بعد أن استعرضنا في الجزء الأول من هذا المقال آثار زيادة درجة الحرارة علي زيادة معدلات استهلاك الكهرباء نواصل هذا الاسبوع حديثنا عن وسائل تفادي الاعطال مثلما حدث في الصيف الماضي.. فمن المعروف ان كفاءة معدات التوليد من توربينات ومولدات.. الخ تقل بنسبة حوالي 51٪ اذا زادت درجة حرارة الجو عن حوالي 53درجة مئوية اي ان المولد الذي يقوم بتوليد 001 ميجاوات عند درجات الحرارة العادية (81-52درجة مئوية) لا يستطيع توليد سوي 58 ميجاوات عند ارتفاع درجة الحرارة إلي حوالي 53درجة مئوية . وبالتالي فإنه عند ارتفاع درجات الحرارة عن 53درجة مئوية خلال الموجات الحارة التي تتعرض لها البلاد تقل كفاءة جميع معدات توليد الكهرباء بحوالي 51٪ وتزداد هذه النسبة مع الزيادة في درجة الحرارة. ايضا تؤثر درجات الحرارة علي كفاءة المحولات والكابلات الارضية فمن المعروف انه كلما زادت درجة الحرارة قلت سعة الكابلات لنقل التيار الكهربائي، فمثلا اذا كان كابل مدفون في الارض يمكن ان يوصل تيارا حتي 005 امبير عند درجات الحرارة العادية (81-52درجة مئوية) فإنه عند ارتفاع درجة الحرارة إلي حوالي 54درجة مئوية يقل اقصي تيار مسموح به لهذا الكابل ليصبح حوالي 004 امبير فقط لا غير وأي زيادة في التيار عن هذه القيمة يمكن ان ينتج عنها تلف الكابل تماما، ولذلك فإن اجهزة حماية الكابلات والمعدات الكهربائية تقوم بفصل هذه المعدات عن الشبكة تلقائيا اذا زاد التيار بها عن التيار المقنن عند درجة حرارة حوالي 54درجة مئوية وذلك لحماية الكابلات وبالتالي حماية الشبكة الكهربائية. أما بالنسبة للاجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار ما حدث في الصيف الماضي من اضطرار شركات توزيع الكهرباء لفصل بعض الاحمال خلال فترة حمل الذروة فيمكن ايجازها فيما يلي: 1- بناء مزيد من محطات التوليد كي تكون الطاقة المولدة كافية لتغذية احمال الذروة دون الحاجة لتخفيف أو فصل أي احمال، وهو ما تقوم به حاليا وزارة الكهرباء والطاقة رغم التكلفة العالية لهذا الحل. 2- تقليل والحد من قيمة حمل الذروة وذلك بتوعية المشتركين بتجنب استخدام الاحمال الكهربائية المعروف انها تحتاج إلي قدرة كبيرة نسبيا لتشغيلها وذلك خلال فترة الذروة اي منذ الغروب وتستمر حوالي ساعتين ونصف بعد الغروب. والاحمال التي تحتاج لقدرة كبيرة نسبيا هي الغسالات الكهربائية »ملابس أو اطباق« والسخانات الكهربائية وأجهزة التكييف، حيث يمكن الاكتفاء بجهاز تكييف واحد ويتم فصله واستخدام مروحة خلال فترة الذروة. وتجدر الاشارة إلي انه في العديد من دول العالم تستخدم شركات الكهرباء عدادات لقياس القدرة المستخدمة وتكون التعرفة مختلفة طبقا لتوقيت استخدامها حيث تكون اعلي تعرفة لسعر الطاقة خلال فترة حمل الذروة وتكون اقل تعرفة خلال الفترة من 2 صباحا وحتي 7 صباحا وذلك لتحفيز المشتركين لاستخدام اجهزتهم ذات القدرات العالية خلال الفترة المذكورة وتفادي فترة احمال الذروة. وبالطبع لاستخدام هذه الطريقة يلزم تغيير جميع عدادات قياس القدرة المستخدمة لدي جميع المشتركين، مما يعني مزيدا من التكلفة. 3- تفادي قيام شركات الكهرباء بأي اعمال صيانة خلال اشهر الصيف خاصة خلال فترة حمل الذروة. 4- الاسراع بمشاريع الربط الكهربي بين الدول العربية وبين الدول العربية واوروبا، فمن المعروف ان العالم العربي يمتد شرقا من دولتي الامارات وسلطنة عمان عند خط طول 85 شرقا ويمتد العالم العربي غربا حتي المملكة المغربية عند خط طول 51 غربا اي ان المنطقة التي يشغلها العالم العربي يتراوح فيها اختلاف التوقيت ليصل إلي حوالي 4 ساعات. وبالتالي فإنه عند بداية حمل الذروة في دولة الامارات مثلا »الساعة 6 مساء بتوقيت الامارات« تكون الساعة في ذلك الوقت حوالي الثانية ظهرا في المغرب أي بعيدة تماما عن حمل الذروة وبالتالي يمكن لمحطات الكهرباء في دول المغرب العربي المساهمة في حمل الذروة في دول المشرق العربي. وبعد ذلك ينتقل حمل الذروة غربا إلي مصر مثلا ثم إلي تونس ثم إلي المغرب. وفي جميع الاحوال تساهم المحطات في الدول التي لم يحن فيها بعد حمل الذروة أو انتهت بها فترة حمل الذروة في تغذية احمال الذروة في الدول التي مازال بها احمال الذروة. مما سبق يتضح انه يمكن تلافي تكرار ما حدث في الصيف الماضي من انقطاعات في الكهرباء لتخفيف الاحمال خلال فترة الذروة وذلك بالقيام بحملات توعية للمواطنين بعدم استخدام اجهزة ذات قدرات عالية مثل الغسالات »هدوم أو اطباق« وكذا اجهزة التكييف خلال فترة حمل الذروة. كاتب المقال استاذ بهندسة عين شمس والحاصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الهندسية لعام 9002