»سادل« مدير حملة بوتفليقة يخاطب الجزائريين بالنيابة عنه خلال تجمع انتخابى فى عنابة انتهت امس رسميا الحملة الإنتخابية للإقتراع الرئاسي في الجزائر مع تأكيد حملة الرئيس المنتهية ولايته "عبد العزيز بوتفليقة" إنه "يتعافي من جلطة أصيب بها العام الماضي وأنه بصحة طيبة بما يكفي لمباشرة الحكم بعد الانتخابات في 17 إبريل". ولا يشارك بوتفليقة (77 عاما) في الحملة بنفسه ولم يتحدث علانية منذ مرضه إلا نادرا. وأعلن "عبد المالك سلال" الذي استقال من رئاسة الحكومة لكي يقود الحملة الانتخابية لبوتفليقة إن "صوت الرئيس بدأ يعود وهو يحتاج لعدة أيام أخري قبل ان يتمكن من السير بشكل عادي من جديد"، مشيرا الي عزم بوتفليقه في حالة فوزه بولاية رئاسية رابعة إجراء "إصلاحات دستورية لوضع حدود لفترات الرئيس ومنح سلطات أوسع لأحزاب المعارضة". وأضاف "سلال" بعد جولة بمدينة عنابة شرق البلاد إن بوتفليقة الذي قضي ثلاثة أشهر في مستشفي بباريس العام الماضي "يتمتع بكل الصحة التي يحتاجها لمباشرة مسؤولياته". ومع دعم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الذي يهيمن علي الحياة السياسية في الجزائر منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962، يعتبر معظم المراقبين إن بوتفليقة لا يواجه تحديا يذكر من المنافسين الخمسة له في الإنتخابات. في تلك الأثناء، اتهم بوتفليقه خصمه رئيس الوزراء السابق "علي بن فليس" بالدعوة الي العنف خلال الحملة الانتخابية. وأضاف انه خلال الحملة "كانت هناك دعوات للعنف وتصرفات غير لائقة ومنافية للديمقراطية". وقالت حملة بوتفليقه إن "بن فليس" الذي يتنافس علي منصب الرجل الأول في البلاد للمرة الثانية بعد تجربة عام 2004 "يضع حجة تزوير الانتخابات كمبرر للفوضي وإخراج مؤيديه للشارع في حال خسر السباق". وكانت حملة "بن فليس" قد نددت في بيان ب"عنف مستنكر" وب"خطر كبير" من قبل فريق بوتفليقة والذي اتهمه ايضا بالعنف. كما شدد "بن فليس" انه لن يتبع سياسة تصفية الحسابات في حال انتخب كما تعهد بإشراك المعارضة في تسيير شؤون الدولة. وقال خلال جولة في "جليزان" بغرب الجزائر "اذا انتخبت فلن أجلب اخوتي وأصدقائي الي الرئاسة". وكان بن فليس أميناً عاماً للرئاسة، ثم مدير مكتب الرئيس قبل أن يصبح رئيساً للحكومة، لكنه أقيل فجأة بينما كانت تري فيه الصحف "خليفة" للرئيس خصوصاً بعد زيارة قام بها لباريس في 2003 ولقي خلالها استقبالاً حافلاً. ويفرض القانون الانتخابي علي المرشح الحصول علي توقيعات 60 الف ناخب للترشح في الانتخابات. وتمكن أربعة مرشحين آخرين الي جانب بوتفليقه وبن فليس من تحقيق هذا الشرط. ومن بين هؤلاء "لويزة حنون" وهي المرأة الوحيدة التي ترشحت في الانتخابات وهي قومية يسارية تتمتع بشعبية كبيرة حتي في أوساط المحافظين المعادين لنضال المرأة. ويري سلال إن الجزائريين "لديهم ثقة كبيرة في بوتفليقة ولا يريدون الدخول في مغامرة مجهولة ويعرفون أنه قادر علي قيادة البلاد"، مشيرا الي أن المنطقة مازالت تعاني من الاضطراب من ثورات الربيع العربي في 2011 ضد الحكام الذي ظلوا في السلطة لفترات طويلة في ليبيا ومصر وتونس". ويتغيب الاسلاميون للمرة الاولي عن انتخابات الرئاسة التي لن يقدموا لها اي مرشح، بعدما شكلوا القوة السياسية الاولي في البلاد علي اثر اقرار التعددية السياسية في 1990. ونقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن محللين ان "الاحزاب الاسلامية الجزائرية في تراجع بعد فشل الاسلاميين في دول الربيع العربي".