ارتفاع الدولار أثر على فاكهة الأسواق المصرية مواطن ل «الأخبار »: لم نشتر اللحوم من شهرين ولم نعرف طعمها لم يقتصر قلق الشارع علي نقص السلع المعروضة وتفاقم أزمة المواد البترولية وتراجع مستوي الأداء الأمني فقط ،حيث بات ارتفاع اسعار اللحوم والخضراوات والألبان والفاكهة هوالشغل الشاغل لدي الطبقات البسيطة، فرغم اعلان الحكومة ان التعريفة الجمركية الاخيرة لن تؤثر علي محدودي الدخل وتحمي الصناعات والمنتجات الوطنية الا ان تلك التصريحات كانت بعيدة عن الواقع فمعظم السلع زادت بمعدل الضعف وغير متوافرة بالاسواق، وما ألقته أزمة السولار بظلالها علي ارتفاع تكلفة السلع والتي يتحملها المواطن البسيط وحده. "الاخبار" قامت بجولة ميدانية في اسواق " امبابة" وسليمان جوهر بالدقي والكيت كات وحي الزمالك لرصد معاناة المواطنين اليومية في رحلة الحصول علي الطعام باسعار مناسبة، " لم اشتر اللحوم منذ شهرين ولم نعرف طعمها " هكذا بدأت شكوي بدرية ابراهيم "أم مصطفي" إحدي المواطنات بمنطقة امبابة، من ارتفاع الاسعار قائلة: " لا املك المال للشراء لأن زوجي من اصحاب الدخول المنخفضة. واضافت ان اسعار الخضروات ارتفعت بمقدار الضعف مثل الطماطم والبصل والفاصوليا واصبحنا ننظر لها فقط ولا نستطيع شراءها، مؤكدة ان اقل سعر سلعة لا يقل عن 5 جنيهات. وتساءلت أم مصطفي عن تصريحات المسئولين في وسائل الاعلام بشأن قراراتهم بتعديل الضرائب والتعريفة الجمركية وانها لن تمس محدودي الدخل، مشيرة الي ان ما يقال عكس الواقع تماما فقراراتهم تأتي علي رأس البسطاء. وقالت أمينة مصطفي "بالمعاش"، انها تتقاضي 400جنيه شهريا من التأمينات الاجتماعية وبالكاد لا يكفي شراء الطعام البسيط ليس اللحوم اوالدواجن ، مؤكدة ان ارتفاع الاسعار غير المبرر يدفع ثمنه الغلابة. أما فايزة فرج "ربة منزل "فقالت انها كانت تطبخ اللحوم كل اسبوع ولكن بسبب ارتفاع الاسعار اصبحت تشتريها كل شهر مرة بالاضافة الي طعام الفقراء من البقوليات كالعدس واللوبيا وغيرها اصبحت مرتفعة جدا فالعدس علي سبيل المثال تجاوز سعره ال10 جنيهات للكيلو واللوبيا تراوح سعرها ما بين 14 إلي19 جنيها. واشارت الي انها تسكن في الجيزة وجاءت الي سوق منطقة امبابة باعتباره ارخص اسواق مصر الا انها فوجئت بموجة الاسعار المرتفعة والتي قضت علي ما يعرف بأسواق الفقراء والاغنياء، لافتة الي ان الجميع تساوي الآن بسبب الظروف التي تمر بها البلاد. الركود وتكلفة النقل أما فتحية فوزي "تاجرة دواجن"،فقالت إنها منذ عامين كانت تبيع أكثر من 200طائر يوميا ولكن عقب الثورة تبدل الحال تماما، مشيرة الي انها لو ذبحت 10طيور لبيعها في اليوم فان ذلك - رضا من الله - خاصة ان اسعار الدواجن مرتفعة جدا فكيلو الفراخ البيضاء تجاوز 18جنيها والبلدي 21جنيها للكيلو. واضافت أنها اصبحت الان في ظل الركود الذي تشهده كل الاسواق حاليا، تمكث بالساعات حتي يأتي زبون واحد ويشتري منها ،مؤكدة انها اصبحت تخسر من عملها خاصة ان لديها عاملا يساعدها كما انها تقوم بدفع ثمن الكهرباء والمياه شهريا دون ان تحقق مكسبا. وأشار اشرف مصطفي "جزار" إلي أن اسعار اللحوم بما في ذلك لحوم الفقراء مثل لحمة الرأس وصل سعرها الي 20جنيها وعظام "الماسورة" ، لافتا الي ان الشعب المصري لم يعد يمتلك نقودا لشراء طعامه. وأوضح مصطفي ان هناك تجارا يلجأون الي بيع بضاعتهم بالخسارة حتي لا تتلف،لافتا الي ان التاجر يضطر الي بيع البضائع بأي ثمن حتي لا تبور بضاعته عنده وحتي