حينما يشاهد المرء المنظر البديع للحرم المكي الشريف وهو ممتلئ عن آخره أثناء الحج أو العمرة هناك مشهد لا تخطئه العين وهو تلك (الحسنة السوداء) . تلك التسمية التي أطلقتها علي المساحة الصغيرة المخصصة للنساء للصلاة في ساحة الحرم المكي وتشبيها لحجم الحسنة في وجه الانسان لصغر حجمها المهم أن تلك البقعة التي أكرمني الله بالصلاة في رحابها أكثر من مرة شغلتني كثيرا لانها من وجهة نظري لا تحقق المساواة بين الرجال والنساء التي أقرها الله سبحانه وتعالي في العبادات التي لم يفرق فيها بين رجل أو امرأة فالكل سواء أمام الله . كما أن النساء يعانون فيها من التكدس الشديد اثناء الصلاة لدرجة ان السجود يتم فوق أظهر بعضنا البعض يحدث ذلك في الوقت الذي تتسع فيها ساحة الحرم للرجال للصلاة بمنتهي الراحة والبحبحة بصراحة كان الامر يزعجني لاحساسي بعدم المساواة ولاني تعودت عدم المجادلة والتركيز علي حسن أداء المناسك والدعاء فقد كنت أكتم في نفسي ذلك الانزعاج لكن لي صديقة عزيزة كانت تلازمني سالتني بعد أن أدينا العمرة منذ عامين ونحن نتجه الي الخروج من ساحة الحرم المكي الشريف قائلة ألست بصحفية؟ قلت لها نعم.. إذا لماذا لا تكتبين عما تعانيه النساء في تلك الحسنة السوداء وتطالبي بزيادة مساحتها تحقيقا لعدل ربنا الذي لم يفرق بين الذكر والانثي في العبادات فقلت لها ولم الانتظار هيا فلنذهب لنتظلم الآن الي المشايخ الاجلاء لعل وعسي وتوجهنا بالفعل إلي المكتب الذي يجلس به مشايخ الحرم فقلت له بعد تحية الاسلام فضيلة الشيخ لي مظلمة فنظر إلي باندهاش قائلا بكل أدب وذوق تفضلي يا حاجة ثم عرضت عليه اقتراح بزيادة المساحة المخصصة للنساء لتكون ثلث مساحة ساحة الحرم لم أقل له النصف رغم أننا متساوون في العبادة أمام الله سبحانه وتعالي فكان رده بان هناك أماكن كثيرة مخصصة للنساء وحدهن في جميع أدوار الحرم . فقلت له إنها بعيدة عن الكعبة المشرفة فلا نراها بأعيننا كما يراها الرجال في كل وقت وحين والنظر إليها عبادة المهم أنه استمع إلي المظلمة جيدا تم قال سوف نرفعها للمسئولين و(ادي وش الضيف) فما زالت الحسنة السوداء قابعة في مكانها دون زيادة ومازالت معاناة النساء قائمة. اللهم اجعلها في ميزان حسناتهم