بعد ساعات من نشوب الحريق الهائل الذي التهم أكثر من 01 محلات تجارية بشارع الشواربي بوسط المدينة؟ عاد جزء من الحركة التجارية إلي طبيعتها، بعد ان قام عدد من أصحاب المحلات بفتح محالهم، لمزاولة نشاطهم، وظلت هناك حالة من الترقب من جانب أصحاب المحلات المحترقة لمعرفة ما تسفر عنه تحقيقات النيابة؟ وهل سيتم صرف تعويضات لهم أم لا؟ وقد قام عدد آخر من أصحاب المحلات بغلق محلاتهم لحين انتهاء »هوجة« الحريق.. شهود العيان اكدوا ان الحريق بدأ بماس كهربائي في أحد المحلات الموجودة في الدور الثاني بأحد العقارات ونظراً لعدم وجود طفايات حريق أو أية أجهزة تستخدم في عملية الاطفاء امتدت النيران لتلتهم المحلات المجاورة والموجودة بالأسفل.. كما تبين عدم وجود طفايات حريق في المحلات وأن حنفيات الحريق الموجودة بالشارع معطلة. فبعد الحريق الهائل الذي التهم سوق التونسي والموسكي قبلها.. لم نتعلم الدرس ففي حادث الشواربي الأخير قدرت المعاينة المبدئية الخسائر بالملايين »الأخبار« انتقلت الي مكان الحادث والتقت بأصحاب المحلات المتضررين الذين اتهموا المسئولين بالاهمال في عدم صيانة أجهزة الاطفاء وانتقدوا اهمال الأمن الصناعي فيقول عثمان سعيد احد العاملين بأحد المحلات بمنطقة الشواربي انه ماس كهربائي بأحد المحلات تسبب في خسائر كبيرة لعدد كبير من اصحاب المحلات حيث اندلعت النيران لتلتهم اكثر من 01 محلات اخري مجاورة ولم تستطع جهود الاطفاء البدائية السيطرة علي الحريق، كما ان سيارات الاسعاف قد وصلت متأخرة نظراً لضيق المكان. ويضيف باسم محمد صاحب احد المحلات ان حنفية الاطفاء الموجودة بالشارع معطلة ولا تعمل كما ان اغلب المحلات لا يوجد بها طفايات حريق صغيرة الامر الذي ادي الي انتشار النيران في المحلات المجاورة. ويشير أحمد سيد صاحب محل بالمنطقة ان اصحاب هذه المحلات تكبدوا خسائر باهظة لأن النيران دمرت البضاعة الموجودة في المحلات فضلاً عن التلفيات الباهظة في المحلات نفسها. وعن رأي الخبراء في تكرار مسلسل حرائق المحلات التجارية وكيفية تفادي تكرارها في المستقبل يؤكد العميد هشام خلف رئيس قسم الاطفاء بادارة الدفاع المدني في محافظة 6 أكتوبر ان تكرار الحرائق في مناطق التجمعات التجارية خاصة الضيقة مثل الشواربي والموسكي والمناصرة والعتبة والوكالة وغيرها يدق ناقوس الخطر، خاصة ان نشوب حريق في تلك المناطق يعتبر بمثابة كارثة حقيقية لأن سيارات الاطفاء الكبيرة او الصغيرة لا تستطيع الوصول الي هذه المناطق فيتفاقم الحريق، كما ان اخطر المشكلات التي تواجه رجال الدفاع المدني عند محاولة اطفاء حريق في هذه المناطق الضيقة هي عدم وجود حنفيات حريق اما لأنها اختفت بسبب السرقة او لأنها تالفة وغير صالحة كما انه لا يوجد شبكات مياه او اجهزة انذار. ويطالب العميد هشام خلف اصحاب المحلات والتجار بضرورة عمل شبكة حريق متكاملة في كل منطقة تضم تجمعاً تجارياً لنشاط معين وتتكون هذه الشبكة من خزان مياه كبير ومواسير قطر 4 بوصة يتفرع منها مواسير قطر 1 بوصة تكون داخل صناديق حتي لا يتم العبث بها. وأكد د.حسام البرمبلي أستاذ العمارة بهندسة عين شمس انه اعد دراسة عن كيفية تأمين المحلات التجارية والمولات ضد الحرائق، وشملت الدراسة ضرورة استخراج تراخيص من هيئة الدفاع المدني لانشاء هذه المحلات والمولات، وان تراعي هذه التراخيص توافر ممرات ذات ابعاد مناسبة امام هذه المحلات والمولات لتساعد علي سرعة هروب وفرار الباعة والزبائن في حال لا قدر الله اندلاع او نشوب حرائق بهذه المراكز التجارية. وذكر د.حسام ان عرض الممر أمام المركز التجاري لا يجب ان يقل عن 5 أمتار وينبغي عدم وضع اية اشغالات من بضائع هذه المراكز التجارية في هذا الممر تسهيلاً لعمليات الانقاذ والنجاة وتجنباً لأي حرائق أخري قد تندلع في هذه الاشغالات، واكدت الدراسة ايضاً علي ضرورة خلو المراكز التجارية من اي مواد قابلة للاشتعال كالبنزين والمواد البترولية ومشتقاتها التي تستخدم عند انقطاع التيار الكهربي، بالاضافة الي اهمية تواجد سلالم ولوحات ارشادية تبين اسرع واقصر الطرق للنجاة في حالة اندلاع حرائق، فضلاً عن توافر معدات اطفاء حيوية وان تكون هذه المعدات تعمل بالفعل وليس ديكوراً فقط.