اتفقوا الا يتفقوا.. هذا هو حال القوي السياسية التي تدير العملية السياسية الان في مصر.. والنتيجة في النهاية هي الانقسام، الكل يتناحر، الجميع يبحث عن دور وعن مصلحة، يختلفون حول كل شئ، والمحصلة النهائية أنه لن يكون هناك منتصر أو مهزوم بل الكل خاسر، والأخطر أن مصر هي الخاسر الأكبر.. " الاخبار " حاولت تقريب وجهات النظر بين الاطراف وتحدثت مع الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الاخوان المسلمين والدكتور احمد دراج القيادي بحزب الدستور وجبهه الانقاذا فماذا قالوا.. د. جمال حشمت : المعارضة تعلي المصالح الشخصية علي مصلحة الوطن الجيش لن ينخرط في السياسة مرة أخري ودوره حماية البلاد د. أحمد دراج : عدم وجود» بوصلة «لدي الرئاسةسبب الجمود الحالي الإعلام مجرد ناقل للحقيقة واتهامه بنشر الفوضي »تشويه للواقع« اكد الدكتور احمد دراج نائب رئيس حزب الدستور والقيادي جبهة الانقاذ الوطني ان ما يحدث الان في مصر هو نتيجة طبيعية لتصرفات وسلوكيات الحزب الحاكم وطريقة تعامله مع المعارضة ومع ابناء الشعب، حيث انهم يحاولون بكل الطرق الاستحواذ والسيطرة علي كل شيء في البلاد، والعمل علي اقصاء جميع من يختلفون معهم في الراي.. وحول اسباب الانقسام بين القوي السياسية المختلفة والتي انعكست علي ما يحدث في الشارع من اعمال عنف مؤسفة هو عدم وجود بوصله واحدة تجمع الشعب والقوي السياسية علي هدف واحد يخرجنا من النفق المظلم الذي نعيش فيه الان، مضيفا ان القوي السياسية المتواجدة علي الساحة الان بعضها يمارس السياسة من منظور احادي والبعض الاخر يمارسها من منظور متعدد ولكن البوصلة في الحالتين مختلفة وتحتاج الي ان يقوم احد الاطراف بمد يده الي الاخر والعمل علي تحديد الاتجاه الصحيح للبوصلة والخروج من الازمات المستمرة للعبور بمصر الي بر الامان ويوضح القيادي بجبهة الانقاذ ان الذين يمارسون السياسة من منظور الاحادية في الدين ويدعون الي التوحيد ويسقطون فكرة التوحيد علي العمل السياسي وهذا اخطر ما يكون، لان اسقاط الوحدانية علي العمل السياسي فيه نوع من التهريج والعبث في الحياة السياسية مؤكدا انه لايمكن ان تمارس السياسة والعمل السياسي من منطقة الدين مشيرا ان العبث وصل للشارع الان وهذا شاهدناه في الكثير من المظاهرات التي ترفع فيها الرايات الاسلامية وتتعالي فيها الصيحات الاسلامية . الوقت المناسب ويري ان المطالبة بنزول الجيش في هذا التوقيت ليس مناسبا وانه امر يحتاج الي وقت فلا يجب الآن أن نستدعي الجيش الي المشهد، فهو استدعاء يدل علي فشل كل الأطراف السياسية في الدولة، فجميعنا سيلاحقنا الفشل إذا كان خلاص الثورة باستدعاء الجيش، وأتمني أن يكون الإخوان أعقل بالدرجة التي يدركون معها أن محاولاتهم لكسب كل شيء والاستئثار به سيؤول بهم إلي لاشيء مضيفا ان الجيش لا يحتاج استدعاء فهو يرصد كل ما يجري علي الساحة السياسية وما يحدث في الشارع المصري لان الامر وصل الي درجة تحتاج الي النزول ستجده يقوم بانزال قواته في الشوارع الأخونة ويري ان حول ما اثير عن اخونة كل اجهزة