عواصم - (رويترز) ارتفعت أسعار الخام الامريكي الخفيف متجاوزة 90 دولارا للبرميل امس لتصل الي أعلي مستوي في 26 شهرا نتيجة اشتداد الطلب علي وقود التدفئة في أجزاء من أوروبا والولاياتالمتحدة وهبوط الدولار. وبحلول الساعة 1005 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الامريكي 62 سنتا الي 90 دولارا للبرميل بعد ان صعد خلال الجلسة الي أعلي مستويات اليوم عند 90.14 دولار للبرميل. ومن المتوقع أن تظل درجات الحرارة في شمال غرب أوروبا دون مستوياتها الموسمية المعتادة خلال الايام العشرة المقبلة وفقا لهيئة الارصاد الجوية وتراجعت اسعار النفط للعقود الآجلة عن أعلي مستوي لها في 26 شهرا في التعاملات الاسيوية امس الثلاثاء بفعل تقارير بأن الصين -ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم- سترفع اسعار الفائدة اوائل الاسبوع القادم وهو ما قوض حماس المستثمرين للسلع الاولية التي عززها الطلب الاسيوي. وقالت صحيفة تشاينا سيكيويترز في تقرير في صفحتها الاولي ان زيادة في اسعار الفائدة ستعلن قبل يوم الاثنين. وستكون تلك الزيادة الثانية هذا العام بعد ان أبقي البنك المركزي الصيني اسعار الفائدة بلا تغيير علي مدي ثلاث سنوات. ويأتي التقرير بعد اسابيع من التكهنات بأن الصين ستقيد سياستها النقدية للسيطرة علي التضخم في اقتصاد مزدهر هو احد المحركات الرئيسية لنمو الطلب علي الطاقة. وتراجع الخام الامريكي الخفيف للعقود تسليم يناير كانون الثاني في التعاملات المبكرة في اسيا بما يصل الي 0.5 بالمئة الي 88.92 دولار للبرميل بعد ان كان سجل يوم الاثين ذروة بلغت 89.76 دولار وهو أعلي مستوي اثناء التعاملات منذ اكتوبر تشرين الاول 2008 . وقلل الخام الامريكي خسائره في وقت لاحق الي 27 سنتا او 0.30 بالمئة مسجلا 11 ر89 دولار في الساعة 0520 بتوقيت جرينتش. وهبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت 35 سنتا الي 91.10 دولار للبرميل. وقال كين هاسيجاوا مدير مشتقات السلع الاولية بشركة نيودج اليابانية للسمسرة "انباء اسعار الفائدة الصينية دفعت سوق النفط للانخفاض... نحن الان في مرحلة جيدة للبيع لجني الارباح بعد صعود الاسعار الي أعلي مستوياتها في عامين." وقال مندوب ايران الدائم لدي منظمة أوبك في تصريحات امس انه يعتقد أن العالم يواجه عدم تيقن كبيرا علي صعيد أمن معروض الطاقة وان سعر الخام مازال أقل من قيمته الحقيقية وقد يصل الي 100 دولار في الاجل القصير. وأبلغ محمد علي خطيبي وكالة أنباء مهر شبه الرسمية "الاسواق العالمية تقترب من أزمة عدم تيقن بشأن المعروض النفطي. "القلق يساور العالم بشأن أمن معروض الطاقة نظرا لتوقعات تراجع انتاج النفط العالمي وتراجع المعروض من الدول غير الاعضاء في أوبك." وقال ردا علي سؤال عن توقعاته لسعر النفط في 2011 ان ارتفاعه الي 100 دولار علي المدي القصير أمر طبيعي. كان سعر الخام الامريكي تسليم يناير كانون الثاني لامس 89.76 دولار للبرميل يوم الاثنين وهو أعلي مستوي في 26 شهرا. وقال خطيبي ان ارتفاع سعر النفط لا يتماشي حتي الان مع التراجع في قيمة الدولار علي مدي الاشهر الاخيرة. وقال "في الوقت الحالي أسعار النفط العالمية لم ترتفع بشكل حقيقي مقارنة مع الاعوام السابقة وهي لا تأخذ في الحسبان تراجع الدولار." وأجريت المقابلة قبيل اجتماع لوزراء نفط أوبك تستضيفه الاكوادور يوم 11 ديسمبر كانون الاول. وقالت عدة دول أعضاء ان من المستبعد تغيير حصص الانتاج خلال الاجتماع. وقال خطيبي "في الاعوام الاخيرة دأبت بعض الدول غير الاعضاء في أوبك علي ضخ معروض زائد علي حاجة السوق لكن هذا لن يكون ممكنا في الاعوام القادمة بسبب تراجع في الانتاج." وقال خطيبي ان هناك حاجة الي أسعار أعلي لتمكين الدول المنتجة من الاستثمار. وقال "أحد الحلول لضمان امداد السوق بالمعروض النفطي هو زيادة الاستثمارات في قطاع التنقيب والانتاج وارتفاع سعر النفط سيفضي الي مزيد من الاستثمار في هذا القطاع."علي جانب اخر قالت مؤسسة البترول الكويتية امس ان سعر برميل النفط الكويتي بلغ 69ر86 دولار للبرميل في تعاملات أمس. يذكر ان العديد من البيانات الاقتصادية الايجابية صدرت عن الاقتصاد العالمي بما فيها ارتفاع مبيعات التجزئة بأعلي من التوقعات في الولاياتالمتحدة اضافة الي نشاط المصانع في الصين التي كان لها جميعا دور في ارتفاع اسعار النفط في التداولات.