صفوت العالم- ياسر عبدالعزيز تناقش »الاخبار« خبراء الدين والاعلام وعلم النفس كيفية الوصول لهؤلاء الشباب الصغير ومحاولة ردعهم عن افعالهم الخطيرة و توعيتهم . قال د. عبد الحميد الأطرش رئيس لجنه الفتوي الأسبق ان الأسرة هي الخلية الأولي في المجتمع فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله ، والصبي الصغير الذي يخرج من بيته من بين أبويه في مثل هذه المغامرات التي من شأنها التخريب والتدمير يقع الذنب علي ابائهم وأمهاتهم ، لأنهم الذين سمحوا لأولادهم في الانجراف لهذه التيارات التي من شأنها الخراب والدمار وكلهم مسئولون بشكل كامل عما يحدثه ولدهم الصغير الذي لم يبلغ الحلم ، لان النبي صلي الله عليه وسلم قال ثلاث يرفع عنهم القلم اي الحساب منهم الصبي الذي لم يبلغ الحلم ، فاذا كان هذا الصبي دون البلوغ يحاسب عنه والده.. والدولة مسئولة عن هؤلاء لان اليد اذا لم تجد عملا في الحلال ستبحث عنه في الحرام. وأكد د. عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بجامعه الأزهر ان السبب في نزول هؤلاء الشباب وتعريض حياتهم للخطر وإلقاء أنفسهم الي التهلكة هو انشغال الأب والام بأمور لا علاقة لها برعاية أولادهم. ويقول د. صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان هذه المشكلة ليست بصغيرة حيث ان هناك عددا غير قليل من الشباب الذي يتظاهر مع جماعة الاخوان المسلمين ويوضح ان مشكلة هذا الشباب انهم يعانون من فراغ كبير لعدة اسباب منها غياب وزارة الشباب تماما و اختفاء الانشطة المدرسية و الجامعية لذلك نجد 80 ٪ من الشباب في سن 16 و 17 سنة لا يجد من يمليء فراغه فنجد معظم الشباب يرتبط اسما بالمدرسة ومضمونا وفعلا لا يذهب وكل هذا تحت ستار الثانوية العامة مع الزام الاهل بدفع مصاريف المدرسة والزامهم بدفع دروس خصوصية ايضا تحت مسمي مرحلة "تحديد المستقبل". ومن جانبه يؤكد دكتور ياسر عبد العزير الخبير الاعلامي ، ان تنظيم الإخوان يستغل طاقة بعض الشباب وحماسه ويدفعهم الي الهلاك ويتاجر بدمائهم علي حساب مصالحهم الشخصية .. وأضاف ان الشباب مغيب ويمشي وراء مجموعة إرهابية تأخذهم الي طريق الإرهاب ، ان علي الشباب البعد والابتعاد وعدم السمع لفكر هذه الجماعة الإرهابية التي تريد ان تأخذ الوطن الي نفق مظلم .. ويضيف الخبير الاعلامي ، ان علي مدي ثلاثة عقود تحت حكم مبارك اهملت الدولة الأحزاب السياسية مما استغل حزب الحرية والعدالة هذا الاهمال وبدأ يضم الشباب لفكر الظلام . وقال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، يجب دمج شباب الإخوان في المجتمع واجراء عدد كبير من المؤتمرات بحضور جماعة من المنشقين عن الاخوان المسلمين حتي يخاطب هؤلاء الشباب المنتمين لجماعة المحظورة بخطورة الوضع عليهم ، وايضا يجب التحدث مع الشباب عما حدث لهم من الجماعة وسلبيات الوضع وشرح التفكير السليم وتوصيل الفكر الصحيح للشباب الغلبان الذي يتأثر بخطورة الوضع دون ان يشعر .. ويقول د. أحمد علي مصطفي استشاري الطب النفسي، غالبا كل الشباب الذي ينزل في مسيرات و مظاهرات يكون مصابا بشحنة من العنف نتيجة فقدان احد من اهله او أصدقائه في الاحداث الماضية وفقدان وسائل التهدئة فعندما يتوفي احد من اهله لا يفكر هل انه كان مخطئا او لا ولكنه يتركز كل تفكيره في انه مات لذا يكون له ردود افعال عنيفة . ويجب التفرقة بين الشباب فهناك من يتظاهر بسلمية وهناك من يتظاهر بعنف وهذا دور الحكومة في التفرقة فمن يتعامل بعنف يجب ان يواجه بكل حسم ويعامل بالقانون اذا اخطأ . اما السلميون فلهم معاملة اخري فيجب محاورتهم ومحاولة الوصول الي حلول معهم و عليهم التقبل ان هناك حكومة جديدة تسعي الي مصلحة الوطن العليا كما علينا تقبل اختلاف وجهات النظر وهي ثقافة نفتقدها داخل الشعب المصري وهنا يأتي دور الاعلام الذي يهمش الرأي المختلف عن الرأي الحاكم بشكل واضح ففي ايام مبارك كان هناك تكميم للافواه لكل من يعترض علي النظام الحاكم وظل هذا النظام حتي يومنا هذا يسير علي نفس الخطي ولذلك تزيد حدة الكراهية بين المواطنين ويزيد اختلاف الرأي مع توليد عنف.