أحد جثامين رابعة قبل دخول المشرحة في مشهد مأساوي لم يترك محيط مشرحة زينهم امس جثامين عشرات الضحايا من مؤيدي الرئيس السابق المعتصمين امام المنصب التذكاري بمدينة نصر والذين سقطوا في الاحداث التي وقعت فجر امس الاول حيث اصطفت سيارات الاسعاف وسيارات نقل الموتي في طابور طويل امام المشرحة في انتظار تسليم جثامين الضحايا في مشهد مهيب وتعالت اصوات النحيب والبكاء من اهالي الضحايا خاصة اثناء نقل ذويهم الي داخل المشرحة واختلط المشهد بالدعاء علي من نفذ المذبحة وقتلهم. في الوقت نفسه حاول بعض الاهالي ممن فقدوا ذويهم وفشلوا في العثور عليهم في المستشفيات بين المصابين البحث عنهم داخل سيارات نقل الموتي وفي الاسماء التي وردت الي المشرحة او بين الجثث المجهولة التي تسلمتها المصلحة. اباء فقدوا ابنائهم وابناء فقدوا اباءهم واصدقاء قتل زملاؤهم امام اعينهم واطفال صغيرة ماتوا امام النصب اثناء الاحداث . اوضح مصدر بالطب الشرعي ان عدد الضحايا الذين سقطوا فور اندلاع الاحداث والبالغ عددهم حتي الآن 35 قتيلا توافد مرة واحدة مما ضاقت بهم المشرحة واضطروا الي وضع عدد من الجثث علي ارضية المشرحة لكن فريق العمل داخل المشرحة فوجئ باقتحام عدد كبير من الاهالي لباب المشرحة لحظة ادخال احدي الجثث واصطحبوا بعض وسائل الاعلام وقامو تصوير جميع الجثث داخل المشرحة واضاف المصدر انهم لا يعلمون سبب اصرار الاهالي وضع الطب الشرعي في موضع اتهام علي الرغم من انهم تعاملوا معهم بكل حيادية وقدموا لهم جميع التسهيلات بداية من استلام الجثث بدون اي اوراق وبدون اذن من النيابة العامة وهي قواعد وقوانين كانت تلتزم بها المشرحة لكنها تغاضت عن ذلك لكثرة عدد الضحايا وعدم وجود اماكن لهم بالمستشفيات فتم ادخال جميع الجثث حتي لا تنتظر ساعات طويله حتي يتم اصدار قرار النيابة الخاص بكل جثة منفردا كما تم ادخال احد الاهالي مع كل جثة وقمنا ببيان اصابتة قبل التشريح واظهارها علي احد افراد عائلته امام وكلاء النيابة المتواجدين داخل المشرحة والذين بلغ عددهم 6 وكلاء . واضاف المصدر ان المشرحة انتهت من تشريح الجثث كاملا وقد تم تسليم 29 جثة ولم يتبق الا 6 جثامين فقط لم يتم التعرف عليهم حتي الان . كما استعانت المصلحة بعدد من الاطباء من خارج المشرحة لسرعة الانتهاء من التشريح والذين اكدو ان اغلب الوفيات كان سببها طلق ناري حي في منطقة الوجه ومناطق مختلفة. سقط العديد من اهالي الشهداء امام المشرحة مغشيا عليهم من شدة حزنهم وغضبهم علي اقاربهم وذويهم وشدة حرارة الشمس المحرقة . بدأت الجثامين تتوافد علي المشرحة في تمام الساعة 12 ظهرا وبدأت بسعيد محمود رمضان فتح سيارة الاسعاف التي كانت تقل ابنه محمود 14 سنه طالب بالمرحلة الاعدادية من السادات محافظة المنوفية وظل يقبله ويودعه وقال للاخبار وهو يبكي ان ابنه كان ضمن المعتصمين بميدان رابعة العدوية منذ يومين وانتقل الي النصب التذكاري مع بعض المعتصمين ليكونو في مقدمة الاعتصام ليقفو امام تقدم الشرطة اتجاه رابعة .. وقال والد الشهيد انه موجود هو واسرتة باكملها بالميدان وقال ان اخوات الشهيد قالو لابية اذهب لتدفنة وتعود للاعتصام لنكمل مابدأه الشهيد ومنذ ان بدأ الاعتصام وهو صائم وقال انه ان يلح علي ابنه لكي يفطر لكنه كان يرفض بشده وعلم بأستشهاد ابنه من شقيقه الذي كان يرافقه في الاعتصام وبدات الاعتداءات فسقط شهيدا بثلاثة رصاصات في صدره ورقبته. توقفنا امام وائل الذي فقد ابن عمه محمود شربيني الذي اكد ان الشهيد متواجد في ميدان رايعة العدوية منذ اول يوم وكان ابن عمة يذهب يوميا لبيتة ليطمئن علي عائلتة ويقوم بملئ تنك البنزين في الدراجة البخارية الخاصة به لانه يقوم بعمل تطوعي بنقل المصابين والقتلي الي المستشفي الميداني برابعة العدوية ولكنه فؤجي اختفاءه من الساعة 2 صباحا واخذ يبحث عنه فوجد دراجته البخارية محرقة وهو ملقي بجانبها شهيدا .