يمكن ببساطة احصاء مائة سبب للاحباط، ولا يحتاج الأمر لأي براعة استثنائية، أو قدرة خارقة، لكن فقط »أنظر حولك« وسوف تري شبابا كالزهور الذابلة، وزهرات في خانة العوانس، وخبرات متميزة »علي الرف« و... و... وتلك مجرد أمثلة! المشكلة تتجاوز الانسان المحبط الي محيطه، فماذا يعني ان يكون الطالب محبطا؟ هل فقط ان يكون الرسوب من نصيبه؟ وماذا يعني ان يكون الموظف أو العامل محبطا؟ هل يقتصر الامر علي ضعف الانتاج؟ حتي في الدوائر الاضيق؛ كيف ينعكس احباط الاب أو الام علي حياة الابناء؟ وكيف يتطور الامر في التعاملات داخل العائلة أو مع الجيران؟ ثم كيف يمكن حساب حصيلة الاحباط؟ هل يكفي اللجوء لطريقة »الجمع« ام ان طريقة »الضرب« هي الاكثر دقة في نتائجها؟ أرجح الثانية لأن الاحباطات لا تتراص، وانما تتفاعل حتي تصبح اقرب الي سلسلة من القنابل العنقودية شديدة الانفجار! حين يعود الأب المحبط من عمله، ويجد بانتظاره ابنه الطالب العائد من مدرسته محبطا، كيف يدور الحوار بينهما؟ عندما يتناقش جاران في امور تخص العقار وكلاهما محبط، هل يكون النقاش ايجابيا وينتهي الي نتائج تعود بالخير علي الجميع؟ العلاقة بين المحبطين لا تقود الي الامام خطوة واحدة، بل علي العكس فالنفوس معبأة باليأس، وفي غياب الامل لا تستطيع الرهان علي رؤية بناءة أو مبادرة ايجابية. انتشار عدوي الاحباط، خاصة في غياب الاحساس بالعدالة يفاقم حجم المشكلة، فالطالب المتفوق في ظل نظام تعليمي جامد، والشاب المتميز تحت رئاسة مدير لا يعترف الا بالاقدمية، والمبدع الذي لا يعرف طريقه الي »التربيطات« و.. و... واجتماع هؤلاء وأولئك في بوتقة اليأس والبؤس والاحساس بالظلم، الا يقود ذلك الي مجتمع معتل؟! اسحبوا فتائل الاشتعال من قنابل الاحباط العنقودية أولا، ثم راهنوا علي تفوق دراسي بعيدا علي المجموع، وابداع منزه عن الشللية، وعطاء حقيقي في جميع المجالات. فقط جربوا علاجا ناجعاً للاحباط.