ان منتزه الصداقة المصرية الاذربيجانية الذي افتتح في السابع من شهر فبراير لعام 8002 بمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية في مصر، حيث ينتصب تمثال الزعيم القومي لاذربيجان حيدر علييف بجوار شارع باسم اذربيجان، يعد رمزا لروابط الصداقة التقليدية التي جمعت شعبي اذربيجان ومصر. وفي ذات الوقت، يعد منتزه الصداقة الاذربيجانية حيث التمثال الضخم لحيدر علييف، انعكاسا حيا للتقدير والاحترام العميقين لهذه الشخصية الفريدة. ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في العاشر من مايو لعام 3291 بمدينة نختشوان بأذربيجان، وعمل بأجهزة الامن، ومن ثم احتل عام 4691 منصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة، ثم منذ عام 7691 تبوأ منصب رئيس لجنة أمن الدولة التابعة لمجلس وزراء جمهورية اذربيجان، ومنح رتبة لواء. وبناء علي انتخابه في يوليو عام 9691 سكرتيرا أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاذربيجاني، تولي حيدر علييف رئاسة الجمهورية. وفي هذه المرحلة من مراحله القيادية، اضطلع حيدر علييف بدور حاسم في عمليات التطور الاجتماعي والاقتصادي لاذربيجان، وبفضل جهوده هذه كانت اذربيجان احدي الجمهوريات المزدهرة للاتحاد السوفيتي. وفي ديسمبر عام 2891 انتخب حيدر علييف باعتباره عضوا مناوبا بالمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، وعين في منصب النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد السوفيتي. وبصفته النائب الأول لرئاسة وزراء الاتحاد السوفيتي، والمسئول عن التعاون مع البلدان العربية، طور حيدر علييف علاقات الصداقة الشخصية مع القادة العرب. وبسبب كونه المسلم الوحيد في المستويات العليا للنظام السوفيتي، فقد كان ينظر الي حيدر علييف باعتباره صديقا للعالم العربي الاسلامي، وقد قدم الكثير للتأثير علي السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي لدعم القضايا العادلة للعالم العربي. وفي أكتوبر لعام 7891 استقال حيدر علييف من منصبه، اعلانا عن احتجاجه علي سياسة المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي تحت رئاسة ميخائيل جورباتشوف. وفي شهري مايو / يونيو لعام 3991 كان مصير البلاد برمته علي المحك، وذلك في ظل الازمة الاقتصادية الناجمة عن تفكك النظام الاقتصادي السوفيتي، فضلا عن الضغوط الخارجية علي البلاد. وفي هذا الوقت العصيب من تاريخ البلاد، ناشد الشعب الاذري عام 3991 حيدر علييف تسلم زمام السلطة واخراج البلاد من هذه الازمة. وتمخضت السياسة الحكيمة لحيدر علييف عن خروج البلاد من ظلمات الشكوك والمصاعب في مطلع التسعينيات، وولوجها الي المستقبل المزدهر. وفي فترة وجيزة من الزمن تمكن حيدر علييف من تعزيز وترسيخ مؤسسات الدولة، ووقف الاحتلال الارميني، وتوسيع اطر العلاقات الخارجية ذات الاحتياج الملح، وارساء استراتيجية جديدة وشاملة في مجال النفط، وتمهيد التربة لتنمية مستدامة طويلة المدي للبلاد. وهكذا، تم تدشين عصر جديد في حياة جمهورية اذربيجان المستقلة. واضطلعت الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقة، التي تم ارساؤها وتنفيذها تحت قيادة الزعيم القومي حيدر علييف، بدور حيوي في النهضة والتقدم الوطنيين. وفي سبتمبر لعام 4991، شرعت اذربيجان في توقيع »عقد القرن« متعدد المليارات مع شركات النفط متعددة الجنسية، والرامي الي تطوير حقول النفط البحرية في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين. ومن ناحية اخري جرت تغييرات عميقة علي السياسة الخارجية لأذربيجان، وفي البداية حددت اذربيجان مكانتها في منظومة العلاقات الدولية ، وشرعت، استنادا الي استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة، في السعي لتحقيق طموحاتها المتعلقة بتكاملها مع المحيط اليورو - اطلنطي، ولتعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان المحيط. وأوليت عناية خاصة في مجال السياسة الخارجية لاعادة بناء الروابط التاريخية لاذربيجان مع العالم العربي الاسلامي، وكانت زيارة حيدر علييف لمصر في مايو لعام 4991 ولقاؤه بالرئيس حسني مبارك، تطورا هائلا علي الطريق نحو احياء روابط الصداقة التقليدية بين اذربيجان ومصر. ومثل رحيل حيدر علييف في 21 ديسمبر لعام 3002 احدي اشد اللحظات حزنا في تاريخ اذربيجان. وقد توفي حيدر علييف، رجل الدولة نافذ البصيرة المخضرم ذو القريحة الوقادة اللامع شديد البأس، عن عمر يناهز 18 عاما. وقد كان حيدر علييف في فترات توليه لأعلي مستويات السلطة في اذربيجان السوفيتية ومن ثم في الكرملين، ومن بعدها باعتباره رئيسا لاذربيجان المستقلة، كان دائما وفيا لوطنه وشعبه الام، فوقف الي جانب شعبه في مواجهة جميع الصعوبات في تلك المراحل العصيبة والمشحونة بالتوتر، ونظر الي ارساء الاستقرار والسلام والتقدم في ربوع اذربيجان باعتبارها احد اهم جوانب نشاطه، ولاريب في انه قد نجح في ذلك الامر. واستنادا الي رؤية وإرث حيدر علييف، تتطور اذربيجان اليوم، تحت قيادة الهام علييف، بديناميكية تشهد عليها معدلات النمو الاقتصادي غير المسبوقة. فالاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الثابتة، والحكم الرشيد والادارة الفعالة والسياسة الخارجية النشطة الشفافة للرئيس الهام علييف، قد جعلت من اذربيجان قائدا اقليميا وشريكا قويا موثوقا به في العلاقات الدولية. كاتب المقال: سفير جمهورية اذربيجان بالقاهرة