بعد قرار العامري فاروق وزير الرياضة بمنع الجماهير من حضور أي مباريات سواء كانت علي المستوي المحلي أو القاري، أعاد هذا الأمر مشكلة غياب روابط المشجعين عن مدرجات ملاعبنا لمربع الصفر من جديد، علي الرغم من أنه كانت هناك بوادر انفراجة لهذه الأزمة بحضور الجماهير للمباريات المحلية بدءاً من الدور الثاني لبطولة الدوري الممتاز استجابة لمطالبات البعض، بعد أن مرت منافسات الدور الأول بسلام، ولكن جاءت أحداث الشغب المؤسفة والتي صاحبت مباريات الأهلي والاسماعيلي الأخيرة، والعقوبات المالية المشددة التي وقعت عليهم مقابل إيراد ضعيف، تسببت في عودة المشكلة إلي نقطة الصفر دون الوصول إلي حل جذري لمشكلة الشغب والتخريب التي تؤرق جميع المسئولين الرياضيين.. ولذا سألنا خبراء الكرة المصرية حول هذه الأزمة، والتي اتفقت معظم آرائهم علي أن قرار منع الجمهور من المباريات تماما هو الحل لحين استقرر الأوضاع، في حين يري البعض أن المشكلة يجب أن تعالج تدريجيا خوفا من تفاقمها، وتعيد معها أزمة توقف الدوري من جديد. في البداية يري الكابتن طه إسماعيل الخبير الكروي ان كل ناد مسئول عن جمهوره سواء كان مسيطرا عليه أو لم يكن مسيطرا، ويتحمل كل ما يفعله تحملا كاملا طبقا للوائح والتعهدات من جانب مجالس إدارات الأندية.. مشيرا إلي ان الجمهور يجب عليه أيضا ان يدرك تماما ان »تشجيعهم التخريبي« سيضر بناديهم المفضل، وإن كانوا حقا محبين له، فعليهم استيعاب الموقف جيدا. وأضاف إسماعيل أنه يجب علي الجماهير أن تكون علي وعي كامل بما سينتج عن الخروج عن المعتاد خلال تشجيعهم، مستغربا من غضب الجماهير في حال عدم حضورها المباريات، ولو حضروا قاموا بافتعال الشغب.. مشددا علي ان قرار منعهم قرار ذكي جدا وجاء في توقيته. بسبب الأحداث ومن جانبه ألمح الكابتن علي أبوجريشة نجم الاسماعيلي السابق ان عدم وجود الجماهير بالمدرجات أفضل لهم وللأندية نفسها، قائلا: »بناقصهم«، إضافة إلي ان الاندية هي الخاسرة في النهاية، فلوائح كرة القدم تحمل إدارات الأندية كل تكاليف الخسائر التي تنتج عن شغب الجماهير.. مضيفا ان روابط المشجعين عليهم أن يختاروا أنفسهم أولا، بسبب اندساس عدد كبير من البلطجية فيهم، فهم أعلم الناس بتكوينهم. وأوضح جريشة أن الجماهير يجب أن تعي في الأساس ان وظيفتهم وهدفهم الأساسي هو تشجيع الفريق ومساندته، وليس تخريب وتكسير الملعب.. مؤكدا ان مجالس إدارات الأندية أصبحت غير قادرة عليهم وخارج نطاق سيطرتهم، ولازم أن تكون هناك وقفة جادة من جميع المسئولين، ولو المشجعون أرادوا حضور المباريات لازم يعلنوا تحملهم المسئولية قبل أي مباراة. بينما يعتقد الكابتن أيمن يونس عضو لجنة الكرة بنادي الزمالك ان القرار الأخير بمنع الجماهير من حضور المباريات علي الرغم من ذكائه فيما يتعلق بتخفيف العقوبات التي من المفترض ان توقع علي ناديي الاهلي والاسماعيلي، إلا انه متسرع ويزيد من الأزمة، لأنه من الأفضل ان يتم منعهم تدريجيا عن طريق تقليل عددهم فبدلا من حضور 5 آلاف مشجع يقلوا للنصف وهكذا.. مشيرا إلي ضرورة ان يكون هناك تمثيل للجمهور خاصة في المباريات المهمة للأندية. وأضاف يونس ان هذا القرار أصبحت معه كل وسائل التفاهم بين المسئولين عن الرياضة وروابط الألتراس »ضعيفة جدا«، ولو أردنا حل هذه المشكلة من جذورها »فالحوار والتواصل هما الحل«. الالتزام أولا ويشير الكابتن حلمي طولان المدير الفني لفريق حرس الحدود إلي ان الأندية خاصة الجماهيرية تستحق أي عقوبات مادية أو معنوية توقع عليها، فهي من طالبت من قبل بعودة الجماهير للمدرجات، فعليها ان تتحمل عواقب مطالبها.. مضيفا ان الجماهير لو أرادت حضور المباريات من الملعب فعليها التزام »الأدب والأخلاق« وإلا فالأفضل يعودوا لمنازلهم ويشجعوا من خلال التلفاز. وأعلن طولان اتفاقه تماما مع قرار القوات المسلحة بمنع إقامة المباريات الجماهيرية علي ملاعبها، لان إهانة الجيش أمر غير مقبول بالمرة، وتجاوزه »خط أحمر«، مشددا علي ان روابط المشجعين وبالتحديد »الالتراس« مدفوعة وتسعي لتنفيذ أجندات معينة يجب الكشف عليها، وان قرار منعهم من الحضور أفضل قرار اتخذ علي الاطلاق، وانقاذا للرياضة في مصر.