وخلال فاعليات المهرجان تم تنظيم رحلة بسيارات الدفع الرباعي صباح اليوم الثاني إلي وادي سيكات بمنتصف المحمية وهو الوادي الذي يضم أكبر وأقدم منجم زمرد بالصحراء الشرقية والذي اعتمد عليه الرومان لسنين طويلة في مدهم بهذا المعدن النفيس ولقبوا هذا القطاع بجبل الزمرد وكان به قرية رومانية نابضة بالحياة في تلك الحقبة ومعبدان منحوتان بالجبل مثل بيترا بالاردن كما يتميز هذا الوادي بالمناظر الطبيعية الرائعة الجمال وقد عاد الزوار من هذه الرحلة وهم مبهورون بما شاهدوه وكان مثار حديثهم طوال الايام التالية للزيارة. وقد جذب المهرجان هذا العام موسيقي عالمي من الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمد العزف اليومي علي آلة الساكسفون وسط وديان القطاع ليستمتع المشاركين بالاستماع لموسيقاه كما حضرت زوجته التي تنظم المهرجانات الدولية كل عام بسويسرا واقترحت عدة اقتراحات عملية ومفيدة سيتم تطبيقها في مهرجانات السنوات القادمة باذن الله كما حضر علماء دوليون من النرويج متخصصون في مجال اشجار الاكاسيا المنتشرة في الصحراء وكانت لضيوف المهرجان حرية اختيار اسلوب الاقامة المناسب لهم. فمنهم من قضي الأيام الثلاثة داخل خيام مجهزة كاملة الخدمات ملحق بها دورات مياه ميدانية حديثة ونظيفة جدا وسط هذه المحمية يحيطها من بعد كردون من الأمن والخدمات مثل الإسعاف والمطافيء وشرطة السياحة كما يتواجد حولهم المرشدين والكشافة البيئيون يتوجهم طاقم كامل من الاداريين المثقفين من شباب وشابات الجامعات الوطنية والخاصة واطفال المدارس أعضاء جمعية تنمية ثقافة الطفل المصري وكلهم يجيدون اللغات ويتميزون بالخلق الرفيع والاخلاص التام في تنفيذ مهامهم وواجباتهم والتي يخوضونها لأول مرة في حياتهم وسط هذه التضاريس الطبيعية وقد أجمعوا بل أكدوا أنهم سيعودون العام القادم بإذن الله لخدمة نفس القبائل وضيوفهم بالمهرجان لانهم حسب قولهم عاصروا أجمل أيام حياتهم خلال فاعليات هذا الحدث الرائع ومن الضيوف من يفضل الاقامة بالفنادق السياحية وقد تم اختيار فندق صديق للبيئة ممتاز قررت ادارته دعم المهرجان ومساندته والفندق علي مسافة ثمانية كيلو مترات من موقع المهرجان علي سواحل البحر العذراء المكسوة بالنباتات الصحراوية اليانعة حيث يستمتعون فجرا مع بزوغ الشمس بمراقبة مئات الكائنات البحرية ذات الاصداف الملونة الصلبة وهي تتحرك هنا وهناك علي رمال الشاطيء لتلتقط ما يناسبها من غذاء وهي ظاهرة لاتري إلا في القطع الجنوبي من سواحل البحر الأحمر التي لم يمتد لها العمران بشكل مكثف او مشاهدة الطيور البحرية المقيمة وهي تحلق فوق الامواج أو وهي تقف علي احدي الصخور المنتشرة وسط المياه لتلتهم ما اقتنصته من اسماك أو فقط يجلسون علي الرمال الذهبية عراة الاقدام ليستنشقوا النسمات العليلة النقية المنعشة وعند عودتهم من موقع المهرجان يغوصوا في مياه البحر لعدة امتار ليستمتعوا بمراقبة الشعاب المرجانية الملونة القريبة جدا من الشاطيء والتنوع البحري الثري من الاسماك الملونة ذات الاشكال والاحجام والالوان المختلفة ثم يعودون لموقع المهرجان لقضاء أمسية صحراوية بدائية حول شعلة نيران تحت اجمل وأكمل قبة سماوية متلألئة. هذا الفندق يسلم كل نزيل منشورا شاملا الاتي بعد: عند نزولك للبحر لا تلمس اي نوع من الكائنات البحرية فكل ما تشاهده بالبحر كائن حي حتي الاعشاب المرجانية ولمسها قد يضرها وقد يضرك - لا تأخذ أي شيء من البحر فقط ساعدنا علي رفع أي مخلفات ضارة بالبيئة وبالحياة البحرية. الاصداف البحرية الفارغة أو كسر الاعشاب المرجانية الصلبة الميتة مهمة لمنظومة التوازن البيئي فلا تقتنيها - محظور كل انواع الصيد لاتسير علي الاعشاب المرجانية فهذا محظور وقد يشكل ضررا لك لانها حادة الاطراف. وعند السير علي رمال الشاطيء أو في الظهير الصحراوي المتاخم لا تضر بأشجار المنجروف فهي تشكل ظاهرة طبيعية نادرة وهي محمية بالقانون - ايضا لاتمس النباتات الصحراوية المنتشرة هنا وهناك فهي تمثل عنصرا حياتيا هاما للقبائل المقيمة بالقطاع وهم علي علم كامل بفوائد استخداماتها بما يفيدهم - محظور تماما الصيد بكامل انواعه. بعد انتهاء فاعليات هذا المهرجان المصري الرائع والواجب الاحترام يغادر الضيوف المحمية وتبدأ ولمدة يومين عمليات رفع أي مخلفات وفك الخيام والعمل الجاد المخلص علي ترك الوادي كما كان تماما نظيفا لا أضرار بالمرة بمنظومة وهي مهمة يقوم بها الاداريون والشباب حوالي ستون شخصا من الساعة الثامنة صبحا وحتي الخامسة مساء كما يتم نقل واعادة افراد القبائل الي اماكن اقامتهم في عمق الصحاري المصرية بعد ان اكتسبوا معارف جديدة وخبرات وتجارب تفيدهم بشكل مباشر في حياتهم اليومية بفضل ما تبادلوه من معلومات مع القبائل الأخري التي يتطلعون بشغف لقاءهم العام القادم بإذن الله في نفس المكان ونفس التاريخ كما يعودون بمكاسب مادية تعينهم في حياتهم. كم جميلة مصر وعظيمة بكامل ابنائها.