أكد الرئيس الاوكراني المعزول "فيكتور يانوكوفيتش" انه لا يزال الرئيس الشرعي لاوكرانيا والقائد الاعلي للقوات المسلحة، قائلا انه يعتقد انه سيتمكن من العودة قريبا الي كييف، وذلك في حين تبني برلمان شبه جزيرة القرم رسميا اعلان استقلال عن أوكرانيا. وفي بيان أصدره من مدينة "روستوف نادانو" بجنوب روسيا حيث لجأ في أعقاب الإطاحة به من منصبه في فبراير الماضي، أشار يانوكوفيتش الي ثقته في ان الجيش الاوكراني سيرفض تنفيذ اي "أوامر اجرامية"، مجددا القول بأن "متطرفين" استولوا علي السلطة في العاصمة كييف، وان الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو ستكون غير شرعية. ومن ناحية أخري، قال يانوكوفيتش ان "منطقة القرم تنفصل عن أوكرانيا"، ملقيا باللوم علي سياسة من وصفهم ب"الفاشين الجدد" الذين وصلوا الي السلطة في كييف والذين قال انهم قد يشعلون حربا أهلية اذا ما قرروا استخدام القوة ضد المنطقة التي يقطنها أغلبية الروس. وأضاف ان المساعدات الامريكية لكييف "ستكون غير مشروعة لان القانون الامريكي لا يسمح لواشنطن بتأييد عصابات"، مضيفا "ما ان تسمح الظروف وهي فترة ليست بطويلة، سأعود بدون شك إلي كييف". وفي القرم أعلن نواب البرلمان الموالي لموسكو امس استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا، مستبقين بذلك الاستفتاء الذي من المقرر إجراؤه الأحد المقبل والذي يخّير السكان ما بين الالتحاق بروسيا الاتحادية من عدمه. وكان رئيس وزراء القرم "سيرجي اكسيونوف" الموالي لموسكو قد أعلن في وقت سابق انه يحضر لدخول شبه الجزيرة منطقة الروبل. في المقابل اتهم رئيس الوزراء الأوكراني "أرسيني ياتسينيوك" روسيا امس بالسعي لتقويض نظام الأمن العالمي بتدخلها في القرم، قائلا قبل توجهه إلي الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس باراك أوباما أن أوكرانيا ما زالت منفتحة أمام مفاوضات "شفافة" مع روسيا لبناء علاقة جديدة تعترف موسكو بمقتضاها باستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها. وحذر برلمان كييف سلطات القرم من انه "سيحل برلمانها" اذا لم يلغ الاستفتاء الذي تجريه الأحد القادم. في الوقت نفسه أعلن الرئيس الأوكراني المؤقت "أولكسندر تيرتشينوف" للبرلمان إن بلاده ستنشئ قوة حرس وطني جديدة باستخدام قوات وزارة الداخلية الموجودة كقاعدة، وذلك ردًا علي محاولات روسيا ضم القرم. وأوضح أن "سوء إدارة الجيش في ظل سلفه يعني الاضطرار لإعادة بناء الجيش الأوكراني من الصفر بشكل فعلي". وأضاف، أن البلاد ليس لديها سوي ستة آلاف جندي مشاة جاهزين للقتال مقابل ما يزيد عن 200 ألف جندي روسي علي حدودها الشرقية. وفي اطار التحركات الدبلوماسية المتنافرة بين القطبين؛ روسياوالولاياتالمتحدة في الملف الأوكراني، أعلن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" عن مقترحات تعدها موسكو لتسوية الأزمة الأوكرانية تكون بديلة عن مقترحات أمريكية قال انها "غير مناسبة". وعقب لقاء مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قال الوزير ان بلاده وضعت مقترحات "لإعادة الموقف الأوكراني في اطاره التشريعي الذي يأخذ في الحسبان مصالح كل الأوكرانيين"، مستبعدا مبدأ تشكيل مجموعة اتصال طالبت بها برلينوواشنطن، ومضيفا ان المقترحات الأمريكية مرفوضة اذ تنطلق من الإقرار بالأمر الواقع في كييف كنقطة بداية للتفاوض". وأشار لافروف الي ان نظيره الأمريكي كان وافق علي لقاء بوتين في موسكو قبل ان يعتذر لاحقا. لكن في واشنطن، قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية ان رفض موسكو لمقترحات مكتوبة قدمها كيري للافروف وفي مقدمتها اجراء مشاورات مباشرة بين السلطات الروسية وسلطات كييف الجديدة، هو أمر يضّر بأفق تسوية للأزمة، مشيرة الي ان "ميري" رفض لقاء بوتين المقترح. وفي نيويورك أعلن السفير الروسي لدي الأممالمتحدة "فيتالي تشوركين" ان الجلسة الجديدة لمجلس الأمن حول أوكرانيا "لم تفض الي نتيجة تذكر". من جهته ألمح وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" امس الي احتمال فرض عقوبات جديدة علي موسكو "خلال أيام" اذا لم تتجاوب مع المقترحات الغربية لوقف التصعيد في أوكرانيا، في حين اعتبر السفير البريطاني لدي الأممالمتحدة من جهته ان موسكو باتت تواجه ضغطا متصاعدا بسبب تدخلها في القرم.