اقتربت منا أعظم أيام الله.. العشرة الاوائل من ذي الحجة. اصطفاها الله بيوم عرفة الذي يعادل حوالي 43 سنة عبادة مخلصة لله كما اصطفي الله عز وجل العشر الأواخر من ليالي رمضان اعظم الليالي بليلة القدر المباركة التي تعادل حوالي 48 سنة عبادة مخلصة لرب العالمين فهي خير من الف شهر. الحب ملك علي وجداني وكياني في رحلتي الي الله العام الماضي وكلما اقتربت مني أيام الحج المبرور ازداد قلبي شوقا وحبا وهوي علي هوي إلي العودة إلي بيت الله الحرام تصديقا لقول الحق تبارك وتعالي علي لسان سيدنا إبراهيم أبي الانبياء عليه السلام عندما أوحي الله مكان بيته المحرم ليقيم الصلاة: »ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون« »إبراهيم - 73«. ازداد الشوق والتشويق إلي رؤية الكعبة المشرفة التي سنتعلق بها نحن الحجاج والعمار يوم القيامة وهي تزف كعروس السماء الي البيت المعمور وندخل معها الجنة ويشهد لنا الحجر الاسود في هذا اليوم العصيب المهيب علي استلامنا له وتقبيله وباكتمال اركان ديننا الحنيف السمح دين الاسلام تصديقا لاحسن الحديث لله تبارك وتعالي علي لسان نبينا وحبيبنا خاتم المرسلين المصطفي صلي الله عليه وسلم: »اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا« »المائدة -3« ازداد شوقي وحبي وهيامي الي تلبية نداء الله عز وجل مرة أخري وتكليفه لسيدنا إبراهيم عليه السلام بالنداء للناس بالحج فقال لرب العزة كيف أؤذن للناس وأنا في واد غير ذي زرع ولاحياة لانسان فقال له الحق تبارك وتعالي: عليك النداء وعلينا البلاغ وكانت طلاقة قدرة الله عز وجل ان سمع كل من كتب الله له الحج نداء ابراهيم حتي من في اصلاب وظهور أجدادهم حتي يوم القيامة قال تعالي: »وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق« »الحج - 72«.. ازدادت اشواقي وحنيني لما أمر الله عز وجل سيدنا ابراهيم ونبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم: »يا أيها الناس ان الله عز وجل بني بيتا فحجوه«.. وقال الحق تبارك وتعالي: »وأتموا الحج والعمرة لله« »البقرة -691« وقال سبحانه وتعالي ايضا: »ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا« »آل عمران - 79« وقال عليه الصلاة والسلام: »خذوا عني مناسككم« وازداد شوقي إلي رؤية الكعبة المشرفة.. عندما شاهدتها لأول مرة انهارت دموعي وتساقطت بغزارة علي جبهتي وصدري لتغسلني من خطاياي وذنوبي.. ما أحلي وأجمل البكاء امام الكعبة والخضوع لله والاذلال له وحده علي باب الملتزم »باب الكعبة« وعندما يذهب كبريائي في الدنيا وبين الناس ويعتريني احساس عميق صادق بالخضوع والخشوع والعبودية لله رب العالمين وعلي حجر اسماعيل للتوبة والاستغفار والدعاء ليغفر الله ما قدمت واخرت من الذنوب والخطايا. البكاء امام الكعبة المشرفة يغسل الذنوب والخطايا اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب آمين.