حظت جلسة محاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه الستة بالعديد من المشاهد التي لم تحدث في الجلسات اثناء محاكمتهم في المرة الاولي.. »الأخبار« رصدت هذه المشاهد التي أتسمت بابتسام المتهمين وتفاؤلهم وظهروا لأول مرة في كامل لياقتهم.. وحتي مغادرتها. المشهد الاول: نهار خارجي.. الساعة 51.9 صباح السبت الموافق 31 أبريل 3102.. طائرة (إسعاف) تهبط بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس.. ينزل الرئيس السابق حسني مبارك راقدا علي ظهره علي سرير طبي (نقالة) مرتديا ترينج أبيض ونظارة شمسية.. وشعره مصبوغا (أسود).. وضع يده علي وجهه.. وتم نقله الي سيارة أسعاف.. نقلته الي داخل غرفة الحجز الملحق بقفص محكمة جنايات القاهرة. الساعة 03.9 حضر المتهمان جمال وعلاء مبارك يرتديان الملابس البيضاء.. ونزلا من سيارة مصفحة تقلهما من محبسهما.. وقد بدأ الشعر الابيض يغزو رأس علاء.. الذي ربط يده اليسري برباط طبي.. ثم وصل حبيب العادلي بالملابس الزرقاء مرتديا نظارة شمسية وعلي رأسه كاب أزرق.. ونزل ايضا من سيارة مصفحة.. ثم حضر المساعدون الستة يرتدون الملابس المدنية.. دخل الجميع الي غرفة الحجز.. في انتظار بدء الجلسة الاولي لإعادة محاكمتهم.. المشهد الثاني: نهار داخلي.. بعد ربع ساعة من تواجده بمفرده داخل غرفة الحجز، التقي مبارك ونجلاه علاء وجمال ووزير داخليته العادلي.. بعد اكثر من 01 شهور، من تاريخ آخر لقاء جمعهم يوم 2 يونيو الماضي تاريخ صدور الحكم الاول.. علي الفور هرول جمال وعلاء الي أبيهما.. وانحني جمال علي السرير وقبل والده، وفعل علاء نفس الشيء.. ووقفا بجوار والدهما يطمئنان علي صحته.. وتبادل الثلاثة الحديث.. ورسموا كيفية ظهور مبارك داخل القفص.. وتوجه العادلي ومساعدوه الستة لتحية لمبارك.. وتبادلوا كلمات الترحيب والاطمئنان. المشهد الثالث: نهار داخلي.. الساعة 05.9 صباحا.. وقف علاء أمام باب قفص المحكمة مبتسما.. ودخل العادلي الي القفص وتوجه كعادته الي الدكة الامامية وجلس عليها منفردا بكل ثقة.. ثم دخل مساعدو الوزير وجلسوا خلفه.. وظهر جمال وهو يضحك، وأخذ يساعد والده اثناء الدخول الي القفص وقد تم رفع السرير بعض الشيء.. وفور دخول مبارك القفص أخذ يلوح بيده لمؤيديه ومحاميه داخل القاعة.. ثم يضع يده علي وجهه.. وينظر متفحصا من بالقاعة.. وكرر تلويحه للمتواجدين أكثر من 4 مرات خلال نصف ساعة قضاها بالقفص. ووقف جمال بجوار سرير والده مستندا علي كرسي أمامه.. ومن حين الي آخر ينحني جمال علي والده ويتحدث معه.. حديثا لا يخلو من الابتسامة.. في حين جلس علاء أمام السرير. وخلال تواجدهما داخل القفص حرصا علاء وجمال علي افساح المجال لظهور والدهما.. في حين جلس إحد مساعدي الوزير بمضغ شيئا. وجلس الطبيب المرافق لمبارك علي كرسي خشبي بجوار السرير.. وتحرك جمال نحو شقيقه وتحدث معه.. ثم عاد الي موقعه. وتكرر مشهد حديث جمال ووالده الباسم أكثر من مرة خلال نصف ساعة قضوها داخل القفص قبل دخول هيئة المحكمة.. واتسم الحديث بأشارات بين مبارك.. وهز رأسه.. وفي تمام الساعة 51.01 انضم علاء لجمال ووقفا بجوار سرير والدهما يتحدثون معه والابتسامة تعلو الوجوه. وفي تمام الساعة 71.01 دخلت هيئة المحكمة القاعة.. ووقف الجميع داخل القفص ماعدا مبارك طبعا.. ثم جلس جمال علي الكرسي بجوار سرير والده وجلس علاء امام السرير.. واخذ مبارك يتابع الاحداث داخل القاعة، وخاصة عندما صاح احد المحامين المدعين بالحق المدني مطالبا المحكمة بالتنحي.. وبعد 3 دقائق.. رفعت الجلسة بعد ان تنحت هيئة المحكمة عن نظر الدعوي لاستشعار الحرج واحالت القضية الي محكمة استئناف لتحديد دائرة أخري تنظرها وخرجت هيئة المحكمة.. ووقف جمال وعلاء وحرص جمال علي اخراج والده مسرعا من القفص بعد حدوث مشادات داخل القاعة.. ثم لحق بهم علاء والعادلي ومساعدوه.. وخرج المتهمون جميعا الي غرفة الحجز. المشهد الرابع: سيارة الاسعاف نقل مبارك من المحكمة الي الطائرة.. والتي تنقله الي مستشفي المعادي.. وخلال هذه اللحظات ظل جمال يتابع والده حتي دخوله سيارة الاسعاف وتحركها نحو الطائرة.. وخرج العادلي الي السيارة المصفحة ثم جمال وعلاء اللذان استقلا سيارتهما المصفحة الي محبسهما. مشهد عام: ظهر مبارك ونجلاه والعادلي في كامل لياقتهم وأناقتهم.. والابتسامة لم تفارق وجوههم.. وصحتهم علي ما يرام.. والارهاق غاب عنهم.. وبدا علاء وجمال متفائلين والعادلي واثقا.. وعلي غير ما كان عليه الحال في المحاكمة الاولي.. لم يحاول علاء وجمال اخفاء مبارك عن الانظار.. بل ابتعدا تماما من أمام السرير.. وكأنهما اتفقا علي ظهور والدهما للجميع وهو في كامل رونقه وصحته.. وقد استطاع الأب ونجلاه سرقة الانظار طوال المحاكمة.. للحالة الجيدة التي ظهروا بها.. والسعادة التي غمرتهم.. والمعنويات المرتفعة والوجوه المشرقة المبتسمة طوال الجلسة.. مما جعل مبارك يتبادل التحية ملوحا بيده للحاضرين المؤيدين له أكثر من مرة.. وعدم محاولة علاء وجمال حجبه عن الكاميرات.. وكأنهم أرادوا ان يوصلوا رسالة الي الشعب!