"ضنايا راح".." قتلوه منهم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل".. بهذه الكلمات عبرت والدة الطفل إيهاب أحمد سليم صاحب ال 15 ربيعا عن حزنها و الذي راح ضحية الاشتباكات التي شهدتها منطقة أبو سليمان شرق الاسكندرية مساء أول أمس بين أنصار جماعة الاخوان المسلمين ومعارضيهم. من أمام مشرحة كوم الدكة بوسط المدينة يقف العشرات من اقارب الطفل الضحية في انتظار الانتهاء من إجراءات دفن الجثمان, بينما احتشد زملائه الاطفال رافعين صورا لايهاب لذي فارقهم في لحظة وعلامات الحزن مرسومة علي وجوههم غير مصدقين أن يقتل صديقهم وتذهب كل أحلامهم . الام المكلومة لا تستطيع أن تتحدث كثيرا سوا تمتمة بكلمات تعبر عن ما بداخلها من ألم علي فراق أبنها, ووسط أقاربها الذين التفوا حولها لمواساتها وانتظارا لتشييع جثمان ايهاب, تشير الي أن أبنها ذهب لاداء صلاة الجمعة ثم ذهب لاحضار طعام الفطار. وتضيف بينما كنت أجلس في المنزل فاجئني صديقه كريم بينما الدموع تسيل علي وجهه أن إيهاب قد اصيب خلال الاشتباكات الدائرة بين الاخوان والاهالي بالمنطقة. وتشير الي أنها أصيبت بحالة من الهلع ولا تدري ماذا حدث بعد ذلك, مبينة أن ايهاب هو الطفل الاصغر بين أبناءها الخمسة.يقف أمام المشرحة أيضا كريم صديقه و الشاهد علي واقعة مقتله, لافتا الي أنهم كانوا في طريقهم لشراء الطعام وتفاجئوا بالاشتباكات في الشارع ولحظات قليلة وبعدها فقد الاتصال بزميله عقب حالة الهرج التي شهدها الشارع. ويوضح أنه ظل يبحث عن ايهاب بين الصفوف ولم يراه الا وهو جثه محمولة علي أعناق المواطنين بينما يسيل الدم من رقبته وصدره. يضيف صديقه الذي ظهرت علامات الذهول عليه لفقدانه أعز أصدقاءه وبدا أنه غير مصدق لما جري أنهم توجهوا به الي المستشفي الا أنه سرعان ما فارق لحياة. حالة الحزن أيضا تسيطر علي كافة الحضور الذين جاءوا لتشييع الطفل ايهاب الي مثواه الاخير بمقابر المنارة, في حين إنشغل والده بانهاء اجراءات الدفن. والد الطفل الضحية يحمل وزارة الداخلية وقيادتها في الاسكندرية مقتل إبنه لتقاعسهم عن القيام بواجبهم في فض مسيرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قبل أن تتحول الي اشتباكات يضيع فيها الابرياء والاطفال.