الدولة فهو فكر موجود داخل الجماعة ويحاولون تطبيقه فهم يعتقدون ان السيطرة والهيمنة علي كل اجهزة الدولة هو الحل والطريق الوحديد للخروج من الازمات المستمرة مضيفا ان هذا المبدأ ينطلق من نفس مبدأ " التكويش " فهو بدا ينسج خيوطه " كالعنكبوت " علي جميع الادارات والمؤسسات رغم انف الجميع وهذا ما رايناه في محاولات عديدة علي مرأي ومسمع الجميع مثل محاولته المستميتة لاعادة مجلس الشعب مرة اخري بعد صدور حكم من المحكمة الدستورية ببطلان انتخابات مجلس الشعب مرورا بتعيين نائب عام جديد للسيطرة علي السلطة القضائية واستمراراً لهذا المسلسل شاهدنا ايضا هيمنته علي السلطة التشريعية من خلال مجلس الشوري ثم الاعلان الدستوري " القدسي " 21 نوفمبروهذا دائما يرسخ فكرة انتقائية شبيهة بالفكر الصهيوني التي تري من الغير اقل منهم وتخصيص المخلصين ووضعهم في الاماكن المرموقة في الدولة الوجه الآخر للإعلام الاعلام الخاص في مصر له دور ايجابي ومحايد في تغطية الاحداث فهو يراعي المهنية والمصداقية في نقل الاحداث وينقل الصورة كما هي دون "رتوش " مضيفا ان وسائل الاعلام المختلفة في مصر تضع الازمات التي تحدث داخل مصر وتناقشها بحيادية تامة وبحضور جميع الاطراف المختلفة لتخرج بها بحلول تساعد علي حل الازمات والخروج بها الي بر الامان مؤكدا ان الفضائيات لها دور امني في مساعدة اجهزة الامن في القبض علي مستخدمي العنف في الشوارع ورصد بالصورة البلطجية الذين يستخدمون السلاح في قتل الثوار والمتظاهرين ويضيف اما الاعلام الحكومي فاصبح دوره غير ايجابي واصبح اعلاما موجها يظهر ما يفعله الرئيس ويعظم ويمجد في الحكومة المصرية مضيفا انه كنت اتمني بعد الثورة ان يظهر الاعلام الحكومي بدور فعال يظهر الاحداث كما هي. ويؤكد ان التقريب بين وجهات النظر المختلفة للقوي السياسية يحتاج الي فهم عميق بين الطرفين مضيفا ان هذة البلد التي نحبها جميعا لا يمكن ان تخرج من مشاكلها وازماتها الحالية دون ان يقترب كل طرف من الاخر فالمشكلة لها اعماق وجذور مشيرا انه لابد من عودة الحوار مرة اخري والجلوس علي طاولة الحوار.. اما الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الاخوان المسلمين يري سبب الانقسام التي تشهده الساحة السياسية الان في مصر هو الانشغال بالهوي الشخصي فكل فرد يتخيل انه احق بالكثير عن غيره ففي مصر الان ابواق تنادي بالفوضي بل باحداث مزيد من الفوضي يستترون وراء عباءة الديمقراطية ويستخدمون ادوات غير سياسية وشعارات التخوين للجميع ويشعلون نيران الفتنة ويتهمون الاخرين ويستخدمون الشائعات في الترويج للفوضي ويضيف ان هناك حالة من الغضب تنتاب البعض الذي وجد نفسه خارج إطار المسئولية وقد اربكهم مشهد الصعود المفاجئ للإخوان إضافة الي جزء آخر يكره الإسلام ومنهجه وقد أفرغ ذلك في الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية وهو يعلم صدقهم وهمتهم العالية في تنفيذ وعودهم لذا يعملون علي إشغالهم بالاتهامات تارة وبإثارة الفوضي تارة أخري ولن يحجموا علي استعمال العنف إذا لزم الأمر حتي لا