حقاً في بيتنا جاسوس اليكتروني .. وربما أكثر من جاسوس، لكل منا، يذهب معه الي اي مكان يذهب اليه، ويرافقه ليل نهار ويتعرف علي أصدقائه والأماكن التي يقصدها كل يوم، بل والأخطر انه يسجلها بأرقام العقارات والشوارع ويعرف مالم تسجله انت في ذاكرتك من المحلات التي وقفت أمامها والمطاعم لتجده في لحظة ما قد ارسل إليك رسالة عن نوعية الطعام الذي ترغب في تناوله فتصاب بالدهشة والحيرة، هذا هو ما احبه .. كيف عرفت الشركة التي أرسلت الرسالة انني ارغب في هذا الطعام ؟، يسجل مكالماتك ورسائلك ويحصل علي كل بياناتك دون ان تدري. انه الجاسوس اليكتروني الذي يخدعك كل لحظة وانت لا تدري وتمارس مهمة استخدامه واخباره عن نفسك وميولك واصحابك وكل ما تفكر به عبر برامج ال" فايبر "،" سكايب "،" تانجو "،" بريزم"، وغيرها الكثير من البرامج الإسرائيلية، تحمله في هاتفك المحمول او جهاز الكمبيوتر والايباد الخاص بك، وتطلق العنان لنفسك ان تتحدث وتتحدث رغم خطورة . . سألنا الخبراء عن برامج الاتصال عن طريق الإنترنت، وهل تتبع شركات إسرائيلية بالفعل لها علاقة بالموساد او الاستخبارات الامريكية لجمع معلومات عن المصريين ام لا ؟ ودور القانون في ردعها .. التفاصيل في هذا التحقيق: د. أحمد مختار - خالد حجازي الشركة التي صمّمت، طوّرت وتدير برنامج فايبر هي شركة فايبر ميديا Viber Media وهي شركة إسرائيلية مقرّها الرئيسي في قبرص ولها مراكز تطوير في بيلاروسيا وإسرائيل، صاحبها هو تالمون ماركو وهو رائد أعمال إسرائيلي، حاصل علي بكالوريوس علوم حاسب آلي وإدارة من جامعة تل أبيب عام 1999? وخدم في الجيش الإسرائيلي 4 سنوات يعيش متنقلا بين مدينة هرتزيليا بإسرائيل، وبين العاصمة البريطانية لندن، وقبل تخرجه من الجامعة بسنتين، عام 1997? أسس شركة "إكسباند" المتخصصة في الشبكات، لمساعدة مهندسي الاتصالات لبناء شبكات للشركات التجارية والهيئات المختلفة. وواصلت الشركة نشاطها لمدة 7 سنوات حتي عام 2004 . في الفترة من يناير2005 حتي يناير2010 امتلك شركة خاصة بإتاحة مشاركة الملفات والبيانات بشكل مجاني علي الإنترنت، باسم "آي ميش"، وفي نوفمبر 2010? احتفل ماركو بتأسيس "فايبر ميديا"، طارحا برنامجا يعمل علي الأجهزة الذكية يتيح خدمة الاتصال والرسائل بشكل مجاني . ويقع المقر الرئيسي ل"فايبر" في قبرص اليونانية، وتمتلك مصنعين للتطوير والبرمجة، المركز الرئيسي للتطوير والمخزن الرئيسي للبيانات، ولها فرع في إسرائيل، وفرع ثان بمدينة "مينسك" في دولة بيلاروسيا.. وفي 7 أكتوبر من عام 2012 نشر الموقع الرسمي لوزارة الصناعة الإسرائيلية- متفاخرا- بأن برنامج "فايبر" المستخدم علي أجهزة الهواتف المحمولة الحديثة (سمارت فون)، تملكه شركة إسرائيلية. وقال موقع "نيوز جيك" الإسرائيلي، المتخصص في التكنولوجيا، إن الشركة احتفلت في 26 فبراير2013 ببلوغ عدد مستخدميها 175 مليون. ونشر الموقع بيانا لماركو، قال فيه إن عدد المستخدمين وصل 100 مليون في سبتمبر/أيلول 2012? وفي ديسمبر/كانون الأول 2012 إلي 140 مليونا، وإن المستخدمين يجرون حوالي 10 ملايين مكالمة في اليوم من خلاله، بمعدل يتجاوز 2 مليار دقيقة، وأكثر من 6 مليارات رسالة في الشهر. اقتصادية .. امنية المهندس خالد حجازي النائب الاول لاحدي شركات المحمول في مصر يؤكد ان هذه البرامج تسبب مشاكل كثيرة لمصر واهمها الخسارة المادية التي تخلفها للدولة خاصة