د. عصام العريان - د. أحمد عارف - علاء ابوالنصر جمعهم الميدان وفرقتهم السياسة .. هذا هو حال القوي السياسية المدنية والاسلامية في جميع الفعاليات والتظاهرات التي اعقبت ثورة 25 يناير ، ورحيل الرئيس السابق عن الحكم ، ولكن في مليونية اليوم التي دعا اليها بعض القوي في مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين ، انقسمت فيها القوي الاسلامية حول المشاركة ، حيث أيدها البعض وقاطعها اخرون ، لمجرد مشاركة الاخوان بها ، ودعا الاخوان المسلمون الي هذه التظاهرة من اجل اعادة ترتيب منظومة العدل ، وتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين ، ومطالبة مجلس الشوري باصدار قانون السلطة القضائية ، وعبرت عدد من القوي الاسلامية الاخري في مقدمتها الجماعة الاسلامية وحزبها البناء والتنمية وحزب الوسط ، وحزب الاصلاح الاسلامي وحزب الاصالة ، واجمعت القوي علي رفضها اخونة القضاء بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة. التسامح مع الفاسدين في البداية أكد د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ، أن الرافضين للمشاركة في المليونية لمجرد اعلان الاخوان المشاركة في المليونية يعانون من قصور نظر ، توضح اعلان لحالة من التناقض بين المطالب الثانوية بعيدا عن الهدف الاساسي ، مشيرا الي ان الانشغال بالامور الثانوية يهدرون معني الثورة ، وتكشف عن نوايا بعضهم لتأييد الفساد والتسامح مع من افسدوا الحياة السياسية . وأضاف العريان في تصريح للاخبار انه لا يوجد بين الاخوان واي من مؤسسات الدولة خلافات علي الاطلاق ، مشيرا الي ان الهدف من المشاركة في المليونية هو دعم القضاء المستقل الذي يعاني المشاكل ، وفيما يتردد من ان مشاركة الجماعة والحزب محاولة لأخونة القضاء ، قال العريان ان مفهوم الاخونة لا يستند الي اسس واقعية ، مشيرا الي ان حزب النور اعلن من قبل عن تعيين اكثر من 13 الف موظف في الدولة من الاخوان ولم يستطع ان يثبت ذلك وقدم ما يقرب من 195 اسما معظمهم من المدرسين .وشدد العريان علي ان اي قاض يثبت ان له توجه سياسي عليه ان يعتزل العمل في القضاء ، واي قاض يثبت توجهه السياسي الي الاخوان او الحرية والعدالة عليه الاستقالة والتوجه الي العمل بالحزب والجماعة وترك منصة القضاء . وقال حسين ابراهيم الامين العام لحزب الحرية والعدالة ان أحد أسباب ثورة 25 يناير هي تغول السلطة التنفيذية علي باقي السلطات .. والشعب لن يقبل بعد الثورة أن تتغول أي سلطة علي إرادته الشعبية التي هي مصدر كل السلطات ، مشيرا الي أن الحزب قرر المشاركة في مليونية اليوم أمام دار القضاء العالي بالقاهرة وجميع ميادين مصر استجابة لدعوة القوي السياسية.لاستكمال مطالب الثورة في تطهير جميع مؤسسات الدولة ومحاكمة كل من شارك في قتل الثوار من رموز النظام السابق واسترداد الأموال المنهوبة. ومن جانبه أكد احمد عارف المتحدث الاعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين ، ان الاعتذارات التي تقدم بها المقاطعون للمليونية تصب في نفس المطالب التي سينزل الاخوان من اجلها ، وان جماعة الاخوان المسلمين تشارك من اجل تنظيم وترتيب منظومة القضاء والعدل من خلال جميع اطرافها بما في ذلك السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس الشوري من خلال اقرار قانون السلطة القضائية . وأضاف عارف ان الاخوان لم يقرروا النزول الا بعد ان استشعروا الخطر الحقيقي علي الثورة والبلاد بشكل عام ، فمن قاموا بالثورة من شباب 6 ابريل وشباب الجماعة يتم التنكيل بهم ومن سرقوا احلام المصريين