ولِمَ لا واليوم هواليوم الموعود، يوم الاستفتاء علي الدستور الجديد بوابة العبور للمستقبل إن شاء الله، جسر الأمل الذي سينقلنا من حالة الضياع الذي اكتوينا به لثلاث سنوات كاملة إلي مرحلة الاستقرار والبناء والعمار. وليس لك أي عذر إذا تكاسلت أو تراخيت أو أهملت، وسيحاسبك الله تعالي علي تخلّيك عن القيام بهذا الواجب تجاه بلدك، إن بلدك محتاج إليك فلا ترتكن علي غيرك وغيرك يرتكن علي غيره في النزول للتصويت ثم نجد أنفسنا في النهاية - لا قدّر الله - في المربع صفر وكأنك يا ابوزيد ما غزيت.. لابد أن تنزل وتشارك في الاستفتاء علي الدستور الجديد، صوتك وحده كاف لتغيير النتيجة، لا بديل عن مشاركتك لأن مشاركتك معناها طي صفحة الماضي البغيض إلي الأبد، وفتح صفحة جديدة إن شاء الله في تاريخ مصر.. مشاركتك معناها تحقيق الاستقرار الذي اشتقنا إليه كثيرا.. معناها السير بخطي مطمئنة علي طريق المستقبل وفتح أبواب الخير علي مصراعيها أمام المصريين وإبعاد شبح الخراب نهائيا إن شاء الله، فالدستور الجديد يحافظ علي هوية الدولة ويؤكد أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وينقل مصر من الحكم المطلق إلي الحكم الديموقراطي ويجعل من الرئيس خادما للشعب ووضع الآلية لعزله ومساءلته إذا اقتضي الأمر.. الدستور الجديد يمنع إقامة أي أحزاب علي أسس دينية لضمان عدم الإتجار بالدين، ويحظر إنشاء جمعيات أو مؤسسات ذات نشاط سري ويؤسس للدولة المدنية ويضمن استقلالية وسائل الإعلام ويكفل حرية الصحافة ويحقق المساواة بين جميع الأفراد في الحقوق والواجبات ويمنع التمييز بينهم إطلاقا لأي سبب، ويمنع كذلك محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية إلاّ عند التعرض المباشر للمنشآت العسكرية بعد أن كانت تلك المحاكمات فضفاضة في دستور الإخوان.. يرعي الدستور الجديد أيضا المبدعين ويحمي الملكية الفكرية ويحمي لأول مرّة الأقليات والمعاقين والمسنين والأمومة والطفولة، ويلزم الدولة باحترام كرامة مواطنيها ويضمن لأصغر وأضعف مواطن في الدولة كل حقوقه، ووضع علي عاتق الدولة مسئوليات ضخمة تجاه جميع أبنائها خصوصا الفقراء والمعدمين، وكل هذا من خلال مواد مستحدثة ولم تكن معروفة إطلاقا في الدساتير السابقة، الدستور الجديد يمنع الفصل التعسفي للعمال ويضع ثلاث عشرة مادة لضمان تحسين معيشة الفلاح، وألزم الدولة كذلك باتباع سياسات إصلاحية في جميع المجالات لضمان مستوي عيش كريم للمواطن المصري البسيط كان أولها إنهاء مهزلة الفروق بين من يتقاضون آلاف الجنيهات شهريا ومن يتقاضون العدم ويبحثون عن لقيماتهم في صفائح القمامة، وقبل كل هذا فالدستور الجديد يقطع الطريق امام مخطط العصابة الإرهابية لتدمير البلد.. فلا تركن إلي الكسل في هذا اليوم المرتقب، وعليك أن تتذكّر كم شهيد من رجال الجيش والشرطة سقطوا في الأشهر الماضية ثمنا من أجل الوصول لهذا اليوم.. وتذكّر أيضا كم تحملت مصر وتحمّل اقتصادها من ويلات حربها مع الجماعة الإرهابية لحماية خارطة الطريق من تهديداتهم.. (وطبعا كلامي موجه فقط لأعضاء حزب الكنبة أمّا الناس إيّاها اللي دخلت الجنة في الدستور اللي فات فتقعد في البيت المرّة دي وتدينا احنا الفرصة في الدستور ده).. مطلوب منك الآن أن تبرهن علي حبك للبلد، لا تتركها للدمار، قم وساعدها علي تخطي المرحلة الصعبة والخروج من عنق الزجاجة واعلم أن مقاطعتك للاستفتاء جريمة دينية وأخلاقية في حق مصر، لذلك انزل وقل كلمتك، انزع من رأسك أي أفكار محبطة، فهذه هي الخطوة الأولي التي سنبدأ بها الطريق وبعدها ممكن نغير كل شيء، يعني نكون أو لا نكون، خسارة كل اللي اتبني ده نهد فيه (تحية لصاحب هذه الكلمات الرائعة التي نسمعها في التليفزيون).. أنا من ناحيتي حانزل حالا إن شاء الله وحاقول بدل النعم مليووووووون نعم.. حكمة اليوم : أن يكون لك حيوان صديق خير من أن يكون لك صديق حيوان ..