للشركة المصرية للاتصالات لانها التي تملك الخطوط الدولية او الأرضية لتمرير المكالمات، وهذه البرامج تقوم بتمرير المكالمات عن طريق الإنترنت وهنا لا تمر علي المصرية للاتصالات وهذا يؤثر سلبا علي الاقتصاد المصري في قطاع الاتصالات، إذ ان هذه البرامج تكبد مصر خسارة مالية كبيرة كونها تعتمد علي فكرة تمرير المكالمات عبر الإنترنت بنفس سعر الإنترنت، وهو ما يجد الكثير من راغبي الاتصال الدولي فيه فرصة كبيرة لتلبية احتياجاتهم من الاتصال الدولي دون تكلفة وهو المحور المهم والأساسي الذي تلعب عليه هذه الشركات في جذب مستخدمي الإنترنت . وعن الناحية الأمنية والاثار السلبية المترتبة علي استخدام المواطنين المصريين هذه البرامج للاتصال، يشير لي ان شركة فايبر إسرائيلية تتبع الموساد وهذا معروف للجميع، ذاهبا الي ان هذه الشركة تلجأ الي حيلة خبيثة للتهرب من الملاحقات القانونية من جانب مستخدميها وبالتالي لا يكون لهم عندها حقوق، شارحا ان راغب استخدام برنامج الفايبر عندما يقوم بتنزيل التطبيق تستطيع الشركة المصممة له ان تاخذ نسخة كاملة من بيانات الهاتف كلها بارقام دليله، رسائله، كل ما هو موجود علي الهاتف او الايباد الخاص به، وبالتالي يمكن للشركة ان تعرف كل تحركاته وماذا يعمل ويسمع، بل ويسجلون كل مكالماته والتنصت عليها . يقول حجازي " انصح الناس ان يتجنبوا هذه البرامج، لان تمرير المكالمات الدولية عن طريق الإنترنت خطر علي الامن القومي المصري، وفي دول مثل الإمارات والسعودية تمنع استخدام هذه البرامج، لكن في دول أوروبامثلا وامريكا مقنن حسب الدول، ذاهبا الي ان القانون يجب ان يجرم هذه البرامج. صعوبة الاغلاق قال المهندس حسام صالح رئيس جمعية انترنت مصر ان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يجد صعوبة شديدة في إغلاق وتعقب برامج الاتصالات المجانية مثل ال " فايبر "، وال" تانجو " وغيرها من اليرامج التي تتصل عبر الأجهزة الذكية بالإنترنت اللاسلكي، مؤكدا إمكانية التحكم في هذه البرامج مع الإنترنت المحمل علي الكابلات الأرضية فقط، مضيفا أن برامج الاتصالات المجانية عامة، تعطي الشركات المنتجة لها حق الحصول علي المعلومات وتنقلها بين المستخدمين في مصر، مما يساهم في تعزيز المحتوي، فضلا عن ان تكلفة استخدام هذه البرامج سهلة عبر الإنترنت مما يشجع الكثير علي استخدامها . يذهب اللواء مجدي كمال مساعد وزير الداخلية الأسبق للمصنفات الفنية الي ان الوزرة تحاول ان تصل الي أعلي مستوي تكنولوجي في تأمين المعلومات، لان امن المعلومات من أساسيات العمل الشرطي ويقصد به ان تداول المعلومات يكون في حدود تضمن سريتها، مثلا عندما يكتب مذكرة او تقرير ويرغب في استخدام الانترنت لارساله فان الوزارة تقوم بتشفير الايميل لنقل البيانات عبره، وبالتالي لا يخترق من قبل أجهزة المخابرات مثل الموساد او " ال سي اي ايه "، وتتداول عليه الاخبار والتقارير ذات الصبغة السرية، مشيرا ايضا الي ان الهاكرز استطاعوا ان يخترقوا أجهزة الكمبيوتر والايميلات والأوراق الهامة والتقارير ذات مستوي التحصين الضعيف، لكن العمل في موسسات امنية يستلزم بالنسبة لهم ان يكون تداول المعلومات في مستويات معينه من الحماية حتي لا تتعرض للاختراق من قبل أجهزة معادية. يوكد اللواء مجدي ان وزارة الداخلية تسعي بكل الوسائل لتأمين معلوماتها، ذاهبا لي ان البرامج العالمية لاختراق الحسابات