الأهالى أشعلوا النار وقطعوا الطريق كشفت مأساة بيارة الصرف الصحي التي راح ضحيتها 9 بينهم سبعة مزارعين من أهالي قرية عرب الرواشدة بميت كنانة التابعة لمركز طوخ عن سلبيات وقصور شديد واهمال جسيم طال كل المرافق العامة في مصر.. لم تتوقف المأساة عند حد افتقار عمال الصرف الصحي إلي أبسط وسائل الامان وادوات العمل غير البدائية والتي تسببت في سقوط أول الضحايا وهو من العمالة الموقتة في قاع البيارة ليسرع زميلاه لانقاذه فيلقيان مصيره غرقا في مياه المجاري الراكدة ويسمع صراخهما المزارعون في الحقول ويتركون فؤوسهم وتدفعهم الشهامة الي التدخل ليشارك 7 منهم عمال الصرف الصحي الغرق في المجاري.. تعدت المأساة الحلقة الأولي التي انتهت باخراج بعض الضحايا وهم يصارعون الموت ونقلهم إلي الوحدة الصحية أملا في انقاذهم.. وهنا بدأت الحلقة الثانية في الوحدة الصحية لا يقل فقرا واهمالا عن غيره من المرافق المتهالكة ولم يجد المواطنون في الوحدة الصحية سوي طبيبة نساء وولادة تم استدعاؤها علي عجل لتقف عاجزة عن فعل أي شيء للضحايا الذين فارق بعضهم الحياة قبل وصوله لمستشفي طوخ التي تبعد مساحة لا تقل عن 51 كيلومترا عن الحادث، جاءت الحلقة الثالثة والتي اثارت غضب الأهالي ودفعتهم لارتكاب عملهم المجنون بقطع الطريق واشعال النيران ومحاولة التخلص من محطة الصرف عندما لم يصلهم المحافظ الذي اكتفي بالتصريح من مكتبه بصرف اعانات عاجلة قدرها خمسة آلاف جنيه لاسرة كل متوفي وثلاثة آلاف لكل مصاب الأمر الذي اجج مشاعر الغضب في نفوس أسر الضحايا فرفضوا تقبل العزاء في ضحاياهم وطالبوا بالقصاص من كل مسئول تسبب باهماله في ضياع أرواح بريئة.. وزاد الطين بلة شائعة انتشرت بين سكان القري المجاورة ان المحافظ قال ان سبب الحادث هو جهل الفلاحين فاعتبروا ذلك اهانة لهم ليزداد غضبهم، اما الحلقة الرابعة فهي ما كشف عنها صلاح نصر عمدة قرية عرب الرواشدة ان القرية لا تستفيد من المحطة التي اقيمت علي أرضها لتخدم قري أخري.. وخيم الحزن علي سماء قرية عرب الرواشدة التي شيعت 7 من ابنائها بينهم 3 أشقاء بينهم أب لطفلين وجنين مازال في بطن أمه.. وأعلن الأهالي رفضهم صرف اعانات المحافظ كما رفضوا تقبل رسالة التعازي التي ارسلها لهم فيما قدم عبدالحميد البهادي عضو مجلس الشوري عن حزب الحرية والعدالة بالقليوبية بيانا عاجلا لمحاسبة المسئولين عن الحادث. وباشرت نيابة طوخ برئاسة محمد أبوالعز مدير النيابة باشراف المستشار حاتم الزياتي المحامي العام لنيابات شمال القليوبية تحقيقاتهاوأمرت باستدعاء رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية. من ناحية اخري تجمهر المئات من المواطنين بقرية ميت كنانة وقاموا باغلاق الوحدتين المحلية والصحية بالجنازير وطردوا الموظفين وقطعوا الطرق المؤدية لمدينتي طوخ وشبين القناطر وقاموا بالقاء الوحدة المحلية بالحجارة احتجاجا علي الحادث مطالبين بمعاش استثنائي لأسر الضحايا ومحاكمة المسئولين عن الحادث وسرعة اصلاح العيوب الفنية بمحطة الصرف.. وبدأ د. عبدالقوي خليفة اجتماعه باللجنة التنسيقية أمس بالوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء كارثة ميت كنانة.. كما اصدر الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية خلال لقائه في مكتبه بشبرا الخيمة وفدا من أهالي الضحايا قرارا بتعيين أبناء وأشقاء الضحايا.