اللغة هي لسان كل أمة من الأمم، وهي الحافظة للحضارات والتراث، والوعاء الذي يحوي كل العلوم والمعارف.. ولغتنا العربية- لغة القرآن- ثرية بألفاظها وتراكيبها ودلالاتها وادابها.. واذا كانت الدول الاجنبية تعتز بلغاتها اعتزازا كبيرا، فلم لا نكون كذلك، ولكننا للأسف الشديد نلهث وراء اللغات الاخري، ولاسيما الانجليزية، ونتباهي بالنطق بها بينما لا نخجل حين نسرف في اخطائنا ونحن ننطق لغتنا! واذا جاز لنا ان ندرس ونتعلم اللغات الاخري، فلا ينبغي ان يكون ذلك علي حساب لغتنا العربية الاصيلة التي انزل الله بها قرآنه، بل يجب علينا ان نتقن لغتنا ونعلمها لاولادنا بشقيها المنطوق والمكتوب، ثم نتعلم من اللغات الاخري ما نشاء. ومن مظاهر اهمالنا للغتنا وعدم اهتمامنا بها، ما نسمعه ونشاهده ونقرأه كل يوم في وسائل اعلامنا وغيرها من اخطاء لا تليق بقدر ومكانة وسمو لغتنا، فحينما نتكلم لا نفرق بين المرفوعات والمنصوبات ولا نعرف الفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية، وعلي ماذا تدخل حروف الجر! وحينما نكتب لا نفرق بين همزات الوصل والقطع، ولا نعرف قواعد الهمزات في مواضعها المختلفة من الكلمة، كما لا نعرف الفرق بين التاء والهاء، ولا الفرق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة.. الخ وهذه كلها من اساسيات اللغة، المفروض ان نعرفها جميعا مهما كانت دراستنا ومهما كان عملنا. اما ان تجيء الاخطاء من مسئولين كبار أو قامات كبيرة في المجتمع ولاسيما في المناسبات المهمة التي تنصت فيها كل الاذان في بلادنا وفي العالم لاهمية الخطاب الذي يلقيه مثلا رئيس الدولة او رئيس الوزراء او الوزراء او كبار المسئولين في مؤسسات الدولة، فهذا شيء مؤسف.. لك الله يا لغتنا.. ورحم الله القدماء الذين كانوا يغارون علي اللغة العربية ويحرصون عليها.