والاختلاس والاستيلاء علي أموال البنوك لم يتم التوصل الي برامج مضادة لوقفها والأحداث التي جرت في الفترات الاخيرة توكد ذلك من حيث تعرض مواطنين لاختراق حساباتهم وخصوصياتهم البنكية، مشيرا الي ان هناك أجهزة تخترق ماكينات الصرف الآلي لاختراق الحسابات، كاشفا النقاب عن ان ضباط الاتصال يتلقون فرقا خاصة للحصول علي البرامج المضادة لهذه البرامج خلال الفترة الاخيرة . ويحذر من استخدام برامج الفايبر والاسكايب والتانجو لاناه - كوسيلة اتصالات كونها تمثل خطورة للأمن القومي المصري لانها تحصل علي كل البيانات الخاصة بمن يستخدمها وتستطيع الشركة المنتجة للبرنامج ان تعرف عنه كل شيء، إضافة الي انها يمكنها استخدام هذه المعلومات في أشياء تضر بالأمن القومي للمصريين حسب ما توفر لديها من معلومات عن تحركاتهم ورغباتهم وافكارهم . اختراق الاتصالات يؤكد الدكتور احمد مختار منصور خبير صناعة الاتصالات علي خطورة برامج الاتصال عبر الإنترنت ومنها " فايبر "،" سكايب "،" تانجو "، "واتس اب"، وغيرها من برامج الاتصال التي نشطت في الاستخدام بمصر ووسعت دائرة انتشارها خلال الفترة الاخيرة نظرا لرخص سعر الاتصال خاصة في الدولي كون هذه البرامج تعتمد علي تحميل الاتصال الصوتي علي الإنترنت بنفس تكلفة النت مما يجعل استخدامها سهلا بالنسية للمواطنين رغم انها تشكل خطورة كبية عليه. . ويذهب مختار الي ان هناك تقريرا قد صدر الاسبوع الماضي يقول ان المخابرات الامريكية تعمل علي سبع شركات لاختراق الاتصالات في العالم منها ال " ياهو "، "هوت ميل "، "سكايب"، " فيس بوك "، "تويتر"،"وغيرها ومها " تانجو" و" فايب"، وقيل انها تخترق خصوصية مستخدميها ولكن بعد م اتفقت هم عبر البروتوكول الذي يوافق عليه مستخدم البرنامج ولا يحق له ملاحقتها قضائيا. اما عن تأثيرها السلبي علي المصريين، فيشير الي انها فضلا عن كونها تخترق خصوصيات المصريين وحياتهم الشخصية، فإنها تمثل تأثيرا خطيرا علي الأمن القومي المصري لانها تعمل علي جمع المعلومات عن المصريين وتوجيهها في خدمة أجهزة مخابرات عالمية مثل الموساد والسي اي ايه، مشيرا الي ان القانون يجرم استخدام هذا النوع من البرامج في مصر ويمنع تداولها وعملها لما تمثله من خطورة حقيقية من الناحية الأمنية . سمارت فون اما المهندس احمد العطيفي الخبير في الاتصالات فيوكد ان الموبايلات الجديدة التي يطلق عليها "سمارت فون" هي نوع من الموبايلات التي يوقع مستخدمها علي الحق في ان تحصل الشركة المنتجة لها علي نسخة من بياناته الشخصية التي تشمل معلوماته ومصادره، مشيرا الي خطورة هذا الامر في وقت تحد الناس لا تعلم هذا . يقول العطيفي ان الناس كلها تتكلم عن التجسس وخطورته والدولة تحذر منه وتطارده وتبذل مجهودات كبيرة من اجل محاربة التجسس، بينما الناس تقدم خدمة المعلومات جاهزة ومعلبة للشركات التي تتبع المخابرات الامريكية والإسرائيلية، مشيرا الي ان التجسس الان اصبح بموافقة المواطنين والامريكان واليهود لا يحتاجون للتجسس علي الأشخاص الا انهم وبمنتهي البساطة يضعون برنامج علي الموبايل يعرفوامن خلاله ماذا تتكلم ؟، من أصحابك ؟، رايح فين. ؟، بتشتري ايه ؟، بحيث اصبحت كل المعلومات مكشوفة حتي اذا كان لدي الناس بيانات سرية، منتقدا ما يذهب اليه المواطنون عندما يقولون ايه أهمية بياناتي ؟ ويطالب العطيفي بالبعد عن هذه البرامج بالنسبة لمن عندهم بيانات حساسة.