يتركوا لهم فرصة التفكير السوي تحت اتهامات التخوين ومزايدات الأخونة مضيفا ولا وقت للتنفيذ حتي لا تزداد مصداقيتهم ويزيد من شعبيتهم ويجعل فرص وجودهم في الحكم لفترات طويلة في ظل انتخابات حرة لايستطيع أحد منهم أن يطعن فيها هذه هي خطة الإرباك التي تودي بالوطن كله من أجل حفنة أنانية فشلت في إثبات وجودها في الشارع المصري فأقسمت علي هلاك الحرث والنسل ولتذهب مصر الي الجحيم طالما أنهم محرومون من السلطة فوضي الاعلام ويضيف ان الاعلام يلعب دورا خطيرا يزيد من الفوضي ويشعل الاحداث فهو اعلان مدفوع الثمن واصفا انه اعلام المرتزقة والذي يختبئون وراء برامج " التوك شو " مضيفا ان الاعلام الان اصبح سبوبة .. ويوضح ان الاعلام دائما "يسخن " ويشعلها مثال علي ذلك الاحداث التي شهدتها البلاد مؤخرا شاهد عيان علي الفوضي الاعلامية التي نعيشها الان فالحدث الصغير يصوره الاعلام وسط شحن إعلامي ومناخ ضبابي واتهامات وتحريض بين أبناء الوطن الواحد ترتب عليه قتلي وإصابات نتيجة خلافات يمكن أن تحدث يوميا ولا تستدعي هذا العنف ولا المبالغات التي كانت حريصة علي تصوير الأمر علي أنه كارثة لزيادة الاحتقان و لتوتير الأوضاع الداخلية واستثارة العالم الخارجي لخدمة أغراض تهدد الأمن القومي المصري. وعن ما يحدث من مظاهرات تطالب بتطهير القضاء يقول الدكتور جمال حشمت إنه لاشك ان القضاء فيه فساد ولكن الاصل ان القضاة شرفاء وهذا بطبيعة الحال مضيفا ان ما تشهده الان احكام القضاء من براءات واخلاء سبيل لمتهمين قتلوا المتظاهرين يجعلنا نضع العديد من علامات الاستفهام علي الاحكام القضائية مشيرا ان بعض القضاة يسيئون للقضاء ويري خروج المظاهرات التي تطالب بتطهير القضاء هي رسالة الي جموع قضاة مصر بان يطهروا انفسهم بانفسهم الجيش في سكناته ويقول انه مع نزول الجيش الي الشارع لضبط الاسلحة المنتشرة في الشوارع والتي اصبحت تستخدم في قتل الثوار والمتظاهرين واشعال الاحداث والتي تستخدم ايضا في تثبيت المواطنين علي الطرق السريعة مضيفا ان هذا هو دور القوات المسلحة اذا ارادت النزول الي الشارع اما الذين ينادون بنزول الجيش فهذا غير صحيح فلا دور سياسي للجيش الان فمهمته هي حماية البلاد وحماية مصر وتامين الحدود ويري ان الحل الوحيد للخروج بمصر الي برالامان هو العودة للحوار بلاشروط وحل كل الازمات في اطار سياسي بعيدا عن المزايدات والمهاترات التي تحدث بين مختلف القوي السياسية الان واخيرا اقول للداعمين للفوضي ان يراجعوا أنفسهم وينجوا بما تبقي لهم من رصيد وانا أراهم مازالوا وسطهم لكن دون الصدارة لعلمي بوطنيتهم الحقيقية التي تمنعهم من المشاركة في جريمة حرق مصر لكيد سياسي وانتهازية شخصنت القضايا الوطنية وزاوجت بين الخصم السياسي والوطن ومصر كلها في انتظار هؤلاء لنفتح صفحة جديدة بعيدا عن هؤلاء الذين تلوثت أيديهم بدماء المصريين لكننا نأمل في هدوء الأوضاع في فترة أقل ان شاء الله لتبدأ مصر بحق طريقا طويلا للتنمية والنهضة وشعب مصر قادر علي تحقيقها ان شاء الله شاء من شاء وابي من أبي والله من ورائهم محيط