محمد عبدالمقصود خرج المصريون أمس الأول من بيوتهم الي الحدائق والمتنزهات للاحتفال بأول عيد مصري يجمع المسلمين والمسيحيين وهو عيد الربيع أو شم النسيم رغم الدعوات والفتاوي التي تحرم الاحتفال به.خرجوا يبحثون عن الفرحة والبهجة وسط الكآبة التي يعايشونها منذ اندلاع ثورة 52 يناير.. هزموا خوفهم من البلطجية والمتحرشين وقضوا يومهم خارج منازلهم مما يؤكد ان الشعب المصري يريد الاستقرار ليستطيع ان يعيش حياته الطبيعية. المصريون لم يهتموا بأخبار التعديل الوزاري المتعثر منذ اسبوعين والذي استقر أمس فقط علي تغيير 9 وزراء بعد طول مخاض.. ولسان حالهم يقول: شالوا الدو وجابوا شاهين.. الاثنين مش نافعين.. وذلك حكومات ما بعد الثورة لم تقدم شيئا للشعب سوي غلاء الاسعار وفرض الضرائب وازمات في السولار والبنزين وتحديد نصيب الفرد من الخبز بخمسة ارغفة يوميا فقط بعد ان كان ثلاثة، وضعف الخدمات المقدمة من مختلف المصالح الحكومية. تركيز المصريين كان علي الرنجة والفسيخ والسردين التي ارتفعت اسعارها كما ارتفعت اسعار البصل الأخضر والملانة والخس ورغم ذلك اشتري كل منهم علي قدر استطاعته وخرج الي الحدائق ليلتهم وجبته من هذه الاسماك بالهنا والشفا رغم تحذيرات الاطباء من خطورة اكل الفسيخ واحتمالية الاصابة بالتسمم.. انهم ببساطة انتصروا للحياة. اكد الشعب انه محب للحياة..يتمني ان تعود اليه الابتسامة والفرحة والمرح ليس في شم النسيم فقط بل في كل الايام.. ولا يسقط شبابه ضحايا جدد في المظاهرات والمصادمات.. يتمني ان يري معارضة حقيقية للفصيل الحاكم لا تحرض الشعب علي التمرد ولكن تضع خططا موازية لإصلاح الاقتصاد واعادة الامن والامان الي ربوع البلاد مرة أخري. الشيء الذي ازعج المصريين يوم شم النسيم هو اصابة 301مواطنين بالاسماعيلية من تناول البوظة.. كنا نتمني ان يمر اليوم دون اية منغصات تفسد الفرحة سواء من السياسيين او من الاقتصاديين اومن باعة السموم. كل عام ومصر آمنة مطمئنة.. فرحة بأعيادها.. وكل عام والاخوة الاقباط شركاء الوطن بسعادة وخير وشعور بالمواطنة.