سعيد الخولى وكأننا في سباق لاستخدام التكبير والتهليل فقط في مؤتمراتنا واحتجاجاتنا فإذا ما وصل الحال بنا إلي حيث نعمل تبنينا شعارات وأفعال التحريض والحض علي الكراهية والجهاد في سبيل إفشال الآخر ما وسعنا إلي ذلك سبيل! المناسبة مؤتمر جبهة الإنقاذ لإعلان جهادها الأكبر بمقاطعة انتخابات مجلس النواب، ولست ضد مقاطعتها أو مع مشاركتها، لكن ما استفزني هو ردود أفعال الحاضرين بعدما أعلن الاستاذ سامح عاشور قرار مقاطعة الانتخابات: تصفيق وتهليل، ولا غبار في ذلك فلعلهم استحسنوا الاتفاق علي قرار للجبهة ضمن المرات النادرة التي يتفقون فيها وهذا حقهم، اما الذي استتبع التصفيق والتهليل فهو تعالي الأصوات: الله أكبر.. قلت في نفسي: الله أكبر.. هل نحن في جهاد ضد غزاة أو محتلين ونستقوي بالله للخلاص منهم، وهل مقاطعة الانتخابات هي آية هذا الجهاد وهي ما سيخلصنا من هؤلاء الغزاة المحتلين؟! وللإنصاف فالحمد والتكبير والتهليل لا يكاد ينقطع مع الخطاب السياسي أيضاً علي الجانب الآخر الذي يسمونه الإسلام السياسي، لا يكاد يخلو منه مؤتمر معاضدة أو معارضة، وتلك هي الأزمة التي خلطت الخلافات السياسية - بل الصراع علي الحكم - بالتمسح في قدسية الله، كلهم يهللون ويكبرون والغالبية المطحونة مشدوهون. لا يجدون ما يقولون سوي: إنا لله وإنا إليه راجعون! فلسفة «شيش بيش» لا بأس من دور طاولة وسط سخونة الاحداث وضبابية المشهد، لمجرد التسلية وبعيداً عن الرهانات الخاسرة التي توقعها تحت طائلة القمار المحرم! المهم ألا تحاول »قرص الزهر«، وأن يكون »الحظ« حليفا لك فتمسك صاحبك في خانة »اليك« أو تكسب الدور »خشب«! لكن لا بأس ايضاً من أن تعرف فكرة سريعة عن هذه اللعبة التي تحلو في الهواء الطلق فوق كرسي بأحد المقاهي مع صديق أو في البلكونة - إذا توافرت - مع رفاق الصبا والشباب. لعبة الطاولة عمرها حوالي 0081 عام وضعها أول ملوك الفرس الأخيرة ويدعي أرد شير بن بابك، وسماها »نردشير« جامعاً بين اسم اللعبة واسمه، وكان يرمز بها إلي لعبة الحظ والقضاء والقدر، مستوحياً مفرداتها من مفردات الزمن، فعدد خانات اللوح الواحد من الطاولة 21 يرمز الي عدد شهور السنة، عدد الخانات باللوحين 42 يرمز إلي عدد ساعات اليوم، وعدد أقراص اللعب »القواشيط« 30 يرمز إلي عدد أيام الشهر، اما »الزهر« فهو ذو ستة أوجه بكل وجه عدد من النقاط من 1 - 6، وترتيب الاوجه الرقم 1 في ظهره الرقم 6 و 2 في ظهره الرقم 5 و 3 في ظهره 4 ليكون مجموع أي وجهين متقابلين 7 رامزاً إلي عدد أيام الأسبوع، وترمز قطعتا الزهر إلي الليل والنهار. ولأن مخترع اللعبة فارسي فالارقام ايضاً فارسية من هنا جاءت تعبيرات: شيش بيش ودو يك وجهار سه.. إلخ اما موقف الشريعة من هذه اللعبة فيضع اللاعبين بها في خانة »اليك« كما نحن الآن في وضعنا الراهن.. اللهم أخرجنا منه علي خير! من الشعر العربي إلي العابثين في الأرض فساداً ومن يتبعهم جهلاً وانقياداً ومن ينفذ ضلالاتهم فقراً واستعباداً: واتبعتم أهواء غاوٍ مضلِّ زين الشرَّ مكُره والدهاء حبب اللهو والفساد إليكم وحَدَتْكم جنودُه الأشقياء فملِئتم من الحياة غروراً زينته لديكم الخيلاءُ تتوارون في النزاهة والصد ق كما يستر الإناءَ الطلاء من ديوان إسماعيل صبري (6881 - 3591)