محمد عبدالواحد لا تحاول جاهدا أن تخرج إلي الدنيا بابتسامة مزيفة لأنها لا تزيح همومك وأحزانك من قلبك بل تظل وحيدا وسط الأحباب. هكذا حال الحكومات في كل مرة تحاول أن تحيي ذكري محمد محمود بابتسامة مزيفة وتترك أصحابها وسط الاحتفالات وكأنهم بلا قلب لا يعنيهم أن يروا من أذاقوهم طعم الألم وانتزعوا بسمة شفاههم وتركوهم وسط الجراح. كم كنت أتمني قبل التفكير في أي احتفال أن نقوم بزيارة هذه الأسر ومد يد العون لهم بالفعل هم في أمس الحاجة إلي لمسة حنان لا إلي مال أو احتفال. فكروا ألف مرة كفانا احتفالات ومظاهر براقة تنتهي بمزيد من الدماء والشهداء. نحن في أمس الحاجة لرعاية مواطنينا وشهدائنا بدراسة مشاكلهم والوقوف علي كل الصعاب، لذلك أقول الابتسامة الصادقة تخرج دائما من القلب لا من الشفاه لأنه عندما تزاح عنه الهموم ويجد من يضمد جراحه يبتسم وتظهر آثارها علي الوجوه. دائما أصحاب الجراح لا يتلذذون بالأفراح لأنهم دائما يظلون متأملين من حولهم وكأنهم يصنعون لهم صورا فوتوغرافية ولكن في الحقيقة منغمسون في الأحزان لا يحاولون أن يخفوها رغم كل ما صنعوه حولهم من مظاهر احتفال. اخلصوا لهم القول والفعل لأن من يصدقك القول هو من يحاول جاهدا أن يفتح باب أحزانك ليضمد جراحك ويزيل آثارها من قلبك، تماما كما تفعل الأم مع أبنائها عندما تضمهم بين أحضانها يظل كل منهم مسترسلا في كلامه لا ينفصل عنه لأنه وجد من يفتح له قلبه، يتمني أن يقضي عمره كله بين هذه الأحضان الدافئة لا ينفصل عنها ولا ينزع أحد منه هذا الحنان. فكروا في هذا المعني جيدا فعندما تصبح الحكومة أماً تهون كل الصعاب.