أصحاب اللحي الطويلة »المنكوشة« و »المنفوشة«، الذين يحرص بعضهم علي أن يختلط في لحيته الشعر الأسود، بالرمادي، بالأبيض، بالمصبوغ بالحناء.. ويكذبون.. وينافقون.. ويأمرون بالمعروف ويفعلون »المتلوف«.. ويظهرون غير ما يبطنون.. ويعملون في العلن عكس ما يعملون في السر.. ويعلنون أنهم أمناء علي الدين، وحراس الشريعة ويتحالفون مع أعداء الدين، الذين لا يعترفون بشرع الله وشريعته.. ويتصورون أنهم وحدهم المؤمنون المسلمون أصحاب الجنة، ومن عداهم كفرة وأهل جهنم.. ويزعمون أنهم خلفاء السلف الصالح، ومن عداهم خلقهم الله ليكونوا عبيدا وخداما لهم.. كل تلك التناقضات التي تختلط داخل رؤوس أصحاب اللحي الطويلة »المنكوشة« و »المنقوشة« جعلتني أتشكك فيهم، وأتردد قبل التعامل معهم - رغم يقيني أن بينهم بسطاء، وكدابين زفة ماشيين مع الموجة وخلاص - خاصة وأنني أفشل، أحيانا في الفصل بين السلفي التكفيري، والسلفي الجهادي، والسلفي المتشدد، والسلفي ال »نص نص«.. وغيرهم من الفرق السلفية!! عندما أعلنت قيادة حزب النور السلفي تأييدها للدستور الجديد، وأنها سوف تشارك في الاستفتاء ب »نعم« ، أحسست أن في الأمر خدعة.. وفي اليوم التالي مباشرة، علمت أن اجتماعا سريا خطيرا، انعقد في مقر السفارة الأمريكية في القاهرة، حضره القائم بالأعمال الأمريكي، ووفد من المخابرات الأمريكية AIC»«، وعبدالمنعم أبو الفتوح الإخواني - غير المنشق - والدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، والقياديان السلفيان عبدالمنعم الشحات، ونادر بكار.. وأن الحاضرين في ذلك الاجتماع، الذي استمر ثلاث ساعات، ناقشوا خلالها تفاصيل الاتفاق الذي تم بين المخابرات الأمريكية، والتنظيم الدولي للإخوان، علي تنصيب عبدالمنعم أبو الفتوح رئيسا لجمهورية مصر، وتعهد القيادين السلفين الأفاضل للمجتمعين بأنهم سيحشدون أتباعهم لانجاح عبدالمنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة المقبلة، بشرط عدم خيانة الاخوان لهم مثلما حدث في المدة السابقة، وبالفعل حصلوا علي هذا الوعد، الذي تأكد مرة ثانية في اجتماع لاحق انعقد في مقر القنصلية الأمريكية في الاسكندرية، بين مسئولين أمريكيين وعبدالمنعم الشحات!!.. إنهم السلفيون، المثلونون، الذين يعلنون غير ما يبطنون.. الطامعون في السلطة بأي ثمن حتي لو كان خيانة الوطن والتآمر عليه!!