أعلنت السلطات اليمنية تطبيق "أساليب تفتيش غير اعتيادية" علي الشحنات الخارجة من مطاراتها .وشهد البرلمان اليمني جلسة صاخبة لبحث قضية الطرود الملغومة التي كانت مرسلة من اليمن الي الولاياتالمتحدة . وأكد البرلمان في بيان "رفض اليمن أي تدخل خارجي في شأنه الداخلي" ودعا الشعب إلي الاصطفاف معلنا ترحيبه بالتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب. وأقرت اللجنة الوطنية لأمن الطيران المدني "اتخاذ المزيد من الضوابط والإجراءات الاضافية في المطارات اليمنية خاصة في ضوء تطور أساليب التنظيمات الارهابية". الا أن اللجنة اشارت الي ان "الطردين المشبوهين المكتشفين في دبي وبريطانيا مؤخرا قد اكتشفا وفقا لمعلومات مخابراتية عالية المستوي وكان من الصعب الكشف عنها بالوسائل المعتادة".وأقرت اللجنة التي يرأسها وزير النقل خالد ابراهيم الوزير "تطبيق أساليب تفتيش غير اعتيادية علي جميع الشحنات الخارجة من المطارات اليمنية وبما يضمن أمن الطيران المدني" إضافة إلي إقرار "تطبيق نظام اعتماد وكلاء الشحن الجوي بما يضمن ربط منح التراخيص لهم بتوفير الاشتراطات الدولية واستمرار الرقابة الدورية عليهم". كما تم اقرار تشكيل وحدة أمنية متخصصة بأمن المطارات تتولي تدريب وتأهيل الموظفين "بما يكفل تعزيز إجراءات حماية المطارات من أي أفعال تخريبية أو إرهابية".وتواصل السلطات اليمنية تعقب المتورطين في ارسال الطردين المفخخين، الا انها افرجت امس الاول عن طالبة اعتقلتها يوم السبت الماضي للاشتباه في تورطها في هذه القضية. وفي غضون ذلك، أعلنت بريطانيا إجراء مراجعة للإجراءات الأمنية المتعلقة بكل أشكال الشحن الجوي الدولي القادم إليها، كما أعلنت عدة دول اتخاذ إجراءات مشابهة. وأقرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي بأن هناك تداعيات اقتصادية ومالية هائلة لفرض قواعد أكثر صرامة علي الشحن الجوي الدولي. وفي واشنطن أكد مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان أنه "ليست هناك أي مؤشرات علي وجود طرود مفخخة أخري".واضاف برينان خلال برنامج عبر شبكة ان بي سي أن الحكومة اتخذت التدابير الضرورية في حال تم العثور علي أي طرد آخر. واشار الي ان صانع القنابل الذي صمم هذين الطردين المفخخين يبدو انه هو "نفسه" الذي صنع الشحنة الناسفة المخبأة في الملابس الداخلية لشاب نيجيري في المحاولة الفاشلة للاعتداء في عيد الميلاد من العام الماضي. وكان مسئولون امريكيون قد اعلنوا ان صانع القنابل هو ابراهيم حسن عسيري الذي يتصدر قائمة المطلوبين السعوديين بتهمة الارهاب.ومن جهة اخري، اشاد برينان بالدور الذي لعبته الامارات في احباط محاولة الاعتداء بالطرود المفخخة من خلال تصرفها "ببراعة وفي الوقت المناسب". وكانت وكالة الاسوشيتد برس قد ذكرت ان مفتشين امريكيين توجهوا الي اليمن لمراقبة امن الشحنات ومحاولة سد الثغرات بها بالاضافة لتنظيم دورات للمسئولين حول تحسين الامن الخاص بعمليات الشحن. ويأتي ذلك في اعقاب اعلان الخطوط الجوية القطرية أن الطرد الملغوم الذي تم اكتشافه في مطار دبي يوم الجمعة الماضي نقل علي متن إحدي طائراتها ولم يكتشف إلا بعد الحصول علي معلومات مخابراتية مشيرة إلي أن قطر ليست مسئولة عن فحص بضائع الترانزيت.وأوضحت الخطوط القطرية في بيان أن الدولة التي تمر البضائع عبرها للترانزيت لا تتحمل مسئولية فحص هذه البضائع بالأشعة السينية أو تفتيشها وإنما هي مسئولية البلد الذي انطلقت منه البضائع وذلك وفقا لاتفاقية شيكاغو. وعلي صعيد اخر، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك بأن الطردين الملغومين اللذين كان من المقرر ان يستهدفا الجالية اليهودية في مدينة شيكاغو الامريكية هما دليل دامغ علي ان الارهاب العالمي ما زال نشطا وان محاربته أشبه بسباق ماراثون قد يستمر اكثر من جيل كامل. وتوقع باراك في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي الاول الذي ينظمه معهد التصدير الاسرائيلي تحت عنوان "أمن الوطن" مواجهة تحدي التعامل مع ارهاب كيماوي وبيولوجي وربما نووي أيضا في المستقبل.