الفشل له ناسه من عديمي الخبرة والموهبة، والنجاح له ناسه من اصحاب الابتكار والابداع المتجدد دائما، وبعيدا عن الفشل السابق للمهرجان القومي للمسرح .. شهد المسرح علي مدي ليلتين طعم الابهار والابداع والنجاح علي يد الساحر المسرحي خالد جلال الذي قدم في الليلة الاولي عرض "روميو وجولييت" بمجموعة من طلاب وطالبات جامعة المستقبل، أعد العرض عن النص الشكسبيري مصطفي سليم، صاغ ألحانه هيثم الخميسي،ابدع السينوغرافيا حازم شبل، صمم استعراضاته د. مجدي صابر، والملابس لمروة عودة، الكاتب الكبير محمود الطوخي احد ابطال موقعة طرد رجالات المسرح ليلة افتتاح مهرجان الفشل القومي، يروي الفارق بين ليلة وأخري، الفارق بين النجاح والفشل، فيقول "كنت قد اعددت نفسي للعودة الي الاسكندرية وفي قلبي مرارة ووجع مأساة افتتاح المهرجان الوهمي للمسرح المصري بدار الأوبرا، لكن مكالمة جاءتني من المبدع خالد جلال لحضور عرض "روميو وجولييت" لجامعة المستقبل، علي نفس المسرح الذي شهد فضيحة المهرجان الوهمي، ذهبت مفعما بالقرف والاكتئاب وكراهية المكان،استقبلني مجموعة من فراشات مصر بوردة بيضاء وابتسامة، بعد سلامات مع العمدة صلاح السعدني،وأحبابي احمد بدير، اشرف عبد الباقي والجميلة شيرين، ومئات من الناس المحترمة الباسمة المستبشرة، بدأت سحب الكآبة في الاختفاء وهبت نسائم البهجة والمتعة، شاهدت "روميو وجولييت " كثيرا،من برودواي الي رويال شكسبير كومباني الي مسرح شكسبير في ستارتفورد ابون ايفون بانجلترا إلي أفلام قديمة ابيض واسود ومعاصرة آخرها لليووناردو دي كابريو وبعض العروض العربية لنفس المسرحية، بجانب الانضباط والابهار والاتقان، العلامة المسجلة لإبداعات خالد جلال الذي التقط خيطا معاصر رائعا موازيا للصراع بين عائلتي" روميو وجولييت " في فيرونا، الخلاف السياسي والعقائدي بين عائلتي آية ونديم في قاهرة ما بعد ثورة يناير، الوطن المنقسم، آية ونديم انتصرا ولم يموتا أو ينتحرا مثلما حدث مع روميو وجولييت، هذا العرض الذي قام علي اكتاف كتيبة من طلبة الجامعة يصطف بقوة الي جانب العروض العالمية لروميو وجولييت، استعدت بهجتي وتوازني وتفاؤلي، استعاد المسرح الكبير بالاوبرا كرامته بعد يوم الاربعاء الأسود، سرحت .. ألا تستفيد وزارة الثقافة من الديكورات والأزياء والموسيقي والنص والألحان التي تجاوزت تكلفتها مئات الآلاف من الجنيهات وقدمت لليلة واحدة .. لتعيد تقديم "روميو وجولييت" بمحترفين، لكي يسترد المسرح المصري بعضا من كبريائه ؟؟؛ وننتقل لليلة الثانية الذي شهدها نفس المسرح مع أوبريت " حبيبي يا وطن " للكاتب الكبير عبد الرحمن الابنودي، وبطولة أحمد بدير مع مجموعة من طلبة وطالبات الجامعة، غناء هاني شاكر، مدحت صالح، لطيفة، حكيم،وائل جسار، محمد فؤاد،آمال ماهر، ان يجمع خالد جلال كل هؤلاء في اوبريت علي المسرح الكبير بالاوبرا فهذا في حد ذاته انجاز لا يصنعه إلا من يثق فيه هؤلاء النجوم لما له من سوابق اعمال اشادوا بها من اهمها " قهوة سادة " و " اين اشباحي " وغيرها، في هذه الليلة - كما يقول محمود الطوخي -وقف صفوة عقول مصر لتصرخ قلوبهم باسم مصر، اللي ما حضرش عرض " حبيبي يا وطن " فاته نص عمره، خالد جلال .. ربنا يحرسك .. لأنك تمكنت من جمع كل هذه القمم في عرض يصدح بعشق مصر.؛