عفاف عبدالوهاب صديق إياك أن تصدّ المعتذر ، أو أن تكون للمشاعر مختبر ، كم لاحقتك العيوب ، دوما كنت منها تستخفي و تستتر .. إن السماحة في القلوب رحمة وعزّة ؛ فارحم أخيك ، فما غير ابتسامة كان منك ينتظر . لكل عين نظرة ، ولكل لُبّ فكرة، ولكل يقظة غفوة، ولكل نفس شهوة ،ولكل سكون ثورة ، ولكل حال عِبرة ، ولكل عبد قدوة، ولكل موت سكْرة، ولكل داء علّة ولكل نبتٍ بذرة، ولكل لذّة نشوة، ولكل ندم حسرة ، ولكل يدٍ بطشة، ولكل نضال نُصرة ، ولكل تسبيحة شجرة، ولكل أنين دمعة، ولكل طير نقرة، ولكل جميل طلة ، عندما يختلط الحب بالغضب حتي يتحول انتقاما ، عندما تمتزج الحرية بالبذاءة حتي تخور صروح الفضيلة .. عندما تستحل دماء أخيك ، دون أن تتألم له جوارحك .. رجاء لا تعتب علي فرار الأمل .. اجلس علي كرسي الأنانية ، وضع علي رأسك تاج الندامة ، ولا تشجب الحال وتشمئز منه ؛ فقد شرّعت أنتَ العيب فيه . عندما يختلط الحب بالغضب حتي يتحول انتقاما ، عندما تمتزج الحرية بالبذاءة حتي تخور صروح الفضيلة .. عندما تستحل دماء أخيك ، دون أن تتألم له جوارحك .. رجاء لا تعتب علي فرار الأمل .. إجلس علي كرسي الأنانية ، وضع علي رأسك تاج الندامة ، ولا تشجب الحال وتشمئز منه ؛ فقد شرّعت أنتَ العيب فيه .. عملك هو طائرك الذي في عنقك ، لا يتركك ،.. كما تطعمه .. إما يغرّد وإما ينعق .. عليك أن تطهّر ريشه لتسعد وتترنم بصوت البلابل .. وفي التطهير اعتراف بالتقصير .. وحسب القرار يكون المسار. اكتب ضميرك حروفا ..لا تخشي أبدًا ملاما .. كن أنت نفسك ؛ أطِبْ لسان قولك .. نعم .. تعدّي الصديق والجار حدود الخصاما ، رجاء ياعزيز النفس .. لا تحزن ، انع معي أصيل الأخلاق جميل الكلاما ، من بعد أن بدّل الجهل معاني الصدق وصار القذف بسوء الكلام غراما .. كن فكرة طيبة .. للأرض عامرة ، وقل لمن هجاك سلامًا .. سلاما عايرنا الصمت ؛فعيّرَنا الضجيج، كان للصمت أنين كم تحيّر منه السكون، وحين نطقنا تراشقنا أشواك الحروف صراخا ،نزاحم الكلمات جهلًا وجدالا ،وأسكّنا العقول كهف الظنون ، و للنعيق أرفأنا مرسانا .. الحال بئيس والماكر خسيس ،ودواء النفس من سقم الأنا هو المحيص .. عذرًا لنوح القلم جهِل الظلوم الحرية ، ولهث المقهور خلف الكرامة يستأنس أمانيه ،واستبد المسيء بزعم العدل ،واستعلي بسطوته .. الحال عجيب في بلاد ثورات ربيع ،تحطمت زهوره .. الصبح مازال عندي أراه قريبا .. ويقيني أن فالق الاصباح لن يضيّع أمي وحبيبتي مصر. التعبير كما الخيل البرية .. علي المرء ترويض البوح فيها .. إن تمكّن مطيتها حقق بلاغة الاحساس ، وروعة المعاني.