نشرت الصحف صورا للدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار وهو يتفقد فتارين العرض بالمتحف المصري ليضمها المعرض المقرر إقامته في مطار القاهرة، هذا خطأ جسيم يضاف إلي أخطاء متعددة علي جميع المستويات في وزارته الكارثية، عنده مخازن متخمة بالآثار فلماذا يصر علي انتزاع القطع المعروضة من المتحف لينقلها إلي متحف صغير في المطار سيتوقف أمامه لبضع لحظات العابرون، المتابع لاحوال المتحف سيجد تدهورا هائلا في مستوي نظافته ورثاثة المبني، لكن الأخطر هو وجود عدد كبير من الاماكن الشاغرة وموضعها وريقات كتب عليها «القطعة في الارض» احيانا تكون شظية ورقية وبخط ركيك، طبقا لقانون الآثار ممنوع سفر القطع غير المكررة، خاصة مجموعة توت عنخ آمون النادرة والتي انتزع أثمن ما فيها ليطوف العالم منذ أحد عشر عاما، وبعد أن عادت المجموعة من اليابان بعد سنوات من الترحال بين القارات وفي عهدة شركات تجارية وليست مؤسسات علمية متخصصة قرر الوزير الحالي إعادتها للعرض في اليابان مرة اخري، ومن يزور المتحف حاليا سيجد أماكن هذه القطع شاغرة ويعلم الله وحده مصيرها، غير أن الخطوة الجديدة أخطر، فالوزير قرر انتزاع بعض القطع من المتحف ليعرضها في المطار، أي انها ستصبح في معرض آخر، وهذا تبديد لمضمون المتحف و الذي تضمه كتالوجات معروفة علي مستوي العالم، كان القرار الأصح هو إستخراج قطع من المخازن المكدسة بالآثار، غير المفهرسة والتي لا تضمها قوائم، أو عرض مستنسخات من القطع الشهيرة المنتجة بواسطة المجلس الاعلي للاثار حفاظا علي القطع الاصلية للمتحف، هنا اتساءل عن مصير المتحف الذي كان في المطار، وكان يضم بالفعل عدة قطع تم اختيارها بعناية، مازلت أذكر منها قطعة نادرة من زمن الحروب الصليبية تمثل تعانق الهلال والصليب، وقد لفت نظري إليها الدكتور وليم سليمان في كتابه القيم عن مصر والوحدة الوطنية عندما اختار القطعة لتكون غلافا لكتابه، اذكر أنني رأيت نافورة مياه أندلسية في مطار روما أهداها المغفور له الحسن الثاني ملك المغرب في الثمانينات عند زيارته لايطاليا، يمر عليها سنويا ملايين البشر، قطعة من الحضارة العربية الاسلامية، أمر بتصنيعها ولم يأت بقطعة أثرية وفي المغرب الكثير منها، لكن الوزير المسئول الاول عن اثار مصر يذهب إلي المتحف بمفرده، بدون لجنة علمية، فقط مصحوب بآلات التصوير لتسعد بسيادته وهو ينتزع قطعا من صميم محتويات المتحف ليعرضها في المطار وكأن الاثار تخصه هو وليست ملكا لشعب عريق.