يستطيع الحصول علي بضائع جديدة بالرغم من حالة الركود الموجودة وعلي نفس السياق أكد وائل سيد "جزار" انه كان يقوم بذبح من 4 الي 6 عجول يوميا الا انه حاليا يقوم بذبح اثنين علي الاكثر كل اسبوعين نظرا لحالة الركود التي اصابت الاسواق، مشيرا الي انه يخسر نحو2000جنيه كل اسبوع بسبب تلك الحالة. من جهة اخري قال محمود عبد الواحد تاجر اسماك ،إن السبب الرئيسي في ارتفاع اسعار السمك يرجع إلي جشع التجار الكبار خاصة في اسواق كفر الشيخ اوالعبور، مؤكدا ان اسعار البلطي وصلت إلي 11 جنيها جملة والبوري وصل سعره 23 جنيها اما المكرونة فغير مستقر والجمبري ارتفع الي 150جنيها للكيلو وغير متوافر بالاسواق. واضاف ان معظم الاسعار ارتفعت الي الضعف بسبب ارتفاع تكلفة النقل في ظل عدم توافر السولار واستغلال اصحاب السيارات النقل لتلك الظروف، مطالبا الحكومة بتسعير اللحوم رسميا حتي يستطيع الزبون شراءها دون تركها للعرض والطلب الي جانب استطاعة الجزار ان يبيع بالاسعار الرسمية ولا يتعرض للخسارة. وقال هريدي حسن تاجر فاكهة بسوق امبابة إن اسعار الفواكه ارتفعت بشكل جنوني حيث بلغ سعر التفاح 10 جنيهات والبرتقال ب4جنيهات والشمام ب8 جنيهات، لافتا الي ان معظم تجار الفاكهة حولوا نشاطهم الي تجارة الخضروات نظرا لأنها اصبحت غير مجدية بالنسبة لهم ولا تحقق اية مكاسب. حتي الطبقات المتوسطة واضاف حسن أن الطبقات المتوسطة اصبحت لا تشتري الفاكهة لان اهتمامها اصبح موجها الي الخضروات والتي يرتفع ثمنها وبالتالي فإنهم اصبحوا ينظرون الي الفواكه باعتبارها نوعا من الكماليات وليست ضرورية. وأكد هادي عبد اللطيف مدير احد المجمعات الاستهلاكية بحي الزمالك، أن اسعار السلع زادت بمعدل الضعف بسبب زيادة التعريفة الجمركية الاخيرة،لافتا الي ان اسعار منتجات الالبان كالزبدة ارتفع الي 32جنيها للكيلو واسعار اللبن المستورد زادت بنسبة 1٪ والزيوت 2٪ الي جانب الخضروات والفواكه واللحوم المستوردة . وقال محمود عبد العزيز تاجرخضروات وفاكهة بالزمالك، ان اسعار الفواكهة والخضروات ارتفعت بسبب انخفاض الجنيه مقابل الدولار مشيرا الي ان فروق الاسعار بسبب الاستيراد والتعريفة الجمركية الاخيرة التي قامت بزيادة القيمة الحقيقية لمعظم المنتجات المستوردة بصفة عامة. الموجة التي شهدتها الاسواق من ارتفاع الاسعار شملت الكثير من السلع التي ارتفعت علي اثرها الخضروات والدواجن وكذلك الاسماك التي شهدت غلاء يتراوح مابين 4الي 6جنيهات في الكيلو الواحد اما اللحوم الحمراء فقد تراوحت الاسعار مابين 40الي 65 للكيلو والبقوليات والسلع الاساسية من ارز ومكرونة وفاصوليا وغيرها فقد توافرت في الاسواق ولكن باسعار متفاوتة. سعر السولار أما ميلاد زاخربائع خضار فيري أن معظم الأسعار مرتفعة مثل الطماطم والبامية بسبب انخفاض الناتج وقلة جودة المحاصيل مما يجعل الإقبال ضعيفا علي شراء تلك السلع والحالة المعيشية صعبة للغاية وأشار إلي ان ارتفاع أسعار الخضار يرجع إلي ارتفاع أسعار السولار وندرة وجودة مما يؤثر علي حركة النقل . أما المواطنون فلهم وجهة نظر أخري فتقول أم عمر إن جشع التجار وغياب الرقابة وعدم ثبات التسعيرة الأسباب الرئيسيية في اشتعال الأسعار ومصروف البيت لا يكفي شيئا. ويؤكد اللواء عاطف يعقوب "رئيس جهاز حماية المستهلك" أن من وراء ارتفاع الأسعار 3 أشياء إما جشع التجار او زيادة الطلب علي السلعة او المنتج او الممارسات الاحتكارية علي بعض المنتجات مما يجعل المحتكر يتحكم في سعرها.