حتي تستعيد السياحة العربية الي مصر معدلاتها الطبيعية التي يجب ان تتعاظم كمّا وكيّفا تجسيدا للروابط الازلية مع شعوب العالم العربي.. لابد ان تكون هناك جهود ومبادرات فعالة لتحقيق هذا الهدف. وفي اطار استكمال ما تناولته في مقال الاسبوع الماضي حول هذا الموضوع يجب الاقرار بأن اي نجاح او تقدم في هذا المجال له مردود اقتصادي وسياسي تنعكس اثاره ايجابا علي العلاقات العربية العربية. واذا كنا قد تحدثنا في هذا المقال عن الاستعدادات التي تجسد الترحيب الحار بالسياح العرب في بلدهم مصر فإن هذا يوجب ترجمة هذه المشاعر إلي خطوات محددة لدعم هذا المسار. يدخل ضمن هذا التحرك ضرورة ان يشعر السائح العربي بأنه محل الرعاية التي تجنبه مظاهر الاستغلال منذ لحظة وصوله مطار القاهرة أو أيا من مطارات مقاصدنا السياحية وحتي مغادرته عائدا الي بلده بسلامة الله. هذه المعاملة الاخوية الطيبة مطلوبة وضرورية حتي يشعر بدفء رحلته وبالفرق الكبير بين زيارته لبلده الثاني مصر وبين زيارته لأي دولة من الدول السياحية الاخري التي تنظر اليه كسلعة يتم التعامل علي اساس تحقيق اكبر عائد مادي. كما هو معروف فإن السائح العربي بشكل عام كان يري في مصر مقصدا سياحيا نموذجيا له ولاسرته. استثمار هذا الاحساس وترسيخه يتطلب اتخاذ العديد من الاجراءات الايجابية السياحية التي تدفعه لأن يجعل من مصر رغبته الأولي في قائمة وجهته السياحية. النجاح في اجتذاب هذا السائح يحتم العمل علي أن تكون المنافسة مع الدول الاخري لصالحنا بالقدر الذي يجعله يفضل القدوم الينا بدلا من ان يذهب بعيدا عنا. هذا الاهتمام امر مطلوب نظراً لاهمية هذا السائح في دعم استراتيجية تنامي العلاقات العربية.. العربية. التحرك في هذا الاطار يقتضي تقديم الحوافز الجاذبة التي تعّبر عن الاهتمام بالسياحة العربية. هذه الحوافز تتمثل في اعداد برامج خاصة للسياح العرب تشمل تذاكر الطيران والاقامة في الفنادق. أهم ما يجب مراعاته في هذه البرامج ان تجعل السائح العربي يدرك ان لا تفرقة بين تكلفة رحلته الي مصر والتكلفة التي يدفعها السائح الاجنبي سواء كانوا افرادا او ضمن مجموعات. من ناحية أخري فإن علي المنشآت الفندقية المصرية ان تعلن عن اسعار خاصة للمجموعات الاسرية العربية التي تعشق قضاء اجازاتها بمصر. كما يتحتم علي هذه المنشآت التجاوب مع متطلبات الترويح عن السائح العربي بما يتوافق ومزاجه بتنظيم حفلات فنية يشارك فيها الفنانون والمطربون والمطربات الذين يحظون بإعجابهم. كما يجب أيضا اخضاع المسارح المصرية التي من المؤكد انها ستشهد احياء لعروضها للرقابة التي تمنع أي استغلال للسوق السوداء. من ناحية أخري فإنه من الضروري عدم التغاضي عن بعض المتطلبات الخاصة للسياحة العربية.. انها تشمل توافر المساكن المجهزة التي يفضلها كثير من السياح العرب واسرهم وكذلك فنادق الشقق الفندقية. مسئولية الاجهزة المسئولة ان تفرض رقابة فعالة علي تعاقدات هذه الوحدات بما يحمي السياح من عمليات الاستغلال والاحتيال، كما يأتي علي قمة شكاوي هؤلاء السياح ما يتعرضون له من استغلال إلي درجة الارهاب من بعض سائقي التاكسي وكذلك من أصحاب شركات السيارات. لا مانع من ان تقام حفلات عامة تحت رقابة وزارة السياحة والاجهزة المختصة سواء التابعة لوزارات الثقافة والاعلام او الاتحادات الفنية. لا جدال ان نجاحنا في تحقيق موسم سياحي عربي ناجح مرهون بأن يكون هناك تعاون وتنسيق للعديد من الاجهزة الحكومية وغير الحكومية.