لا عزاء لمن فقد مقعده في مجلس الشعب.. سواء المقعد الذي كان يجلس عليه أو الذي كان يحلم به. ولا تهنئة لمن حجز مقعدا سواء للمرة الأولي أو العاشرة. فالأمر لا يستحق العزاء.. ولا يستحق التهنئة. الأمر بالنسبة لي ولكل أبناء الشعب هو مجرد واحد انتخبه أهله وناسه ليكون ممثلا عنهم في البرلمان. يعني أحمد زي الحاج أحمد.. وان كانت كلمة الحاج تعد رمزا دينيا محظورا.. الا ان ما أقصده هو ان الخلافات هي بين مرشحين وبعضهم ولا دخل للناس بها.. فالمرشحون يتخانقون ويتقاتلون لاسباب معروفة.. وليس عندنا أو عند كل الناس ادني استعداد لكل هذا الخلاف من اجل شخص.. خاصة إذا لم يكن مدينا لنا بالنصف الثاني من الورقة أم ميت جنيه. والتجاوزات التي حدثت خلال الانتخابات.. لا شأن للشعب بها.. هي خلافات حتي لو كانت دموية بين اناس يتصارعون علي الحصانة.. والحمد لله انها خلافات وصراعات انحصرت بين هؤلاء الناس ولم تمتد الي غيرهم من الأبرياء. وعلينا ان نشكر اجهزة الامن التي سيطرت علي الساحة ولم تسمح لتلك الصراعات ان تتجاوز دوائرها الضيقة وحصرتها داخل تلك الدوائر حتي انتهت فعلا. وأشهد ان دور الامن المصري خلال هذه الانتخابات كان هو الافضل من اي انتخابات سبقتها.. والحديث عن انتهاكات أو اشياء من هذا القبيل كان معظمه حديثا بلا سند.. أو حديثا عن وقائع محدودة في دوائر محدودة وتنحصر ايضا في ممارسات محدودة لا تؤثر بنسبة كبيرة في العملية الانتخابية. صحيح ان هناك العديد من الاسماء البرلمانية اللامعة سوف تختفي من البرلمان القادم مثل زميليّ الصحفيين العزيزين حمدين صباحي ومصطفي بكري وعدد آخر من رموز المعارضة ابرزهم علاء عبدالمنعم وسعد عبود والبدري فرغلي.. الا انه في المقابل خرجت اسماء عديدة تمثل رموز النظام ورموز الحزب الحاكم وربما تظهر لنا الأيام القادمة معارضين أشد أو موالين أكثر اخلاصا ليقول الناس ان أحمد هو الحاج أحمد. أهم ما أراح الكثيرين في تلك الانتخابات هو ان الجماعة التي اطلقت عليها الدولة اسم المحظورة رغم وجودها المكثف في الشارع.. لم تستطع ان تصمد للنهاية ولم تحقق أي فوز في المرحلة الأولي.. وربما يكون فوزها محدودا جدا في مرحلة الاعادة. لقد ظللت طوال السنوات الخمس الماضية اقرأ واسمع تعبير »نواب المحظورة« وهو تعبير فريد ليس موجودا في العالم كله.. فكان الاجانب يسألونني دائما عن معناه ولا أعرف الاجابة. الآن اصبحت المحظورة محظورة فعلا.. ولن تعود الي البرلمان وسيبقي عملها سريا مثلما بدأت.. وحتي تخرج الي النور مرة اخري عليها ان تغير من مظهرها وجوهرها. استطيع ان أقول انه بعد قراءة سريعة في نتائج الانتخابات ان الناس قد اختاروا من أرادوا اختيارهم.. حتي لو كنا نتمني نجاح اسماء لم تنجح.. لأن لعبة الانتخابات قاسية.. بل شديدة القسوة.. ولا يستطيع ان يلعبها إلا من هو قدها.. يعني لن تجيء لك الحصانة علي طبق من فضة.. فإذا لم تكن قادرا عليها لا تلعبها.. واذا لعبتها وانهزمت.. فلا تيأس وحاول مرة اخري اذا كنت واثقا من انك ستخدم الناس فعلا ولن تلعب بهم وتأخذ اصواتهم واشوفكم بعد خمس سنين. لمن كان فرحانا بعباءة الحصانة وراحت.. لا تحزن فقد يكون لك خير في مكان آخر.. ولمن ارتدي العباءة .. لا تفرح.. فقد يكون فيها الكثير من الشوك.