د. أحمد نوار جمعية محبي الفنون الجميلة ان تقدم للمجتمع انشطة فنية وثقافية غير مسبوقة منذ ما يقارب قرن من الزمان، وكانت اولي المعارض الفنية المحلية والدولية تتمركز وتنطلق من هذا الكيان الثقافي والفني المهم في تاريخ مصر، وازدهرت الانشطة تحت رعاية مباشرة من السلطة الملكية في مصر، وكان لها شأن دولي في الحوار والمشاركة والتبادل، ويطيب لي ان اذكر اقدم واعرق الانشطة الفنية في مصر والتي كانت ومازالت تنظمها الجمعية «صالون القاهرة السنوي»، معرض الطلائع السنوي، والجمعية في سبيلها لاحياء مسابقة «الملصق» الذي يعد من الفنون البصرية المهمة لدي المجتمع، ومنذ العام الماضي بادر مجلس الادارة بتأسيس «مسابقة الطلائع للنقد الفني» ورأس دورتها الاولي الناقد الفني المحترف محمد كمال، والدورة الثانية رأستها الاستاذة الدكتورة الناقدة الفنية المحترفة أمل نصر عن عام 2013، وقد وضعت لها شعارا. «النقد التشكيلي.. رؤي واتجاهات». وقد اضافت بندا وتقليدا جديدا سيتم اتباعه في الدورات القادمة وهو تكريم ناقد فني في كل دورة او اسم ناقد راحل، وهذه الدورة تم اختيار الفنان والناقد الفني الكبير محمد عز الدين نجيب لتكريمه واعتباره نجم هذه الدورة وهذا ما حدث في الاحتفالية التي اقيمت للاعلان عن الفائزين وتكريمه بهذه المناسبة التاريخية وفي الاطار التنظيمي لهذه الدورة تم تقديم مجموعة من الورش والمحاضرات تركزت علي اربعة محاور، وان يقوم كل ناقد مشارك بتقديم ورشته في محور او اكثر، علي ان يتم بعدها طرح المحاور المقترحة للدراسات النقدية التي تم من خلالها التسابق، وتركزت المحاور والمحاضرات في «التجربة الذاتية للناقد، مناهج واتجاهات النقد التشكيلي، البناء الفني واللغوي للنص النقدي، تحليل نصوص نقدية»، وتم طرح محاور للتسابق «دراسة نقدية تطبيقية لمختارات من معرض الطلائع، دراسة نقدية للاتجاهات الفنية في الفن المصري المعاصر، دراسة نقدية حول التجربة الفنية والنقدية للفنان الناقد محمد عزالدين نجيب ضيف شرف هذه الدورة الثانية، اما اسماء الاساتذة والنقاد القائمين بالورش النقدية ضمت «أ.د. أمل نصر قومسيير المسابقة ورئيس لجنة التحكيم، الناقد عزالدين نجيب، الناقد محمد كمال، أ.د. حكمت بركات، أ.د. أمل مصطفي، د. ياسر منجي، د. هبة الهواري، الشاعر الناقد ماجد يوسف، الناقدة فاطمة عبدالله» كما ضمت لجنة التحكيم النقاد أمل نصر، محمد كمال، ياسر منجي،، هبة الهواري، ماجد يوسف، وقد تمثلت المرحلة الاولي في اقامة خمسة عشر ورشة عمل في النقد التشكيلي، قام عليها مجموعة من النقاد والاساتذة الاكاديميين من الفترة من 8 يونيو: 25 يونيو 2013 اعتمدوا فيها علي النقل المباشر للخبرة والحوار المتبادل وحلقات البحث المصغرة وعمل تدريبات وتطبيقات عملية علي آليات الكتابة النقدية، كما قام بعضهم بتقديم الدخل الاكاديمي والتنظيري لاتجاهات النقد ومدارسه وذلك من خلال محاور الورش التي سبق ذكرها، ومن خلال التقارير المقدمة من السادة اعضاء لجنة التحكيم ومن خلال الحوار الجماعي بينهم جاءت النتيجة علي النحو التالي: حصول المتسابقة آية مؤنس علي الجائزة الاولي باجماع الاراء، وحصول المتسابقة ماهيتاب مجدي علي الجائزة الثانية بثلاثة اصوات من خمسة، وحصول المتسابقة سهام محمد عبدالحميد علي الجائزة الثالثة بثلاثة اصوات من خمسة، وحجبت الجائزة الرابعة، واقامت جمعية محبي الفنون الجميلة ومجلسها الموقر برئاسة كاتب المقال وامين عام الفنان الدكتور رضا عبدالرحمن حفلا رائعا الاسبوع قبل الماضي حضره لفيف من الشباب وعائلات الفائزين وبدأ الاحتفال بافتتاح «سوق الفن التشكيلي» ثم بعدها تكريم الفنان الناقد الكبير محمد عزالدين نجيب ضيف شرف هذه الدورة الثانية بتسليمه ميدالية الجمعية الذهبية وشهادة تقدير علي دوره الفني والنقدي خلال اكثر من نصف قرن، ثم توزيع الجوائز علي الفائزات في مناخ تتعانق فيه روح التفاؤل ونجاح الدورة الثانية لمسابقة الطلائع للنقد الفني، كما تم تكريم اعضاء لجنة التحكيم والقائمين علي الورش والمحاضرات وعلي رأسهم القومسييرة الجديرة بهذا النشاط المهم الفنانة الناقدة د. أمل نصر، وقد تم التشاور بين اعضاء مجلس الادارة لاختيار قومسيير الدورة الثالثة خلال 2014 وقد تم اختيار الناقدة الدكتورة هبة الهواري، تهدف الجمعية من هذا النشاط الجديد اعداد جيل من النقاد في مجال الفنون التشكيلية، حيث تفتقد الحركة الفنية الي حركة نقدية علي ارض الواقع منذ نصف قرن تقريبا، في الوقت الذي فشلت فيه المؤسسات الفنية والاكاديمية الرسمية في اعداد جيل جديد من النقاد.