جعلني أسعد منه، ولكنني أزعم أنه فتح لي من الآفاق ما لم ينفتح له.. وتمنيت لو وجد كل طفل وكل صبي مدرسة وجامعة، فإنه لا شيء يكتب التاريخ المجيد لوطننا قدر أن يشرق علي بنيه جميعا نور العلم والمعرفة. الهمس الجميل الأربعاء: هي: أين همسك الجميل الذي استهواني وجذبني إليك.. أين لمسك الرقيق الذي كان يحملني علي أجنحته إلي عالم الحب والخيال، أين كلماتك التي كانت تنقلني إلي دنيا المني والأحلام، لم أعد أسمع منك كلمة حب؟؟ هل تغيرت هكذا بسرعة؟ هو: أنا الذي تغيرت أم أنت؟ هي: أنت تراني أحترق، ولا تحاول أن تطفئ ناري بكلمة!! هو: لا أعرف ماذا أقول لك!! هي: قل لي انك تحبني.. خذني بين ذراعيك وضمني إلي صدرك وأهمس في أذني بكلمة حب.. هو: (يقترب منها ويلفها بذراعيه): منذ الآن سأصف لك في كل لحظة مقدار حبي لك.. هي: أنت تسخر من عواطفي، ولا تعرف كيف تعاملني!! هو: قد أكون لا أفهم كثيرا في معاملة النساء.. ولكني أحبك.. هي: كلكم لا تفهمون كيف تعاملون المرأة!! هو: لقد أعطيتم كل حبي وحناني.. أعطيتك حياتي.. وعقدت عليك أملي وهنائي.. مع ذلك أجدك غير راضية!! هي: ولكنك حرمتني من كل شيء جميل، ان كلمات الحب عند المرأة هي غذاؤها وزادها وحياتها.. حتي هذه الكلمات حرمتني منها!! هو: لقد اخترتك من بين عشرات الفتيات اللاتي قابلتهن، لأني أحببتك أنت.. هي: الحب وحده لا يكفي.. المرأة تريد من حبيبها أن يعبر لها عن حبه، وأن يشعرها بأنه هائم بها، عندما رأيتك أحسست بأنك الرجل الذي سأجد علي صدره الحنان والأمان والسلام، ولكني لم أجد سوي القلق والخوف والشك!! هو: كنت قبل أن أعرفك شعاعا ضائعا ممزقا، بحارا تائها في بحر واسع لا أول له ولا آخر، والآن أصبحت أنت القلب الذي يحن عليّّ، والجنة التي أجد في ظلالها الاستقرار والهناء.. هي: ولكني قلقة، أخاف أن يتحول كل هذا إلي سراب!! هو: (يضع يديه حول وجهها وينظر في عينيها): انني أري في عينيك معني الحياة، عندما انظر فيهما أنسي همومي وأحزاني. هي: استمر لا تتوقف عن الكلام، فكم أنا مشتاقة إلي همسك الجميل!! ابتسم للحياة! إياك أن تتزوج عش أعزب.. وانصح أبناءك بذلك! أعرف رجلا ظل عشر سنوات لا يقبل زوجته، ثم ضرب رجلا آخر لأنه قبلها! في الحب كما في الحرب، القلعة التي تتفاوض لابد أن تسقط! علي قبر في مدينة نيس علي ساحل الريفيرا لوحة يقرأ عليها الزائر هذه الكلمة: من يرقد هنا؟ إنه أنا، وكم أتمني أن تكون أنت! قرأ مؤلف خبر وفاته في جريدة صباحية فتأثر تأثرا شديدا، واتصل تليفونيا بصديق له وسأله: قل لي يا صديقي، هل قرأت خبر وفاتي اليوم، فأجابه صديقه: بالطبع يا عزيزي قرأته، ولكن أخبرني من أي مكان تكلمني أنت! قالت عروس لصديقتها يوم زفافها: ان هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي، فقالت صديقتها: إذن لماذا تفسدي هذا اليوم وتتزوجين فيه!