امنين في بيوتهم ، وبعد ان كانت اياديهم مرتعشة ، ويمسكون بالمصاحف في محبسهم ، تركوها الآن واتسموا وظهرت عليهم علامات الطمأنينة . التطهير المطلوب وقال الدكتور عطية عدلان رئيس حزب الاصلاح الاسلامي ان حزبه اعلن التضامن مع المليونية وانه جار الترتيب لتنظيم فاعليات خلالها بالتنسيق مع القوي الاخر المشاركة فيها ., مشيرا في الوقت نفسه الي انه قد يجري تنظيم فاعليات اخري في الجمعة المقبلة . وحول رفض بعض القوي الاسلامية المشاركة في المليونية اكد عدلان ان هذه القوي لن تشارك لانها تعترض علي التوقيت وهذا الرأي يحترم لان المسألة تقديرية , اما من يقولون ان هذه المليونية هدفها الضغط لاخونة القضاء اسألهم " هل يمكن ان يأتي رجل من خارج المؤسسة القضائية حتي ينضمون اليها كما يدعون " , ومشددا علي ان التطهير المطلوب يجب ان يكون من داخل المؤسسة القضائية وان اخونة القضاء بعيدة كل البعد عن المطالب التي نرفعها . واضاف رئيس حزب الاصلاح انه ليس من المتصور ان يكون هناك اخونة للمؤسسات الكبري كالقضاء والداخلية والجيش لان وجود الاسلاميين فيها كان قليلا جدا، مشددا علي انهم لا يأيدون ما يقال عنهم بالاخوانه والتي نري ان الادعاء بها مبالغة شديدة . واشار الي ان ما دفع القوي المشاركة في المليونية للنزول هي مسلسل البراءات التي حصل عليها رموز النظام السابق والتي تدل علي وجود اختلال في الملابسات التي جرت بها محاكمة رموز النظام السابق مؤكدا اننا لا نحاسب القضاء وحده بل الداخلية والنيابة العامة وكل المسئولين عن هذه الملفات بل اننا نطالب رئيس الجمهورية نفسه بان يفعل ما يملكه من ادوات ويبحث عن الادلة التي تعيد الحق للثور . وحول كيفية خروج الاخوان في مظاهرات رغم ان رئيس الدولة ينتمي اليهم قال رئيس حزب الاصلاح هذا ليس دفاعا عن الاخوان لكن الجماعة ليست هي مؤسسات الدولة ولا تأثير لها عليها او لحزب الحرية والعدالة نفسه ولذلك نحن نحاسب هذه المؤسسات وعلي رأسها رئيس الجمهورية لاننا لا نعترف بمؤسسة اسمها الاخوان تحكم الدولة. رموز الثورة المضادة واعلن علاء ابو النصر الامين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية عن مشاركة الجماعة في المليونية للتصدي لمحاولات اعادة انتاج النظام السابق معتبرا فلول الاعلام قادة يسعون لافساد هذه الثورة قائلا " السحرة يوجهون الناس من خلال الاعلام المضاد " . واشار ابو النصر الي ان الثورة المضادة استخدمت الاعلام والاموال والبلطجية لتكفير الناس بالثورة معربا عن تخوفه من ان يتحول القضاء الي رمز من رموز الثورة المضادة ، قائلا اذا ارادت الثورة المضادة ان تقضي علي الثورة فلن نقف مكتوفي الايدي وستدخل البلاد الي النيران . وحذر الامين العام لحزب البناء والتنمية من دخول القضاء الي فريق الثورة المضادة ، مؤكدا مشاركة الجماعة الاسلامية وحزبها في مليونية الجمعة القادمة للمطالبة بتطهير القضاء . أحكام البراءة من جانبه دعا حزب الوسط جموع الشعب المصري للنزول لمواجهة الثورة المضادة التي ظهرت جلية في أحكام البراءة والإفراج عن رموز النظام القديم من القنلة والفاسدين والمستبدين، مطالبا في بيانه كل قوي الثورة الحقيقية لمواجهة الثورة المضادة. وشدد اللواء عادل عفيفي عضو الهيئة العليا لحزب الاصالة علي ضرورة مشاركة الشعب المصري في جميع الفاعليات التي تحقق مطالب الثورة الحقيقية وتتصدي بكل قوة الي الثورة المضادة التي تسعي لانتاج النظام السابق بكل اشكاله .. وقال ان تطهير القضاء يعد مطلبا رئيسيا من مطالب الثورة في ظل البراءات المستمرة لقتلة الثوار .