سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء الآثار: الحكومة «نسيت» الآثار الإسلامية وتركتها للمجرمين والمخربين مدير مشروع القاهرة التاريخية: إعداد مخطط متكامل للحفاظ علي الهوية التراثية للمنطقة
« سبيل ومدفن عمر أغا» متهالك القاهرة التاريخية تصرخ من الاهمال..هكذا وصف خبراء الآثار الأوضاع المأساوية التي وصلت اليها اثارنا الاسلامية بمحافظة القاهرة التي تستحوذ علي اكثرمن 90 %من الاثار الاسلامية والقبطية علي مستوي الجمهورية، وتم وضعها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومعروفة عالميا علي انها من المناطق ذات القيمة التراثية والتاريخية والحضارية العريقة، ولكن كل هذا مهدد بالضياع بعدما امتدت ايدي الاهمال لتغتال تاريخ مصر الاسلامي، في غفلة من المسئولين، الخبراء يحذرون من مخاطر ضياع اثارنا الاسلامية، وطالبوا الحكومة بالتحرك سريعا لانقاذ تاريخنا واثارنا.. بداية يقول كاتب المصريات الدكتور بسام الشماع ان الاوضاع المتردية التي وصلت لها الاثار الاسلامية في مصر ترجع الي ان وزارة الاثار « نسيت» الاثار الاسلامية وتركتها للمخربين والمجرمين يعبثون ويطمثون اثارنا وحضارتنا مضيفا ان الاهتمام بالاثار الاسلامية او الاثار بشكل عام امر واجب وواجب وطني وفي دراسة مهمة اكدت علي أهمية إجراء الصيانة والترميم اللازم والفوري للمناطق الأثرية التي تحتاج لذلك؛ مع توفير الحراسة الكافية المدربة علي الأسلوب التقني الحديث من قبل شرطة الآثار منعاً لحدوث أي حالات تعدي علي الأثر؛ فضلاً عن القيام بعمليات تدريب للأثريين وإخصائي الترميم لحماية كافة المناطق الأثرية المفتوحة أو الكلاسيكية المصرية بأنواعها المختلفة. كما أوصت الدراسة بضرورة إعداد مناطق أثرية جديدة في أماكن متميزة حتي تكون مصدر جذب جديد يحقق عائداً مادياً مجزياً للدولة ومن ثم يقلل حجم الإقبال الكثيف علي هذه الآثار المعتدي عليها وأيضاً يجب التسجيل والتوثيق الأثري لها، بالإضافة لوضعها في مخازن متحفية حفاظاً علي الأثر لحين تجديده أو ترميمه.وأشارت الدراسة إلي أهمية توفير البيئة الصالحة التي لا تضر بالأثر وهذا يتطلب عدم السماح بتشغيل المصانع الضخمة ذات الكثافة العمالية لما ينتج عنها من أبخرة وغازات ملوثة تؤثر بالسلب علي الأماكن الأثرية المكشوفة أمثال الأهرامات والمعابد التاريخية بخلاف الصيانة الدورية لكافة المناطق الأثرية. واضاف انه دشن حملة شعبية جديدة بعنوان «معا نرمم آثارنا» للتبرع لشراء المستلزمات الفنية المطلوبة لعملية ترميم الآثار التي تحطمت أو تأثرت سلبًا داخل متحف الفن الإسلامي بباب الخلق من جراء التفجير الذي أستهدف مديرية أمن القاهرة وقال الشماع إن فكرة الحملة جاءت استكمالا لحملة إنقاذ المخطوطات التي أضيرت من جراء الاحداث التي شهدتها البلاد وطالب وزارة الاثارا ان تخرج من داخل الاماكن الاثارية بمكاتبها الادراية التي تضع داخل العديد من الاثار الاسلامية حرصا وحفاظا علي قيمة الاثر من التاثر بالعادات السيئة للمصريين وطالب الشماع بضرورة فتح ملفات سرقة الاثار الاسلامية ومنها ملف سرقة منبر مسجد قانباي الرماح بجوار مسجد السلطان حسين والذي قدم به بلاغ الي النائب العام 2010. ويضيف محمد عبد العزيزمدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية ان القاهرة من أكثر مدن الشرق التي استأثرت بالكتابة والتأريخ حيث أطلق عليها لقب «جوهرة الشرق»، نظرا لأن عمر القاهرة يزيد علي الألف عام بكثير وتستحوذ علي ما يقرب من 90% من الآثار الإسلامية والقبطية علي مستوي الجمهورية - مضيفا: وقد بدأ الاهتمام بمدينة القاهرة التاريخية من قبل اليونسكو في عام 1979م ووضعها ضمن قائمة التراث العالمي حيث تم تعريفها علي أنها من المناطق العالمية ذات القيمة التاريخية والتراثية والحضارية العريقة واضاف وقد أولت الدولة اهتماماً ملحوظاً في الفترات الماضية بهذه المدينة العريقة وخاصة في تسعينيات القرن الماضي حين شرعت بالبدء في مشروع لترميم وتطوير القاهرة التاريخية وكان القصد الرئيسي من هذا المشروع هو إيجاد مجموعة جديدة كاملة من المتاحف والمواقع التاريخية التي ستكون متاحة علي نطاق واسع للمواطنين والسائحين علي حد سواء بمدينة القاهرة واستطرد قائلا وظل هذا المشروع يتألق في إنجازاته وتتألق معه المدينة التاريخية إلي أن ظهرت العديد من المشكلات تناولتها اجتماعات لمنظمة اليونسكو وذلك بعد استعراض جميع المشكلات والتعديات التي تواجه موقع التراث العالمي وما تواجهه مصر من تحديات في الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير وصعوبة تمويل بعض مشروعات صون وحماية الموقع. ويشير وقد أطلق مركز التراث العالمي باليونسكو مؤخراً بالتعاون مع وزارة الآثار مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية في إطار برنامج شامل يدعو لتطبيق الدعم الفني للحكومة المصرية لإدارة فكرة تطوير هذه المناطق حيث يهدف إلي ثلاث مراحل تتمثل في ضرورة إعداد مخطط متكامل للحفاظ علي الهوية التاريخية والتراثية للمنطقة، وخطة لإدارة المواقع حسب الآلية المتفق عليها في تلك المنطقة من خلال إنشاء إطار مؤسسي يدعو إلي التطوير المستمر وتعميق التنسيق بين المؤسسات والهيئات المنوطة بالتعاون في شأن ذلك، وإنشاء قاعدة بيانات للتراث العمراني لكل منطقة يتم تطويرها، مشدداً علي أهمية التوعية العامة للشعب المصري ووضع معايير محددة يلتزم بها في كيفية التعامل مع ذلك التراث بحيث تهدف إلي الحفاظ علي تلك المنطقة الاستثنائية الخلابة في تاريخ التراث المصري. وأشار إلي البدء في الإعداد لمشروعات كبري بمحيط واسع يشمل المواقع والمباني الأثرية ونسيجها العمراني المحيط حيث ان ذلك سوف يتيح توظيف واستثمار وإدارة تلك المناطق ليخلق مقاصد سياحية جديدة تعد قيمة مضافة لاقتصاديات المنطقة العمرانية بما يضمن خلق فرص عمل مباشرة