الحياة شكل تاني ولكن مخجل في صعيد مصر.. تؤكد هذه الحقيقة التقارير المتتالية للتنمية البشرية التي تكشف كل عام استمرار الكارثة الانسانية في محافظات الصعيد التي احتكرت المراكز الاولي بين المحافظات الاكثر فقرا.. وكان من الطبيعي ان تتركز معظم القري الأكثر فقرا في محافظات الجنوب المظلوم. زارت «الأخبار» الوجه المظلم لمصر في القري الأكثر فقرا في الصعيد. رصدت بالصورة والكلمة الحياة المريرة التي يعيش فيها الاهالي.. سجلت صرخات «الصعايدة» من عار الفقر.. وغياب الخدمات ومعاناة الملايين من الحياة تحت خط الفقر. تنقل «الأخبار» الحياة التي يعيشها الفقراء في الصعيد.. حال الناس.. شكاوي الناس.. تنقلها الي ضمائر كل مسئول وصاحب قرار ومن أجل التحرك فورا لإعادة بصيص ضوء الي ذلك الوجه المظلم من أرض مصر والذي يتحمل الجميع عاره! الفيوم في محافظةالفيوم هناك اكثر من قرية حالتها الاقتصادية والاجتماعية متردية لدرجة ان المحافظة صنفتها ضمن اكثر القري فقرا. من هذه القري قرية منشأة الجزائر التابعة لمركز الفيوم فهي محرومة من جميع الخدمات الاجتماعية التي تنعم بها باقي القري مثل المدرسة والوحدة الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء بل انها محرومة ايضا من العديد من الحرف التي يحتاج اليها المواطنون في حياتهم المعيشية مثل الجزار والترزي والكهربائي ويعلق علي ذلك محمد ابراهيم احد ابناء القرية ويقول ان اغلب سكان القرية لا يملكون ثمن كيلو اللحم بسبب تردي دخلوهم لعدم وجود مشروعات لتشغيل الشباب ويعلل ذلك بأن الاثرياء الذين يتملكون الارض الزراعية لا يقيمون في القرية بل يقيمون في مدينة الفيوم التي لا تبعد عن القرية سوي بضعة كيلو مترات قليلة ويؤكد ان قرب قريته من عاصمة الاقليم هو نقمة علي القرية المحرومة من الخدمات الضرورية مثل المدرسة والمسجد ووحدة صحية وصيدلية للعلاج وصرف الادوية. اما جمال محمد احد عمال الزراعة فهو يؤكد انه لا يوجد في قريته مالك واحد لاي مساحة للارض الزراعية كما انه لا توجد جمعية زراعية لصرف مستلزمات الانتاج اللازمة للزراعة وعلي المزارعين التوجه الي قرية قحافة القريبة لصرف مستلزمات الزراعة هذا بجانب مشاكل نقص مياه الري ويؤكد ان قريته محرومة من الصرف الصحي وكل سكان القرية يصرخون مياه الصرف الصحي في المجاري والمصارف المائية التي كثيرا ما تتراكم بداخلها القمامة وغيرها من المخلفات مما يؤدي الي انسدادها وطفح المياه علي جانبي المصرف مما يؤدي الي غرق المنازل بمياه الصرف الزراعي والصحي وتعرض سكان القرية للمشاكل الصحية مثل الفشل الكلوي والكبدي وغيره من الامراض الخطيرة.. اهالي القرية يطالبون المسئولين الي الاهتمام بقريتهم وتقديم الخدمات الضرورية لمعيشتهم وايضا يطالبون باقامة مشروعات تنموية تساعد علي زيادة دخولهم وتشغيل الشباب العاطل وحتي تتخلص قريتهم من وصمة انها من ضمن افقر القري في المحافظة.