في حوار نشرته »المصري اليوم« مع ابن شقيق الأديب عباس محمود العقاد، الأستاذ عبدالعزيز العقاد، كشف عن تقدم دولة قطر بطلب لشراء المنزل الذي وُلد فيه العقاد في أسوان، قال إن الشيخة موزة حرم أمير قطر زارت أسوان بعد الثورة، زارت مكتبة العقاد وتفقدت محتوياتها، وعرضت شراء المنزل وتحويله إلي متحف ونقل المحتويات بداخله، وبعد فترة جاء مندوب من قطر للاتفاق علي شراء البيت وتحويله إلي متحف، وافقت الأسرة بشرط أن يتم الاتفاق من خلال وزارة الثقافة وتحت إشرافها مع تحديد الجهة التي ستتولي الإشراف علي المتحف، طلب المندوب تحديد السعر، وأجاب الرجل بأن مثل هذه الأمور لا تقدر بثمن، أجري المندوب اتصالاً بالقصر الملكي وقال إن البيت يصلح أن يكون متحفاً وأن شرط الأسرة الوحيد هو إشراف وزارة الثقافة، أنهي مهمته وغاب ولم يعد حتي الآن، ويذكر أيضاً أنه بعد وفاة العقاد طلبت دولة الكويت شراء مكتبة العقاد لكن الرئيس جمال عبدالناصر رفض خروج المكتبة التي كانت تشغل شقتين في بيته بمصر الجديدة، ذلك البيت الذي شهد ندوة العقاد الشهيرة والتي كانت تعقد كل يوم جمعة ومنها تخرج عشرات الأدباء وسجل الأديب الراحل أنيس منصور وقائعها في كتابه الشهير »في صالون العقاد كانت لنا أيام«، يبدو أن تمسك الأسرة بإشراف وزارة الثقافة لم يرض القصر الملكي، إن فكرة تأجير الآثار، وانتقال متحف البريد من الجامعة العربية إلي قطر، كل التفاصيل التي تجري علناً وسهراً للحصول علي أجزاء ومراحل من ميراث مصر الثقافي، من الذاكرة الحضارية جزء من الهوس القطري بالشراء وقد رأيت أمثلة عليه في عواصم العالم تثير التأمل وسأذكر بعضاً منها، لقد زرت بيوت أدباء أصبحوا جزءاً من الذاكرة الإنسانية، قضيت ساعات طويلة في بيت دستويفسكي بمدينة بطرسبرج، ومنزل تنيخوف في موسكو، ومنزل جوتة في فايمار بألمانيا، وفكتور هوجو في باريس، تعامل هذه الأماكن بقداسة، ولا يمكن مجرد التفكير في دخول طرف ثالث في الذاكرة الثقافية، معني ذلك أنه يشتري بالمال موضع قدم في الذاكرة، إنه تشويه لتاريخ الأدب والإنسانية، لا تجرؤ دولة بما فيها قطر علي التقدم لشراء جزء من بيت جوتة أو شكسبير أو دانتي في فلورنسا، كان جمال عبدالناصر يدرك معني ذلك ولهذا رفض بيع المكتبة الخاصة بالعقاد، ولأن مصر الآن في أيدي من لا يدرك قيمة حضارتها فلابد من التصدي لهذه المحاولات من جانب المثقفين، ومؤسسات المجتمع المدني وما تبقي من أصحاب الضمائر في الدولة المصرية، لن يتغير اسم العقاد إلي القطري أو غيره.