مريضة بمركز أورام فاقوس تشيد لمحررة »الأخبار« بالخدمة الطبية المميزة عندما منح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسام الاستحقاق الفرنسي بدرجة فارس للدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب، أستاذ الأورام تقديرا لجهوده العلمية في مجال التعليم والبحث العلمي كان ايضا يكرمه لمجهوده الانساني الكبير فقد أنشأ مركزا عالميا لعلاج السرطان في مدينه فاقوس بالشرقية يحظي بالتقدير والاحترام. بتواضع العلماء أكد الدكتور شريف أن الوسام هو تكريم للطب المصري، كانت قمة سعادته عندما اصبح مركز الأورام بفاقوس عضوا بالاتحاد العالمي للسرطان وفاز بالجائزة الأولي كأفضل مركز لخدمات السرطان بالعالم النامي والمتوسط. د.شريف عاش في فرنسا فترة طويلة وأشرف علي مجموعة كبيره من رسائل الدكتوراه والماجستير في الجامعات الفرنسية ويطلقون عليه لقب رائد مكافحة السرطان لنشاطه العلمي والبحثي الموسع في هذا المجال، ومنذ 3 سنوات وضعه الفرنسيون ضمن قائمة طويلة من الشخصيات الهامة عالميا تمهيدا لمنحه هذا الوسام، وبالرغم من تكريمه في فرنسا إلا أن الدكتور شريف عمر يعتبر تكريمه في مصر هو الأهم بعد حصوله علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي. يقول د. شريف: قصة المركز بدأت في أوائل الثمانينيات عندما فكر في بناء مركز يرحم مرضي السرطان في محافظته الشرقية من رحلة صعبة ومكلفة ماديا ومعنويا الي القاهرة بحثا عن العلاج رحلة لاتؤرق المريض وترهقه فقط بل تؤرق اسرته ايضا التي يضطر 4 او 5 افراد منها لمصاحبته في رحلته الصعبة خاصة ان الابحاث اثبتت انتشار سرطان المثانة بشكل كبير لانتشار الاصابة بالبلهارسيا فقمت وأهالي مركز فاقوس بتأسيس الجمعية الطبية الخيرية التي قامت بتأجير شقتين لاستخدامهما كمستوصف خيري وبعد فترة خصصت الدولة قطعة أرض كانت سوقاً للماشية لإهدائها للجمعية وتم بناء المعهد بالجهود الذاتية والتبرعات الشخصية عام 1990 علي مساحة 5 آلاف متر مربع في قلب ريف فاقوس في مدة بلغت 22 شهرا بتكلفة 6 ملايين جنيه كانت تعادل وقتها مليون دولار. اللواء عادل حشمت مدير عام الجمعية الطبية الخيرية يقول: اطلقنا اسماء القري بالمركز حتي لايشعر المريض بالغربة فهو في مكانه وقريته والمركز ينظم دورات تدريبية وتعليماً مستمراً لأطباء الوحدات الريفية والممرضات وأئمة المساجد حول أهمية العلاج والاكتشاف المبكر للأورام والصبر علي البلاء وينظم دورات عن الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية. اما الدكتور محمد الناجي أخصائي الجراحة العامة والاورام فيقول: يضم المركز 6 وحدات غسيل كلوي فمريض السرطان خاصة الكيميائي يمكن ان تتوقف كليته عن العمل وقد بدأ د. شريف عمر في بناء مركز للكبد علي أرض مجاورة. وتميز مركز فاقوس أدي إلي توقيع اتفاق تآخ ومشاركة بينه وبين جامعة القاهرة عام 2004 ووافق عميد معهد الأورام بجامعة القاهرة علي أن ينضم إلي مجلس إدارة مركز فاقوس للأورام عام 2008. والتقينا بعض المرضي الذين أكدوا انهم يتلقون خدمة مميزة وعلاجا علي اعلي مستوي وبالمجان، يقول السيد عواد والدي عمره 84 سنة اصيب بورم في المثانة وحضرنا من القليوبية للعلاج في المركز الذي قدم خدمة متميزة وبأقل الأسعار أما الحاج مرتضي علي حسنين فقد كان مجهدا لخروجه من جراحة استئصال مثانة ورغم ذلك أصر علي الحديث معنا ليدعو الدكتور شريف وكل من ساهم في انشاء المركز الذي انقذه من العذاب ومن رحلة بحث عن العلاج في القاهرة غير مضمونة النتائج. وتقول فاطمة محمد عبد العال اقوم بعمل علاج كيميائي واشعاعي بعد بتر ساقي بسبب المرض اللعين ولولا المركز لما كنت استطيع السفر الي القاهرة للبحث عن العلاج فأنا لم اترك محافظتي اطلاقا . المركز يعمل به300 طبيب وموظف وعامل وطاقم تمريض كامل ويقوم بدفع رواتبهم وتدريبهم بشكل مستمر وقد تدرب طاقم التمريض علي يد خبيرة هولندية أمضت ثلاثة أشهر بالمركز كما يتم إرسال بعض الأطباء للتدريب بمنح في المراكز الفرنسية المتخصصة، كما أنه يعالج 1100 مريض كل عام في المتوسط، وهو يقوم بتسديد تكاليف العلاج عن طريق التبرعات والتمويل الذاتي إلي جانب ما يقدمه مشروع العلاج علي نفقة الدولة من دعم وبدأت الدولة تدفع ثمن العلاج ولكن علي أقساط وهي مدينة للمركز ب9 ملايين جنيه. ويشترك المركز في عمل بحوث ميدانية مع مراكز بحثية داخل مصر مثل أكاديمية البحث العلمي ومعهد الأورام القومي وفي الخارج مع معهد السرطان القومي الأمريكي والاتحاد العالمي للسرطان في جنيف عن أورام الأطفال وللمركز مجلة علمية علي طريقة مراكز الأبحاث العالمية الطبية ويوفر المركز منحاً مجانية لأطبائه الشباب لحضور مؤتمرات ودورات طبية عالمية في دول فرنسا وإيطاليا وأمريكا والبرازيل وجنوب أفريقيا ولبنان.. ويجري المركز ألف عملية جراحية سنويا ويعالج 1200 حالة سرطانية جديدة كل عام ويضم 52 سريرا و3 للرعاية الوسيطة وعيادة خارجية للأطفال وأمراض الدم. وبعد هذه الجولة الانسانية الرائعة تعالوا نلتف حول د.شريف وندعمه نشاركه فرحته ونحتفل معه ونضع ايدينا في يديه فقد وهب وقته وماله وعلمه من اجل مرضاه اختار واحدة من افقر القري في مصر علي بعد 150 كيلو مترا من القاهرة وبدأ حلمه الكبير فحوله الي حقيقة رائعة تجسد الاصرار والحب والاخلاص، لم يكتف بتحقيق الحلم ولكنه بدأ حلما جديدا يحتاج فيه الي الدعم وبدأ حلمه الأكبر في انشاء معهد لعلاج الكبد.