وسط أوجاع وطنية وصراعات سياسية وأزمات في الوقود واضطرابات في مدن القناة وكارثة بيارة الصرف الصحي بطوخ وسقوط منطاد بالسياح في الاقصر تأتي انتخابات نقابة الصحفيين لتكون امامي كطبق من الحلوي وضع امام مريض بالسكر، ووجدتني وانا هنا اتحدث عن نفسي امام خيارين احلاهما مر، فمنصب نقيب الصحفيين الذي كان يتنافس عليه عمالقة ورموز العمل الصحفي علي اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية مما يعطي فرصة للمفاضلة ومساحة للاختيار اقتصر هذه المرة علي مرشحين اثنين هما الزميلان العزيزان ضياء رشوان وعبدالمحسن سلامة.. فالاستاذ ضياء رشوان والذي لم يصلني برنامجه الانتخابي حتي كتابة هذه السطور خاض من قبل معركة شرسة امام منافس قوي ومخضرم هو الاستاذ مكرم محمد احمد، ووقتها تساوت الكفتان في الجولة الاولي لتبقي جولة الاعادة التي فاز فيها الاستاذ مكرم بفضل مساندة وحشد اصحاب المعاشات من الصحفيين ، ورغم انها التجربة الاولي لضياء رشوان الا انه استطاع ان يحصد اكبر عدد من أصوات الصحفيين بذكاء شديد حيث اعتمد في دعايته علي رسائل المحمول التي حوت جملة قصيرة.. قليلة الكلمات.. واسعة التأثير تقول: اذا كنت تريد تغيير رئيس تحرير جريدتك القومية فانتخب ضياء رشوان، وكان الاف الصحفيين يعانون من بقاء رؤساء تحرير في اماكنهم عشرات السنين لدرجة ان بعضهم ظن انه استظل بشجرة خلد وملك لايبلي ، ثم جاءت بعدها انتخابات فاز فيها ممدوح الولي بمنصب النقيب ، واليوم يدخل رشوان المعركة ولكن وسط ظروف يحيطها الكثير من الغموض والتساؤلات حول عدم ترشح صحفيين آخرين لهم نفس الثقل ويستطيعون المنافسة واثراء العملية الانتخابية ومنهم علي سبيل المثال جلال عارف ويحيي قلاش وحاتم زكريا ، اما الزميل العزيز عبد المحسن سلامة والذي اعتز بصداقته فقد جمعتني به معرفة قديمة بدأت في التسعينات عندما استدرجت لاكون عضوا بالمجلس المحلي لمحافظة القليوبية عن بنها وكفر شكر، وهناك اقتربت اكثر من سلامة الذي كان وقتها عضوا عن قليوب وامينا للاعلام بالحزب الوطني بالمحافظة ، وبعد دورتين انسحبت انا واتهموني وقتها بالجنون لانني تركت كنزا لاتنفض خزائنه وبقي الزميل العزيز عبد المحسن سلامة حتي قيام ثورة يناير، المهم انني حاولت المفاضلة بين المرشحين وفشلت، فكلاهما قريب من قلبي ،فلجأت لصلاة الاستخارة ونمت ليلة هادئة استيقظت بعدها مستبشرا فقد اكتشفت ان الانتخابات يوم الجمعة وهو يوم اجازتي الذي لا يمكن ان اقضيه الا مع اسرتي في مدينة بنها.