لم يكن اهتمام مصر بقارة إفريقيا في الخمسينات والستينيات من القرن الماضي مسألة عبثية بل لأن شريان حياتها وهو نهر النيل ينبع من قلب تلك القارة . ولذلك كان لمصر دور رائد في مناهضة الاستعمار وتصفيته من القارة الافريقية كما كان لمصر دور في مكافحة العنصرية والفصل العنصري (الابارتهايد).. وفي بداية الستينيات عملت مصر مع مجموعة من الدول التي حصلت علي استقلالها حديثا في وضع رؤية للتنمية والتطوير المستقبلي للقارة.. كما شاركت مصر في إنشاء منظمة الوحدة الافريقية وفي ارساء مبادئها.. ثم أسهمت مصر أيضا في جهود بناء الدولة في عدد من بلدان غرب القارة وفي وسطها وفي القرن الافريقي.. كما أسست مصر لعلاقات تجارية معها ومدت خطوط الطيران إليها.. وقد يتساءل البعض وما فائدة هذه السياسة الافريقية أو ما العائد الذي جنته مصر من تلك المساندة ؟.. وفي الحقيقة أن العائد والمنفعة كانا كبيرا فعلي سبيل المثال ومن الأمور التي لا تنسي أن بلدان القارة الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل عندما كانت مصر تعد العدة لحرب أكتوبر عام 1973 لاسترداد أرضها المحتلة عام 1967 لكن للأسف مرت عقود من الإهمال باستثناء بعض الجهود الفردية مما أدي إلي حدوث جفوة وفجوة بيننا وبين دول القارة التي ننتمي إليها وخاصة دول المنبع وما تواجهه مصر حاليا من تصاعد أزمة مياه النيل مع دول المنبع وخاصة أثيوبيا ببنائها لسد النهضة وتعرض مصر لنقص حصتها من المياه لدليل علي ذلك.. أما آن الأوان لصياغة سياسة إفريقية نشطة لمصر في إفريقيا يكون هدفها الاسمي هو تأمين وصول مياه نهر النيل الي مصر فالعلاقات المتينة والواسعة في افريقيا هي أفضل ضمان لعلاقات صحية مع دول منابع النيل كذلك من شأن التحرك النشط في القاره الافريقية ايضا فتح أسواق بلدانها للسلع والخدمات المصرية وهذا بدوره سوف يسهم في تنشيط الاقتصاد المصري (مشكلتنا الكبري) ورفع معدلات نموه ومعدلات تشغيل القوي العاملة فيه.. وفي الحقيقة كنت سوف انهي المقالة بعامل مهم ومؤئر جدا وهو استخدام القوة الناعمة المصرية حيال أثيوبيا وفي مقدمتها الكنيسة القبطية الارثوذكسية فهي الكنيسة الأم التي تتبعها الكنيسه الاثيوبية لكنها تعرضت منذ أيام لعبث المخربين الذين يريدون إشعال الفتنة الطائفية وإحراق البلد فتبت يداهم وسلمت يا مصر.